مقالات الرأي

هل نحن المغاربة مجرد”فورات” ل”كثلة اعصاب”؟


الناشط المدني لحسن صابير

تحمسنا و”حيحنا” كثيرا زمن”الحجر الصحي”،
كل”يتبورد”على طريقته وشلة “سربته” يرقص حصانه على هواه في حماسة مدهشة ، وكل مع “التخريجة” يعود لعوائده القديمة متحللا من اي التزام معنوي : قد كان مجرد “طقس” أقرب الى “الجدبة”,,
وما كان مفترض”لحظة تركيز حدة وعي واستشعار مسؤولية” يتكشف عن غيبوبة لحظية متخفية وراء “قناع”طقوسي ,,
الوعي الحقيقي الذي يبني المدركات ويراكمها ويثريها ليجعل منها صرحا لمستقبل ايا كان مداه لا ملموسية لوجوده في المسلكيات اليومية التي صار عنوانها الاكبر “الاستهتار”
لم تلازمنا هذه الخاصية ، مع كثير أحداث جسيمة كما لو ندرنا لنكون ب”ذاكرة سمكة” ؟ ولم لا تخلخل فينا برغم جسامتها الحاجة لشيئ يبني ويستدام “لئلا يتكرر هذا أبدا”؟ لم نحول الاحداث الجسام بعد كل فورة “جدبة” الى “مختلفات”(Un fait divers)، عابر لزمن عابر لا يؤسس ولا يؤسس عليه ؟
استحضرت السؤال مجددا ، وانا اتابع مختلف تفاعلات “الراي العام”بكل اطرافه ، (حتى الدولة بكل مؤسساتها بالمفوم العام من سلطة الى مؤسسات تاطير صارت لسخرية الوقت جزءا من الرأي العام،)مع واقعة الجريمة الوحشية في حق المرحوم الطفل عدنان ,,
تفحصت كل انواع ردات الفعل ، من اللذين استعاروا “مشهدية” Les gladiateurs وصراخ”اقتله,,أقتله”من دعاة “شرع اليد” ونصب المشانق في الساحات العامة على الطريقة الايرانية حد الحلول محل القضاء بتدبيج عريضة بنص حكم من دون حيثياث اطلاقا لغرائز الانتقام البدائية ،
الى مسمى “الحداثيين” المكتفين بالتنديد او الاحالة ،كما دوما،على قصور اجهزة الدولة (,,,)
واخيرا وليس بآخر ، موقف الفاعلين الدولتيين أنفسهم من صناع القرار والسياسات ، واللذين اكتفوا ب”رفع العتب” تعزية لذوي الفقيد كما لوكنا في محفل “عزاء عشائري” .
فموقف اهل حلبة “المصارعين”مفهوم ، وهم سيظلون على حالهم ومن وراءهم قناصي الفرص الذين لا تساوي لديهم المآسي المجتمعية ،اغتصابا او قتلا او جائحة أو غيرها من الفواجع غير صبيب مضاف ل”ماء طاحونة”لا تكف عن الدوران مزايدة وانتهازا في سوق السياسوية الخسيسة، لذا غالبا ما شبهناهم ب”العقبان”Les vautours التي تتعيش على بقايا تحلل الجثث,
واما مسمى “الحداثثيين” فسيظلون “ظاهرة لفظية” طالما ظلت اعينهم شاخصة لما تتفضل به اركان السلطة وصناعة القرار والحدث ، مكتفين ببيانات الشجب والتنديد وصيغ “نطالب”و”نسجل” دونما بناء قوى اقتراحية ضاغطة على الارض متمكنة من قضاياها وموضوعاتها درسا وطرحا وليس نقدا فحسب لما هو كائن او معروض,,
فيما الدولة بمفهومها العام ، صارت اقرب الى “النكتة” السمجة ، فلا مسؤول او مسؤولة خرج للعلن بموقف رسمي يعبر فيه انه معني بما جرى وانه بدل ازاء الظاهرة كذا وقام ببلورة برنامج كذا وانه سيقوم او سيعرض على البرلمانية او أيو’ آلية تقريرية كذا وكذا ,,تماما كما حدث بالنسبة للخلية الارهابية حيث اكتفي بتواصلية الاجهزة الامنية ، دون ان نرى وزير الاوقاف (مع ان الترسانة المحجوزة زلزالية )او اي مسؤول عن اي قطاع آخر معني ب”تفريخ الظاهرة الارهابية” كما لو كانت الاجهزة الامنية من دون “ظهير سياسي واجتماعي” ,,,,
في كذا حال ، وذهنية حاكمين ومحكومين ، يكون “التراكم” في باب الاستحالة ، بل حظنا من “الحالة الصفرية” أقرب ،نباشر كل قضية كما لو لم نشتغل عليها يوما ولا واجهتنا واكتوينا بها مطلقا ، ولا نعرف عما باشرناه من جدوى مكتسبات ومثالب ثغرات ومعالم البناء لحاجات جديدة مبنية على نقد و تقييمات ,,,نمضي كما لو ولدنا للتو “عراة”,,,”نجذب” ,,”نفور” ,”نحيح” ونملأ الفضاءات “صورا” “شعارات” “مانشيطات”,,,ولا نسأل : ما السبب او الاسباب ؟ ،كيف واجهنا كذا حال او موضوع او قضية ؟ ،ما الذي انجزناه وما لم ينجز ولماذا ومن المسؤول ؟ ،ما ادوارنا كل لما قيد له ، سلطة انتخاب او تعييين وسلطة رابعة وسلط “مضادة”؟ أيها المقصر وما السبب ؟ ثم “العمل” ؟
نحن ابعد كثيرا عن مجتمع “عملاني”،نحن خلقنا ل”التبوريدة”و”الجدبة” و”الحيحة”،,,,نحن “كثلة اعصاب”فحسب ,,الله يعفوا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube