حواراتمستجدات

في حوار مع الكاتبة والروائية السورية لوريس الفرح

خلف ستائر فيينا : صراع المتناقضات بين القدر والإنسان 

حاورها عبدالحي كريط

من الكاتبات والروائيات العربيات اللواتي صعدن إلى سلم الإبداع الأدبي في بلاد المهجر ،بعصاميتها وإصرارها أضحت كنجمة متﻷلئة في سماء العاصمة النمساوية فيينا  لها قصص قصيرة ترجم منها للألمانية ونشرت مع مجموعة قصص لكتاب من مختلف بقاع المعمور ،فازت بالمرتبة الثانية بمسابقة سوريا الدولية للقصة القصيرة كما أن لها مقالات وقرءات نقدية عن روايات عربية وغربية. 

كما أنها عضوة باللجنة الأدبية بالبيت العربي النمساوي وبملتقى التواصل العربي النمساوي و  بلمتقى pen القلم النمساوي في فيينا ،حاصلة على شهادة جامعية في الأدب الإنجليزي. 

ضيفة هذا الحوار ولأول مرة هي الكاتبة والروائية السورية  بنت مدينة حمص العريقة لوريس الفرح حيث ستتحدث لنا عن عملها الأدبي الجديد خلف ستائر فيينا  وهي رواية تدور أحداثها بين مدينة دمشق وفيينا ،وتتكلم عن الصراع بين مايرغب به الانسان وما تمنحه له الحياة..صراع بين الرغبة والحب والممنوع والأخلاق والتضحية والخذلان ، تتكلم عن النفس البشرية  وردود افعالها وضعفها وقوتها وتناقضاتها.

وبحسب توصيف الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي حول ستائر فيينا هي باكورة روائية تكشف ما خلف الستائر والمصائر، وتدعو قراءها إلى إزاحة تلك الستائر ومرافقة شخوصها في رحلة صراعهم مع أنفسهم أولاً، ومع مصائرهم التي لا تُرسَم في معزل عن أهوائهم ونوازعهم.

خلف ستائر فيينا هي أولى باكوراتك الأدبية، ماهو الدافع الرئيسي الذي دفعك إلى كتابة هذه الرواية،؟ وماهي الحمولة الرمزية التي حملها عنوان كتابك ؟

الدافع الرئيسي هو التعقيد والعجز الذي اقترن مع أغلب علاقات الحب على مر الأزمان والذي كان للألم الحضور الأكبر في النهاية رغم كل عزيمة على الفرح.

الرمزية هنا الى الحق ..والذي له أكثر من وجه وأكثر من شكل وليس كما قيل للحق وجه واحد. فالحقيقة عندما تكون مجهولة لها حكم يختلف عما تكون عليه وهي مكشوفة رغم انها الحقيقة ذاتها لم تتغير فقط انكشف الغطاء عنها.

مابين مدينة الياسمين دمشق ومابين فيينا مدينة النسيم العليل تطرقت إلى الصراع الحضاري الضاري الذي يختلج  أعماق النفس البشرية من خلال تيمة الرغبة والحب الممنوع ومن خلال تيمة التضحية والخذلان، هل يمكن القول أن روايتك في جزء منها هي إنعكاس لتجربة وجدانية مررت بها؟ 

بحكم  كوني عشت في دمشق واقامتي الحالية في فيينا ساعدني ذلك على ملامسة واقع المنطقتين عن قرب وليس كما كان سابقا عندما كنت ارى فيينا فقط على شاشة التلفاز ،وهذا مادفعني لتقديم عمل يصور تلاقي الانفتاح والتحرر مع العادات والتقاليد وضياع الجميع في متاهة هذا اللقاء . 

-تناولت في روايتك طابوهات تعتبر محرمة وبدرجات متفاوتة في مجتمعنا العربي كالعلاقات العاطفية خارج إطار الزواج ،من أي زاوية تناولت هذا الموضوع ؟وهل الحمولة الثقافية المشرقية أثرت عليك في كتابة الرواية؟ 

الحمولة الثقافية الشرقية مغروسة في كل من تربى عليها ولو نقصت لدى مجتمع وكثرت لدى أخر. 

تناولت الموضوع من زاوية تقييم الصح والخطأ بنظرة تختلف عما اعتدنا تقيمه . فهنا نجد علاقات محرمة لكن عندما نعيش مع شخوص الرواية ونشاهد بأم أعيننا كيف سارت الأمور أجزم أن حكمنا سيكون مختلف عما اعتدنا عليه في الحكم للوهلة الأولى  على هكذا علاقات وخاصة أن اصحابها عرب قد ولدوا في بيئة اوروبية. 

هل هناك أي رمزية دينية في ستائر فيينا من خلال ثالوث الكتب السماوية المقدسة ؟

انا ابتعدت تماما عن أي رمزية دينية او أي دلالة للزمن ولي مقصد في ذلك .أن هذا قابل للحدوث في أي وقت و في أي انتماء ما وليس حكرا على أحد دون الأخر. الحب لا دين له.  

ماهو الاتجاه الأدبي السردي الذي أثر على عملك الروائي الجديد؟ 

لم انزع في كتابة العمل الى أي تعريف تحت مسمى الحداثة و ما بعدها. بل اعتمد الاسلوب السردي المألوف ذو البداية والعرض والخاتمة بتسلسل درامي ارجو ان اكون قد وفقت برسمه.. حاز المونولج الداخلي على الصدارة في العمل وهو ما يمثل الصراع بين الشخص ونفسه وكثرة الحوارات والتناقضات والتساؤلات والاتهامات  في داخله والتي تحمل العمل بأكمله . اعتمدت الجمع ما بين اللغة العالية والشاعرية وما بين الحدث والتشويق وولم أهمل جانبا على حساب أخر وهذا ما يمنحني كقارئة المتعة في رواية ما لذلك قدمت للقارئ النوع الذي استهويه أنا في القراءة .. اللغة ،الحدث، والمعلومة والتساؤل الذي يفتح الأفاق لتفكير جديد .

ماهي أبرز الشخوص الروائية التي تناولتها في ستائر فيينا؟ 

تناولت في روايتي رامي الحكيم  وتيم العاطفي الغير متزن والفتاة التي تحمل خجل وقوة فتاة الشرق في أن واحد وجاءت لين لتحمل هذه الشخصية التي أعدها بطلة العمل . وهناك شخصيات أخرى ايضا لها اهميتها وحضورها كدلالة كريم الفتاة الضائعة بين ما تحب و ما يجب ان تضحي به في سبيل حبها . وهناك تالا  المتهورة ايضا في سبيل ما تحب .وكيف أنه لكل منا رد مختلف عن الأخر عندما نوضع في نفس مكان القرار. 

هل يمكن القول أن ستائر فيينا هو عبارة عن صراع المتناقضات بين القدر الإلهي وحرية الإنسان  ؟

نعم تماما ..السؤال اختصر كل ما أردت قوله في العمل.. وهنا يحضرني دائما القول القائل ..

 أنا أريد وأنت تريد والله يشاء ما يريد. 

هل هناك مشاريع لأعمال أدبية قادمة لك إن وجدت ؟

بالتأكيد . هناك فكرة لجزء ثان للعمل وهناك فكرة ايضا لعمل جديد منفصل عن هذا تماما ولازلت في صدد تقييم بأيهما سأبدأ .

كلمة ختامية 

الكتابة عمل جميل جدا وممتع لكنه شاق ويحتاج جهود كبيرة وصبر و إرادة وروح تتقبل النقد والإعادة والتأني حتى يخرج الكاتب بما يليق بهذا اللقب .يجب أن يجمع الكاتب بين الموهبة الحرفية  والوعي حتى يصل الى عمل يستحق لقب عمل أدبي. يجب أن نخلص لفن الكتابة وألا نتساهل في خوض غماره والا لن نحصد سوى الفشل . 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube