سباق محموم في الإنتخابات البلدية في الدنمارك والمستهدف هو الإسلام والمواطنون من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

يبدو أن الخطاب الجديد القديم الذي يظهر جليا في كل حملة انتخابية لإقناع الناخبين ينحى في هذه الإنتخابات ،منحى خطير والمستهدف هذه المرة الإسلام والمسلمون وقد أشارت إلى ذلك رئيسة الحكومة زعيمة الحزب الإشتراكي الديمقراطي الذي كنت دائما أدعم برامجه وتوجهاته السياسية منذ بدأت الممارسة السياسية في هذا البلد وحضرت مؤتمراته في مدينة أولبورغ .كان دائما خطاب الحزب يتسم بالرزانة والعقلانية وللم ينحو في عهد بول نيروب راسموسن ولا في عهد هيلة أونيل شميد إلى منحى أكثر تشددا ضد المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمغاربة مستهدوف من تصريح رئيسة الحزب عندما أشارت في تصريحها إلى المهاجرين من شمال إفريقيا .أبعاد خطاب رئيسة الحزبخلال هذا الأسبوع تأخذ أبعادا خطيرة،لأنها تتوعد بترحيل كل المهاجرين من الشرق الأوسط ومن شمال إفريقيا بالمتورطين في التطرف والإرهاب وتجارة المخدرات بالترحيل بدون عودة إلى الأبد إلى البلدان التي ينحدرون منها ،لا أدري هل تعتبر رئيسة الحكومة بخطابها المواطنين المزدادين بالدنمارك والذين بمكان مولدهم يعتبرون حسب قوانين البلدان المستقبلة للهجرة مواطنون يحملون جنسية البلد المزدادين فيه.خطاب رئيسة الحزب هذه المرة أكثر تشددا لم يسبق لزعيم حزب سياسي أن اتخذه وأسر على تنفيذه،وعندما تذكر بالإسم الجهات المستهدفة فمن دون شك أنها قد بنت رسالتها التهديدية على قرائن لا يمكن التسامح معها حفاظا على استقرار البلاد،هي بنت خطابها العنيف هذه المرة اتجاه المنحدرين من الشرق الأوسط ومن شمال إفريقيا بالخصوص بالترحيل والطرد من البلد بدون رجعة،وهذا الخطاب خطير ،شكل صدمة لدى كل المواطنين المزدادين وغير المزدادين والقاطنين بهذا البلد ،والذين يتورطون في التطرف والإرهاب وتجارة المخدرات ولا يحترمون القوانين ويمسون باستقرار هذا البلد. الخطاب عنيف وخطير لاسيما اتجاه الفئة التي ذكرتها ميتة بالإسم المنحدرين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمواطنين الدنماركيين من أصول مغربية والمتورطون في التطرف والإرهاب وتجارة المخدرات الخارجون عن القانون ،تشملهم تهديدات رئيسة الحزب الإشتراكي الديمقراطي ،تصريحات ميتة فردريكسن تلقاه المسلمون والمواطنون المنحدرين من عدة دول وحتى المنتمون لحزبها باستغراب كبير لم يسبق لزعيم سياسي في هذا الحزب التصريح به،هل نعتبر خطاب ميتة انحراف خطير عن خطابات زعماء الحزب السابقين من أجل إقناع الناخبين بالتصويت عليها فقط ،أم تطور وتغيير خطير يسعى الحزب لنهجها مستقبلا والتي يعتبرها المحللون السياسيون تغيير كبير في توجهات الحزب نحو أفكار أكثر يمينية .هذا الخطاب المتشدد اتجاه المسلمين بالخصوص ،هل سيقنع الناخبين الدنماركيين بالتصويت على الحزب الإشتراكي الديمقراطي في هذه الإنتخابات البلدية؟أعتقد أن خطاب ميتة هذه المرة كان أميل لخطاب اليمين المتطرف ويشم منه المواطنون المستهدفون ،والذين ذكرتهم بالإسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط ،رائحة الكراهية والعنصرية ،وهو الخطاب البعيد عن قيم اليسار الذي نشطنا فيه لسنوات عدة.قد تكون رئيسة الحكومة وفريقها قد بنت خطابها على وقائع وأحداث ومن حقها كزعيمة لحزب سياسي أن تنهج سياسة أكثر تشددا لحماية بلدها من كل الآفات والمشاكل وبالخصوص التطرف والإرهاب ،لكن هل نقبل أن يتم وصف الكل بالتطرف والإرهاب وتجارة المخدرات ،هل هذا الخطاب السياسي الذي يعتمد على التشدد والذي يصل إلى الطرد من البلد من دون رجعة لا يولد الكراهية ولا تكون له انعكاسات خطيرة في المجتمع الدنماركي .نعم سأكون مع محاربة التطرف والإرهاب وأدعو إلى الإندماج في المجتمع واحترام القانون في هذا البلد وسأبقى حريصا على استقراره ،وسأدعو إلى الإندماج في المجتمع والولاء لهذا البلد الذي وفر كل شيئ للمواطن من أصول مسلمة ليحس فعلا بالإستقرار والإطمئنان على مستقبله ومستقبل أبنائه ،نعم لتربية أبنائنا تربية تليق بديننا الذي يدعو للتسامح والتعايش ومن يرغب لمعرفة المزيد فعليه قراءة التاريخ ،مكونات المجتمع في مكة والمدينة في عهد الرسول (ص) والخلفاء الراشدين،والدارس للتاريخ يفهم المقصود ماذكرت .سأكون أكثر تشددا وتطبيقا للقانون من رئيسة الحكومة لمحاربة التطرف والإرهاب وتجارة المخدرات في المجتمع الدنماركي والذي نسيته رئيسة الحكومة في إعدادها لخطاب التشدد والذي تشم منه رائحة الكراهية في نظر الكثير هو أنه ورد ضد فئة معينة في المجتمع الدنماركي ،وهذا الذي تشم منه رائحة الكراهية التي ننقيها اتجاه أي جهة مستهدفة ومقصودة .كمناضل في الحزب أعتبر خطاب رئيسة الحزب أكثر تشددا ضد المسلمين والمواطنين الدنماركيين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط ،،لا نريد خطابا سياسيا أكثر تشددا وسيفقد الحزب بذلك المزيد من الأصوات في هذه الإنتخابات وأنا على يقين أن المواطنين الذين دعموا عبر التاريخ سياسة الحزب الإشتراكي صدموا بتصريحات ميتة فردريكسن .أتوقع أن الحزب سيفقد دعم شريحة واسعة من المواطنين المسلمين والعلمانيين المنحدرين من شمال إفريقيا والشرق الأوسط .مع الإشارة أن ردود فعل النخب السياسية من الدول التي ذكرت بالإسم قد دعوا للتصويت مع الأحزاب التي تتبنى مواقف مساندة لهم وعدم التصويت للحزب الإشتراكي الديمقراطي. وأخيرا كيف سيكون الرد من الجهات المستهدفة من خطاب رئيسة الحكومة زعيمة الحزب الإشتراكي والذي تشم منه رائحة العنصرية والتشد والذي لا يختلف عن الخطاب اليمين المتطرف؟
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك