حواراتمستجدات

منجب: اللعبة الانتخابية لا طائل من ورائها إذ الحكم بين أيد أخرى

حاورة خالد يونسي

في هذا الحوار يجيب المحلل السياسي والمؤرخ، معطي منجب، على أسئلة تطرحها مستجدات المشهد السياسي بالمغرب، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الإنتخابية، لا سيما ما يتعلق بمدى معقولية الوعود التي أطلقها أخنوش، ومصير التنسيق الثلاثي بين البام والاستقلال والتقدم والاشتراكية، وكذا مدى نجاعة خطاب المظلومية لدى البيجيدي، ناهيك عن توقعه للنتائج التي يمكن أن تحققها فيدرالية اليسار الديمقراطي.
1/ أطلق أخنوش، عدة وعود انتخابية تتعلق بالرفع من مستوى المعيشي للمغاربة، وهناك من انتقد سخر من هذه الوعود على اعتبار أنه وحزبه مشاركون في الحكومات المتعاقبة وأنه يواجه اتهامات بالاحتكار الاقتصادي، ما قراءتك لذلك؟.

  • اللعبة السياسية في المغرب فارغة، ولهذا فإن الوعود الانتخابية سواء كانت من عزيز أخنوش أو “زعماء” سياسيين آخرين لاتلزم إلا من يثق بها، لأن من يعد سواء أكان صادقا أم لا، وسواء أفاز في الانتخابات أو لا، فهو عاجز عن تحقيق وعوده او حتى محاولة تحقيقها لأنه لا يتوفر حتى ولو كان يشكل الأغلبية داخل الحكومة والبرلمان عن اية سلطة تمكنه من تنزيل برنامجه على أرض الواقع… الأمر أوضح هاته المرة لأنه رسميا وبشكل هزلي مقترحات لجنة النموذج التنموي هي برنامج البلاد كلها. اقول بشكل هزلي لأنه لماذا تتعب الاحزاب نفسها في كتابة البرامج وفي التباري في الوعود للشعب وفي التطاحن بين المتنافسين، اذا كان برنامج الدولة محددا سلفا.
    2/ ردت قيادات من البيجيدي على وعود اخنوش بتصريحات حول احتكاره لقطاع المحروقات، يعد تواطؤا على القدرة الشرائية للمواطن منذ تحرير هذا القطاع، هل تعتقد أن خطاب المظلومية سينجح من خلاله البيجيدي للفوز على اخنوش في الإنتخابات؟
  • لأن شعب المصوتين( وهنا اذكر بأن اغلبية الساكنة لا تصوت )يعرف أن اللعبة الانتخابية لا طائل من ورائها إذ الحكم بين أيد أخرى، فهو يصوت حسب اعتقاداته الدينية والإيديولوجية(1 )وحسب ثقته في الاشخاص المرشحين (2) وحسب الخدمات الشخصية والمحلية التي يمكن ان يوفرها المرشحون (3) . وإذا قارنا، آخذين بعين الاعتبار هذه النقط الثلاث، بين حظوظ “العدالة والتنمية” و”التجمع الوطني للأحرار ” فإن حظوظ الأول أكبر بكثير رغم التراجع الانتخابي المرتقب لهذا الحزب بسبب ممارسته “للحكم” دون حكم، فممارسة الحكم الحقيقي وحتى في الأنظمة الديمقراطية تخلق ما يسمى “باستنزاف السلطة” L’usure du pouvoir “، فما بالك بممارسة الحكم دون سلطة تذكر!؟ فالحزب، اي حزب مشارك، يجد نفسه في المغرب قد فقد امتيازات المعارضة المعنوية (انتقاد السلطة والدفاع عن الحق والوقوف خطابيا مع المظلومين الخ…) كما لم يحصل على امتيازات الحكم المادية والسياسية وهو القدرة على تطبيق برنامجه واذن تحقيق على الاقل جزء مهم من وعوده.
    3/ بمقابل ذلك، ينسق التقدم والاشتراكية والبام والاستقلال، لدرجة اعتزام طرح سحب الثقة من الحكومة، ما خلفيات هذا التنسيق في نظرك؟.
  • لنتذكر أن هذان الحزبان كان يشاركان في الحكومة التي أعقبت الربيع المغربي والحكومة اليوم تمشي في اتجاه قريب ويقودها نفس الحزب…
    أريد أن أقول مهما كانت نوايا هاته الاحزاب فإنها لن تستطيع شيئا اللهم الا اذا اتت إشارة من فوق..
    4) ماهي توقعات بخصوص النتائج التي يمكن أن تحققها فيدرالية اليسار الديمقراطي في الإنتخابات؟.
    ممثلوا فيدرالية اليسار الدينقراطي أبلوا بلاء حسنا خلال الولاية البرلمانية الحالية وأظن ان وزنها قد يزداد خلال الانتخابات القادمة، الا اننا نعرف ان الاحزاب المعارضة في المغرب لا يمكنها أبدا ان تحصل على الأغلبية فالنظام الانتخابي الذي تفرضه السلطة غير عادل اذ لا يتيح تمثيل الرأي العام حقيقة في البرلمان كما لا يتيح الحصول على اغلبية مطلقة لحزب او جبهة سياسية موحدة ومتراصة فعلا.

عن aham24.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube