تقاريرمستجدات

في رسالة موجهة إلى الإدارة الأمريكية مسؤولون مغاربة يحذرون من توسعات إيران بأفريقيا

صراع النفوذ بين الرباط وطهران بالقارة السمراء 

حرة بريس -عبدالحي كريط 

يبدوا أن مسار العلاقات بين الرباط وطهران ستأخد أبعادا جديدة بالقارة الإفريقية خاصة بعد التطورات الاقليمية الجديدة التي شهدتها المنطقة سواءا تطورات ملف البرنامج النووي الإيراني الذي يؤثر على المشهد السياسي بالشرق الأوسط وسواءا مستجدات ملف الصحراء المغربية على السياسة الإقليمية والدولية بالمنطقة والاعتراف الأمريكي بمغربيتها وصراع النفوذ الديني المذهبي التي بدأت تطفو بوادره على السطح بين المملكة المغربية التي لها نفوذ ديني في دول غرب افريقيا من خلال مؤسسة إمارة المؤمنين وحامية المذهب السني بالقارة ﻹعتبارات تاريخية عميقة وبين الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يحكمها نظام الملالي من خلال مؤسسة ولاية الفقيه وحامية المذهب الشيعي الأثنا عشري في محيطها الإقليمي وايضا الدولي حيث تقدم هذه الأخيرة نفسها على أنها الوصي الشرعي على الشيعة في العالم وفي هذا الصدد فقد أكد مسؤولون مغاربة في رسالة موجهة إلى إدارة جو بايدن  أن “النظام الإيراني” يبني وجودا إقليميا مستداما بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة الإفريقية، مستفيدا من الجاليات اللبنانية المهمة والمتعاطفة الموجودة في مختلف الدول الأفريقية.

  جاء ذلك في مقال نشرته المجلة 

 الأمريكية   the Nacional interest   

 لنائب رئيس مجلس السياسة الخارجية الامريكية، إيلان بيرمان، محذراً فيه من التمدد الإيراني في أفريقيا.

رسالة المغرب لواشنطن: إحذروا توسعات إيران في أفريقيا 

وتحت هذا العنوان قال إيلان بيرمان إنه بينما تركز إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على الدبلوماسية النووية المتجددة مع إيران، فإنها تخاطر بفقدان الإشارات الواضحة على أن النظام الإيراني يكثف نشاطه في مسرح إستراتيجي مهم هو شمال أفريقيا.

وقال إيلان بيرمان إنه سمع هذا التحذير في الرباط خلال زيارة له الشهر الحالي بناء على دعوة من وزارة الخارجية المغربية.

ونقل الكاتب عن مسؤولين مغاربة قولهم إن “النظام الإيراني” يبني وجودا إقليميا مستداما بإنشاء مراكز ثقافية واتصالات غير رسمية في جميع أنحاء القارة، مستفيدا من الجاليات اللبنانية المهمة والمتعاطفة الموجودة في مختلف الدول الأفريقية.مجموعات متطرفة

وهناك أيضا أدلة موثوق بها على أن إيران تعمل مع مجموعات إقليمية “متطرفة”. فعلى سبيل المثال، عن طريق مليشيا حزب الله اللبناني، دعمت طهران جبهة البوليساريو، التي يصفها الكاتب بـ”اليسارية” منذ عام 2017 على الأقل.

ويشير الكاتب إلى أن هذا التعاون مقلق إلى درجة أن المملكة المغربية قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران رسميا عام 2018 نتيجة ذلك.

جبهة البوليساريو لعبة في يد طهران 

قال خبراء أمنيون إن وفود البوليساريو سافرت أيضا إلى لبنان للتدريب، وبالمثل هناك لإيران الآن وجود كبير في موريتانيا المجاورة وتونس المجاورة، ويعتقد أنها تنشط في كلا البلدين في القيام بعمليات التجنيد.

ويقول بيرمان إن هذا النمط من النشاط مألوف جدا، وإنه يعكس عن كثب جهود إيران السابقة منذ ما يقارب 15 عاما لاختراق أميركا اللاتينية، وخلق “ساحة دعم” في نصف الكرة الغربي لمساعدتها على تجنب العقوبات الدولية، وتعزيز العلاقات مع الأنظمة المتعاطفة المعادية لأميركا، وإقامة قدرة تشغيلية كاملة يمكن حشدها في مواجهة الولايات المتحدة.

وأما عن دوافع النشاط الإيراني الجديد، يقول الكاتب إن المسؤولين المغاربة يشيرون إلى عدد من العوامل..

الأول الانتهازية الإستراتيجية، إذ تنمو القارة الأفريقية في الأهمية الاقتصادية والسياسية والعالمية واستغلال التمدد الشيعي فيها برعايتها.

والثاني هو جهود النظام لتخفيف وطأة سياسة “الضغط القصوى” لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي نجحت إلى حد كبير في التأثير في الاقتصاد الإيراني على مدى العامين الماضيين.

وثالثا، وربما الأكثر إثارة للقلق في السياق المحلي، حسب الكاتب هو أن إيران كانت مهتمة بشكل أكبر بأفريقيا منذ مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني في يناير 2020 والذي يعتبر العراب العسكري للبوليساريو في الشرق الأوسط، وذلك ما زاد المخاوف بين المسؤولين المحليين من أن طهران قد تنتقم في النهاية باستهداف المصالح الأمريكية أو حلفاء في القارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube