عشر مقترحات لمحاربة البيدوفيليا

احمد الحمومي كندا
كلما وقعت جريمة اغتصاب ضد االطفال إال وتعالت األصوات الغاضبة المطالبة باالنتقام من الجاني من خالل تطبيق عقوبة اإلعدام.
ولن ادخل في اي نقاش بيزنطي حول هذه العقوبة لكون هذا النوع من النقاش أصبح يستغل من طرف البعض لصرف النظر عن
األسباب الحقيقية وراء تفشي الجرائم الشنيعة من قبيل االعتداء الجنسي على األطفال وتفادي تحديد المسؤوليات. هذا االعتداء الذي
يتفق المختصون النفسانيون حول اثاره المدمرة على الصحة النفسية للضحية، طالما واجهه المجتمع المغربي وأصحاب القرار بنوع
من االنكار قبل ان يتحول الى التجاهل وذلك ألسباب عدة من بينها في رأيي وجود نوع من “التطبيع الالواعي” مع اشتهاء األطفال،
وهو ما يتجلى في المقاومة الشرسة التي لقيتها خطة ادماج المرأة في التنمية والتي كانت تنص على الرفع من سن الزواج الى الثامنة
عشر، وهو الرفض الذي ال يزال ساريا الى يومنا هذا.
لذا، وبالرغم من دعوات الجمعيات لوقف النزيف، ظلت الحكومات المتعاقبة رافضة لوضع سياسات عمومية ناجعة وصارمة للوقاية
وعالج الظاهرة، كما ظلت رافضة أو عاجزة عن االدالء بإحصائيات رسمية حول الموضوع وبقي االمر مقتصرا على الشعارات. كما
أن المجتمع نفسه يكاد ال يتحرك لالحتجاج على هذه الجرائم إال بعد ان يقترن االعتداء الجنسي بالقتل.
وفيما يلي مقترحات عملية موجهة للحكومة ومختلف المؤسسات الرسمية من شأنها المساهمة في تفادي األسوء مستقبال.
1 .التزام رئاسة الحكومة بوضع استراتيجية وطنية لمحاربة االعتداءات الجنسية ضد األطفال تضم جميع المتدخلين المؤسساتيين
المعنيين مع اشراك الجمعيات والنقابات والخواص…
2 .التزام الدولة والجماعات الترابية بالتكفل بجميع األ طفال بدون مأوى وتوفير ظروف عيش أفضل لهم باعتبارهم اكثر عرضة
لالستغالل الجنسي وهو ما يعني إعادة انتاج االعتداء
3 .تكثيف المراقبة والتتبع والتأطير لجميع المؤسسات التي تأوي او تستقبل او تقدم خدمات لألطفال كدور الرعاية والمدارس
القرآنية والمؤسسات التي تحتضن األطفال في وضعية إعاقة والمدارس ودور الشباب واألندية الرياضية والفنية والثقافية
وكذا المؤسسات التي تشغل األطفال..
4 .إدراج التربية الجنسية في المقررات المدرسية ابتداء من التعليم االولي وفي برامج اإلذاعة والتلفزة والقيام بحمالت توعية
تستهدف األطفال واالمهات واالباء بالقرى والمدن خاصة االحياء الهشة وكذا توفير اخصائيين نفسانيين بجميع المدارس
لتتبع الحالة النفسية لألطفال
5 .تكوين األساتذة والمكونين والمديرين والعاملين في المجال االجتماعي في الجوانب السيكولوجية والقانونية للموضوع
واخضاعهم
6 .انشاء مرصد وطني لمحاربة االعتداء الجنسي ضد األطفال من مهامه التكفل بالضحايا قضائيا ونفسيا وطبيا واجتماعيا وكذا
تتبع تطور الظاهرة والقيام بدارسات اجتماعية نفسية وقانونية وتقديم مقترحات للسلطات العمومية للحد منها وتتبع تنفيذ
السياسات العمومية في هذا المجال، مع انشاء تمثيليات جهوية وإقليمية للمرصد.
7 .وضع رقم اخضر مجاني لتلقي الشكايات والوشايات المتعلقة باالعتداءات الجنسية ضد األطفال لكون المساطر البيروقراطية
تشكل عائقا حقيقيا اما الضحايا وتشجيع األطفال على التصريح بكل ما يمكن ان يتعرضوا له خاصة من أقاربهم على اعتبار
أن األغلبية الساحقة من االعتداءات يقوم بها اقرب المقربين للطفل
8 .تجريم زواج القاصرات لوقف التطبيع مع اشتهاء القاصرين تحت مبررات شرعية او اجتماعية واهية
9 .تشديد العقوبات على البيدوفيليين وخاصة في حالة العود او القرابة أو كون الضحية تحت مسؤولية الجاني كالولي واألستاذ
او المؤطر او المشغل… وعلى جرائم ترويج المحتويات البورنوغرافية المستغلة لألطفال والدعارة والقوادة.. مع حذف
إمكانية العفو على هذه الفئة من المجرمين
10 .ترسيم أسبوع وطني لمحاربة االعتداء الجنسي ضد األطفال من اجل الوقوف نتائج السياسات المتبعة والقيام بحمالت تحسيسية واسعة.