نهاية أخنوش اقتربت

لاشك أنكم كلكم وبدون استثناء أصبحتم تعرفون من أقصد ،هو في الحقيقة لم يعد عزيزا لدى الشعب المغربي ،والأفضل له أن يتوارى عن الساحة بدون ضجيج ويتفرغ لمصالحه الشخصية لتدبير أمواله ،وما كسبها هو زوجته في هذه المدة التي قضاها في الحكومة،العديد من الوجه التي كانت تطبل وتزمر بالمفهوم السوقي لأخنوش توارت عن الأنظار في الأحداث الأخيرة ،بسبب القصف المكثف لحزب التجمع ورموزه الذين عثوا في الأرض فسادا وما أكثرهم في حزب التجمع الغير الوطني للأحرار،قد يقول العامة لماذا التحامل على حزب قاد البلاد لمدة معينة وأردّ على كل من يتطاول علي وعلى كل المنتقدين لحزب التجمع الغير الوطني للأحرار ،فالوطني من منظور الشرفاء هو من يتحمل المسؤولية في تدبير الحكومة أو البلدية لخدمة الشعب بتفان وإخلاص وليس للنهب وجمع المال الحرام بغر حق .الكثير مما تنقله الصحافة الوطنية عن الإختلاسات بالطرق الملتوية والسطو على أراضي الدولة وشراء القصور تساوي المليار وهو لم يتجاوز على تحمله المسؤولية كوزير سوى مدة قصيرة ،والكل يسائله من أين لك هذا ياوزير العدل وأضيف وسام التهرب الضريبي الذي أساء لك ولماضيك وحاضرك ،والوزراء الذين يحترمون أنفسهم ويخدمون وطنهم بإخلاص ،لا يتهربون من أداء الضرائب للدولة ،الحكومة أدخلت المغرب في منعرج خطير .وجعلت الشارع يفقد ثقته في هذه الحكومة وفي ممارسة السياسة والإنخراط في الأحزاب السياسية،وفضلت التعبير عن غضبها ،بطرق خارج القانون للخروج إلى الشارع بدون ترخيص.وما جرى في بلادنا ،أيقظ الجميع لأننا كنا على وشك الدخول في الحائط كما يقال في الدارجة المغربية.نحن اليوم نعيش اللحظة التي أوجبت المراجعة وتصحيح الخطوات ،بهدوء .بصراحة الذين تحركوا وخرجوا للشارع ،كان هدفهم الأسمى تنبيه الغافلين بأن المغرب يسير بوجهين وهو كلام ورد في إحدى خطب الملك،.ماحصل كان زلزال سياسي سيكون له أثر وبشائر ذلك بدأت تدهر انسحاب العديد من النواب من حزب الحمامة التي باتت تعاني من انكسار أجنحتها ،وانكشفت حقيقة العزيز الملياردير والذي لقنه هيجان الشباب في شوارع المدن المغربية درسا لن ينساه وسيدفعه للإنسحاب من السياسة ويتشبث بما قاله العقلاء الذين تلقوا دروسا عندما جمعوا بين المال والسياسة.الآن انتهى الكلام واقترب الحساب وكشف كل الملفات .والجهات التي ستتولى الفحص والتمحيص في كل الملفات يجب أن لا تكون رحيمة بكل مسؤول تهرب من الضريبة وفي مقدمتهم الوزير الذي كان من اللازم أن يحترم القانون ويكون مثالا في الوطنية والنموذج الذي يحتذي به الشعب المغربي .عدة رؤوس في المسؤولية قد أينعت وحان قطافها ،عفوا ربما استعملت مصطلحات لا تليق بهم وحتى أوضح المقصود ،الرجل الثلث في هرم الدولة تورط في فضائح لا تعد ولا تحصى وهو الذئبان ومنذ مدة لا يحترم القانون في شركاته ،وماعلى الذين يعرفون معامل النسيج التي يملكها سوى استدراج العمال لكي يكشفوا عن حقيقة مايجري في هذه المعامل من حقرة لا يقبلها الإنسان الذي يحمل ضرة ضمير .إن الهيجان الذي يعرفه الشارع سيعجل بنهاية أخنوش وبارونات الفساد المحيطين به.وانسحاب العديد من النواب في الغرفتين معا تؤكد نهاية أخنوش الذي زلزلت حزبه حركة شبابية لا علاقة لها بالأحزاب السياسية لأن في مجموعها فقدت مصداقيتها وسط الشعب المغربي .إننا نعيش لحظة استثنائية في بلادنا وماحدث من تطورات أراها إيجابية ويراها البعض الآخر سلبية ستغير الكثير في المجتمع المغربي ،وأنا متأكد أن ماجرى ولو أن القليل الذي قام بالبلطجة والإعتداء على ممتلكات الخواص والدولة أساء للذين يرجع لهم الفضل في خلق حراك لتنبيه الدولة المغربية بضرورة اتخاذ قرارات صارمة اتجاه سياسيين يعبثون بمصالح البلاد وبمستقبل الأجيال القادمة.نعيش اليوم على وقع انسحابات بالجملة في حزب التجمع الوطني للأحرار ومن كان يراهن على العودة لتدبير شؤون البلاد تبخر حلمه وانكشفت حقيقته ،إننا اليوم مازلنا تحت الصدمة من هول ماجرى ،ولكن أصبحنا ننظر للمستقبل بتفاؤل كبير وعلينا أن نبقى متشبثين بالأمل،للخروج من الأزمة والأمل معقود على من قاد حراك الشارع لإرجاع الثقة في الأحزاب السياسية التي تحترم تطلعات الشارع في التغيير من أجل مستقبل يجعل الجميع مطمئنين على مستقبل بلادنا