أخبار دوليةمستجدات

أعطوني فرصة أخرى…أنا لست مجرما.

الشاعرة و الكاتبة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران

رغما عن أنفي، جعلني القدر مجرما ،لم أكن يوما أحلم بهذا الكابوس و لم أتوقع يوما، ذلك، أنا ذاك الطفل المسالم الذي لا يجرح أحدا في مشاعره، و لا ينبس بكلمة سوء لأحد ما، مسالم لدرجة الكل يضرب بي المثل …
أنا هيرين كامرون، أقول لهاته الكاتبة أن تتقمس شخصيتي لتكتب عني مالم أقدر كتابته قولا و لا فعلا، لأنني محطما جدا و لم أعد أثق في
هاته الحياة أبدا
ماهو القدر، كما قال الله، القدر أن تؤمن بالقدر خيره و شره، و هو كل ما كتبه الله لنا في حياتنا، شئنا أم أبينا، صنعناه نحن أو نزل علينا القدر، سواء كنا مخيرين، أو مسيرين هو ذاك الذي تصبح في الصبح و تتوالى الأحداث عليك سواء هممت لعمل شيأ أولا، الأقدار قد تكون قوية خبيثة حزينة مؤلمة قوية، و غير ذلك

أمي

أنا ذاك الإنسان البار بوالديه، صديق لكل صديق، أحترم الكل و لا أرفع عينا و لا أشير بأصبعي لأحد ما بالشر، و أنا أتألم لكل شيء يا أمي، أتألم للكل و لنفسي، و لا حسد و لا تنمر لأن من يفعل ذاك سيذان

أمي

صدقوني ،أكتب هذه الكلمات و أنا في زنزانتي بعدما أن حكم علي بأربعة و عشرين سجنا نافذا في حق مقتل سيدة هي و طفلتها و لكن لم يكن لي رغبة بهذا القتل ،و ليس هو قتل عمدا، لا بل هي حادثة و قدر كتب و قدر لي و لها و للطفلة ، قدر عميق ،قتلني أنا و هي و الطفلة ، لم أنوي ذلك فعلا ،و لم أخطط و لم تكن لي الرغبة بذلك ،فقط جاء القدر كالصاعقة يوم تخرجي ،فقد كنت فرحا جدا ، و أشترت لي أمي سيارة فارهة لكي أحتفل بنجاحي مع أصدقائي و لكن يا ليتني ما فعلت ،لو كنت أعلم الغيب ،و القدر الذي حطني في القاع لما كنت فعلت…

أمي….

نعم ،صدقوني ،و أنا في المحكمة أمام القاضي و بقربي المحامي و حضرات القضاة و أهل الضحية و أمي المسكينة التي قتلت نفسها بهذا ،و أحست بالذنب أنها إشترت لي السيارة ،و كأنها قد قالت إفعل يا كامرون و كأنها المذنبة معي في حق جريمتي التي ليست هي جريمة و لكنه قدر قوي صعب جدا ،مؤلم جارح ناسف للحياة و لطمئنينة ، آه يا عمري ،لو كنت أعلم الغيب لما ركبت صحبة أخي و صديق عمري في إحتفال و سباق إنساق لدخول عالم غريب يشمئز منه الكل ،و الكل يشيرون بأصابع الإتهام إلي…. يشيرون إلي بأنني ذاك القاتل ..

الصمت ،يجعلني أتوه في نفسي ،التي كانت تساعد الكل و تحترم الكل ،و أعتبر نفسي أقل شخصا ،لكن بكل إحترام أحببت الكل و تعاونت مع الكل ، وسامتي لا تشفع لي و لكن أخلاقي يا أمي ،الكل الآن يتهموني بوسامتي و يقولون بأن الكل متعاطف معي لذلك ،لكن يا أمي ،أنت تعرفين طفلك و تعرفين من ربيتي و أيتها أخلاق حميدة قد أعطيني …

أمي

أمي إنني أنزف ،و أرى العالم جحيما ،أرى الظلام يحيط بي من كل جهة و أنت الوحيدة التي تنيرين لي الطريق ،و تلك البراءة في كذلك لأنني لم أنوي على قتل أحد ما

صدقني يا أيها العالم
أنا لم أنوي على قتل أحد ما ، مجرد حادثة و قدر محتم على كلينا قدر مؤلم صعب يشق الأنفاس و يسقط الجبال في لحظات مزعزعة جدا …

أنا أتعذب يا أمي كثيرا ،أعتذر للكل يا أمي ،صدقوني فعلا لم أكن أنوي شرا لأحد ما

أمي….

نعم ،إنني بريء رغم جرمي ،و ليس هو جرم بل حادثة ،أؤكد ذلك و الكل يؤكد ذلك ،أؤكد ذلك يا أمي صدقيني

أمي

ألم ،فظيع يا أمي و أنا بالمحكمة ،أحببت يا أمي أن تضميني ،لعلني أشعر بالقوة في المواجهة و بالإطمئنان و بالإتزان و بالراحة أمي أنا في مآزق كبير ،لم أعرف كيف إنقلبت حياتي في لحظة ،قد غدرتني الحياة ،و صفعتني يكل ما فيها و كأن جبلا من النار ، سقط فوق رأسي ،و أحرقني و قتلني لعدة مرات …

أمي….

،أنا يا أمي جد حزين ،و مكسر لعدة بلورات مثناترة ،الجرح عميق ينزف بغزارة في يا أمي في بالدم بالدموع و بالروح

أمي ..

كيف يا أمي و أنا ذلك ،الطفل الوديع المسالم النقي من داخلي كمن خارجي ،أن أتحول في لحظات قدرت بالقدر شره و آمنت به و إعترفت بذنبي الذي ألصقه القدر بي ،كيف لي يا أمي أن أصبح مجرما في نظر الكل ،و أنت تعرفين يا أمي أنني لا أستطيع قتل نملة ،أو ذبابة
لقد أقحمني القدر بشره في لعبته ،لتضيع حياتي ، و حياة الإنسانة التي ماتت في الحادثة هي و طفلتها …

أمي….

معذب جدا يا أمي ،أحس بالضياع ،و لحظات من الخواء و من الحزن العميق ،أمي لا يخلو لي النوم و لا أستطيع الأكل و لا أقدر على التنفس ،و سيارتي و ذاك القدر قد حملا روحين بريئتين إلى الموت

أمي ،لا أعلم ماذا ،سأفعل ،هنا في سجن غريب ،مليء فعلا بالمجرمين ،و أنا لست مجرما ،لكن القدر قد قال أنني قاتل ،و مجرما
القتل يا أمي كلمة كبيرة علي ،لا أستحملها رغم الحقيقة التي كتبت و العالم يشهد عليها ،القتل يقتلني مرارا في كلمته ،و يؤنبني مرارا
الإجرام كلمة كذلك كبيرة في حقي يا أمي…

أمي..

أمي أحضنيني كثيرا ، دموعك طاهرة تغطيني بالبرد و بالحضن الدافئ
أمي ثم أمي ثم أمي ،الصدر الذي وهبني الحنان و وجدته بجانبي في هذه المحكمة
صدقيني يا أمي ،أنا أتألم كثيرا ، لو أستطيع إعادة الزمن للوراء لما حدث ذلك و لأصلحت مواقفي ، و لكن القدر قوي صعب جدا يا أمي
أنا طفلك الذي لم يقتل ذبابة في أيتها لحظة من العمر ،فرح نشط ،يحترم الكل و بأخلاق عالية جدا ،أمي لا تتركيني ،أدعي لي يا أمي بأن يخفف الله علي هذا الإمتحان الصعب و هذا القدر الساحق القوي …
أمي.. .

أمي ،الكل ينادي بأن يعطيني القاضي فرصة أخرى ،لأنني لست بقاتل و لست بمجرم و لكن القدر يا أمي جعلني مجرما بالرغم عن أنفي
سامحني يا الله ،أنا لقد إعترفت لهاته الكاتبة بكل شيء ،لعلها تنسلخ في جلدي و تكتب عني ما لم أكتبه عن نفسي
لقد إعترفت يا أمي أمام الكل بأنني مذنب و لكن لم أكن أنوي على القتل و لا أعرف الضحيتان و لم أخطط لشيء لا بل خططه القدر ،لكن يا أمي ستضيع حياتي الني كانت جميلة يوما كطفل ينطلق في الحياة بحب و بفرح ،متذفقة كانت الحياة كالبحار ،لكن إنقلبت علي في لحظة في شر قدر قدر و كتب و نفذ في….
أمي….

أمي لا تتركيني ،أنا لست مجرما ،لكن القدر قدره و كتبه و جعلني مجرما بالرغم عن أنفي .

أعطوني فرصة أخرى، أنا لست مجرما …

هيرين كامرون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube