مستجداتمقالات الرأي

الأعراس واﻹحتفالات والمناسبات بين القرار السياسي والمسؤولية الإجتماعية

بأزرار أبوسرين

المعروف جدا عبر أنحاء المعمور وفي كل الدول الديموقراطية والغير الديموقراطية وحتي تلك التي يقال أنها تسير في طريق النمو ، لابد أن يكون رجل السياسة بمثابة قطب الراحة للآلة السياسية داخل البلد حين يتعلق الأمر بماهو محلي وخارج البلد حين يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية إقليميا ودوليا .
إن رجل السياسة بإختصار شديد قد لا يكون ثابتا على الموقف مادامت المواقف تتغير لكن المناعة السياسية تفرض عليه في كل الأحوال أن يظل ثابتا على المبدأ لأن المبادئ لا تتغير ؛ ومن هنا أستغرب أشد الإستغراب للقرارات السياسية التي يتم اتخاذها في غياب الآليات السليمة لتطبيقها على الأرض رغم أنها قد تكون قرارات سليمة وصحيحة علميا إلا أن قوة الواقع إذا ماتم التعامل معه باستهتار قد تسيء إلى القرار وإلى صاحبه وإلى القواعد العلمية التي يرتكز عليها .
إن منع الأعراس والإحتفالات والمناسبات كان على رجل السياسة أولا أن يصحب هذا القرار بإجراءات موازية حماية لجيش جرار من الأسر التي تكسب قوت يومها من هذا العمل إسوة بالدول التي يتخذها مرجعا في إطلاق هكذا قرارات ؛ فالقاصي والداني يعلم أن أعضاء الحكومة المغربية يستمدون فكرهم السياسي من فرنسا و يقدمون على الكثير من القرارات بناءا على ماتقوم به فرنسا وبالمقابل يتناسون الهوة الكبيرة بين الجمهورية الفرنسية والمغرب على مستوى الحماية الإجتماعية . فلم نسمع يوما أن فرنسا فيها مواطن يحمل لقب طالب معاشو ولا بمواطن يعيش نهار بنهارو ولا بمواطن يتهافت على قفة الإحسان ولا بمواطن يتصيد المناسبات السياسية للنيل من رجل السياسة بشكل أو بآخر واللائحة من هذه الشاكلة للمواطنين طويلة جدا .
إن منع الأعراس والحفلات والمناسبات كان قرارا سياسيا سياديا لاشك فيه إلا أنه قرار سياسي غابت عنه المسؤولية الإجتماعية التي يتبرأ منها كل الفرقاء السياسيين بما فيها المعاضة التي عجزت عن الإتيان بمقترحات وإكتفت بصياح مستنسخ من احتجاجات المتضررين .
ومن جهة أخرى يجب الإنتباه إلى مبادرات إقتراحية تأتي من هنا وهناك ومن أهمها تلك التي يتم تداولها في أوساط الممونين للخروج من أزمة مستفحلة وما على الفاعل السياسي المفلس سياسيا أغلبية ومعاضة إلا الإنصات لمثل هذه الأصوات لتجنيب البلاد مشكلات إجتماعية في غنا عنها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube