تونس – تغطية خاصة 🔹✍️ أحمد ويحمان ×أسطول الصمود العالمي: *طوفان من البشر في سيدي بوسعيد .. والرحلة مؤجلة بسبب غضب الطبيعة*

🔹التحق جميع المتطوعين والمتطوعات المشاركين في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، بعد زوال يوم أمس الأربعاء، بميناء سيدي بوسعيد الذي يبعد كيلومترات قليلة عن العاصمة تونس. وطيلة المساء وحتى ساعات متأخرة من الليل، استمرت الاستعدادات والترتيبات للإبحار، غير أن جملة من الظروف القاهرة، وفي مقدمتها سوء الأحوال الجوية التي تميزت بغزارة الأمطار والرعود والبرق، حالت دون الانطلاق في الموعد المحدد. ويستمد هذا الأسطول روحه وأساسه من الوضع المأساوي في غزة، حيث يواجه مليونان ونصف المليون إنسان حصارًا خانقًا وعدوانًا متواصلًا منذ شهور. ومن هنا، فإن أهداف الأسطول واضحة وثلاثية: وقف العدوان الهمجي على القطاع، كسر الحصار المفروض عليه منذ سنوات، وضمان ممر آمن لإيصال الغوث الإنساني العاجل إلى المحاصرين. ورغم ذلك، فقد تميّزت أجواء الاستعداد للإبحار بمشاهد استثنائية من الحماس والتضامن الشعبي، إذ حجت جماهير غفيرة من التونسيين إلى سيدي بوسعيد لتوديع المتطوعين والمتطوعات. ولقد عاينا، عن قرب، مشاهد إنسانية بالغة العمق: نساء تونسيات تقدمن وسط الحشود، وهنّ يذرفن الدموع، ليقدمن ما يملكن من نقود، بل إن بعضهن نزعن سلاسل الذهب من أعناقهن وأساورهن من معاصمهن، وهن يخاطبن المتطوعين اللواتي والذين لا يعرفنهم مسبقًا:”بربي أوصل هذه الأمانة لإخواننا في غزة”. ومع أن المتطوعين حاولوا الاعتذار، مذكرين بأنهم أنفسهم لا يضمنون الوصول وأن كل ممتلكاتهم مهددة بالمصادرة من طرف جيش الاحتلال، إلا أن النساء التونسيات أصررن وألحن بالقول:”تنجموا .. تنجموا توصلوها إن شاء الله .. وترجعولينا بالسلامة والنصر”. لقد كان المشهد طوفانًا بشريًا بحق، إذ بدت تونس كلها وقد حجّت لسيدي بوسعيد في وداع أسطول الصمود وقافلة الأمل، في لوحة وطنية وإنسانية بديعة تجسد عمق التلاحم الشعبي مع قضية فلسطين. وقد لخص المتطوعون والمتظاهرون هذا الإصرار بشعارهم الذي يتردد في الصباح والمساء: 🔹 *”الإرهاب لا يرهبنا، والقتل لا يفنينا، وقافلة التحرير تشق طريقها بإصرار”
.* وبعد تعذر الإبحار لظروف الطقس القاهرة، تقرر عودة المتطوعين والمتطوعات إلى العاصمة لقضاء ليلة أخرى، مع تقييم الوضعية على ضوء المستجدات، وتدارس تبعات الاعتداءين الجبانين اللذين استهدفا سفينتين من الأسطول (فاميلي وألما) بواسطة طائرتين مسيّرتين، كما كان موضوع المراسلات السابقة.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
——————–
× رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع،متطوع في أسطول الصمود
