كفى من التضليل يا رشيد حموني ومتى تُفعّل النقاش داخل حزبك أولاً؟

عاد رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، إلى الواجهة مجددًا بتصريحات تُحمّل الحكومة مسؤولية تحفيز النقاش العمومي قبيل الانتخابات المقبلة. لكن، وبكل صراحة، من يملك الجرأة ليقولها بصوت عالٍ: كفى من التضليل يا رشيد، طالب نفسك قبل أن تطالب الآخرين، وابدأ بتحفيز النقاش داخل حزبك الذي يعاني من تشرذم داخلي وغياب للرؤية الجماعية.رشيد حموني، الذي أصبح يتقن لعبة تصدير الأزمات، يعلم جيدًا أن بيته الداخلي أكثر هشاشة مما يريد أن يُظهر. فقبل الحديث عن النقاش العمومي، من الأولى أن تطرح السؤال التالي: أين هو النقاش الداخلي الحقيقي داخل حزب التقدم والاشتراكية؟ أين هي المبادرات الجادة لرأب الصدع الذي يعيشه الحزب؟ لماذا لم نرَ إلى حدود اليوم أي خطوة فعلية نحو المصالحة الشاملة داخل هذا التنظيم الذي كان ذات يوم مدرسة سياسية اسمها حزب علي يعتة؟بل أكثر من ذلك، أين هو الأمين العام للحزب، نبيل بنعبد الله، الذي تحوّل من قائد سياسي إلى أحد أكبر المضللين السياسيين في المشهد؟ رجل يمسك بخيوط الحزب كأنه ضيعة خاصة، يُقصي، يُقرّب، ويعيد تدوير نفس الوجوه، بينما القواعد تُهمّش، والمناضلون الحقيقيون يُدفعون نحو الهامش أو الاستقالة.السيد نبيل بنعبد الله، الذي يستمر على رأس الحزب لسنوات كأننا في نظام رئاسي مطلق، لم يستوعب بعد أن أحزابًا تُبنى بالأفكار لا بالولاءات، وبالنقاش لا بالإقصاء. ومع ذلك، لا نسمع منه سوى خطابات مكرورة حول التوجهات التقدمية والاشتراكية الديمقراطية، بينما واقع الحزب يتحدث عن نفسه: تفكك تنظيمي، غياب للرؤية، وقرارات تُتخذ في الغرف المغلقة.أما رشيد حموني، فلا يُعقل أن يتحدث عن النقاش العمومي وكأنه مراقب محايد، بينما هو في قلب منظومة حزبية تعاني من العجز الديمقراطي الداخلي. قبل أن تطلب من الحكومة تحفيز الحوار الوطني، قم بتحفيز حوار داخلي حقيقي داخل الحزب. أطلق مبادرة مصالحة حقيقية، اجمع شتات الحزب، وكن جريئًا في إعادة الحزب إلى سكّته الأصلية التي بناها قادة نزهاء وشجعان.لقد ولى زمن المتاجرة بالشعارات، والمغاربة اليوم لا يبحثون عن خطب فوق المنصات، بل عن صدق الممارسة السياسية. وفاقد الشيء لا يعطيه، ومن لا يستطيع تنظيم نقاش داخل حزبه لا يملك شرعية الحديث عن تحفيز النقاش داخل البلاد.لقد تعبنا من السياسيين الذين يوزعون الاتهامات يمنة ويسرة، ويهربون من نقد الذات. فإذا كنتم فعلاً تريدون انتخابات قوية وتنافسية، فابدأوا بإصلاح بيوتكم السياسية أولًا، بدل الهروب إلى الأمام تحت غطاء المعارضة.
من المستحيل بناء دولة قوية و ديمقراطية و عادلة بمؤسسات و أحزاب ينخرها الفساد والإستبداد والظلم والحكرة وأشياء أخرى.
عزيز الدروش المرشح السابق للأمانة العامة لحزب التقدم والإشتراكية
