حزبيات مغربيةمستجدات

فدرالية اليسار ومسألة الاندماج: صدق النوايا لا يكفي

عبد الله عبد السلام بنان

هل الاندماج عملية حسابية؟ لقد حصل اندماج 2002 بين أربعة تنظيمات سياسية محسوبة على اليسار، فماذا كانت نتيجته: 1+ 1+1+1 يساوي 0,75 أو أدنى. راجعوا مؤشرات قوة الحزب خلال 20 سنة، في الانتخابات مثلا، وغيرها.
هل الاندماج وبأي ثمن ضرورة الى حد نفي ما تبقى من وجود اليسار الحزبي ومن كرامة اليساري واليسارية؟
على أي اندماج تبحثون اذا علمنا مقدمات هذه المغامرة التي ستعيد انتاج حركة جديدة بعقليات زمن الحرب الباردة وآليات قديمة قدم المتحكموين في التنظيمات التي تنوي او ترغب في عملية الاندماج؟
أظن أن سلخ الجلد وبشكل متكرر صار ظاهرة مرضية، بل يسقط صاحبها بوعي أو بدونه في خدمة الخصوم الطبقيين وبثمن زهيد، على حساب مشروع اليسار المكبل ومنذ زمن.
كفى من اهدار الجهد والزمن.
فمن يريد الاندماج والآن فذلك حقه، لكن لا ترغموا رفاقكم ممن لا يريد الاندماج والآن، على مسايرتكم في مشروعكم.
فلتجربوا ان استطعتم، فنصف كل حزب على الأقل سيصيبه الشلل، والنصف الآخر سيساير تجربة الاندماج بمسائلها الجديدة وبمشاكلها .. فتجربة مناضلي منظمة العمل الديمقراطي الشعبي في عملية الاندماج خير مثال.
مأساة …..
لكل اندماج شروطه التي وجب توفرها والا صار وبالا، بل مهزلة من الصراعات التي لا تفضي الى تحقيق النوايا المعلنة. فصدق النوايا لا يكفي، ان لم تصاحبها ثورة ثقافية داخل الاحزاب المعنية بالاندماج، تدوب اسوار سوء الفهم وتفتح أبواب حرية الرأي والتسامح.
لكل اندماج يراد له النحاج أناسه، وهنا مربط الفرس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube