صحتكمستجدات

السياحة الاستشفائية برمال صحراء مرزوكة


بقلم: عمر بنشقرون

ينطلق مع بداية يوليوز من كل سنة موسم السياحة العلاجية بصحراء مرزوكة بالجنوب الشرقي للمملكة حيث تعتمد بالأساس على الحمامات الرملية لتوفير علاجات ناجعة لمجموعة من الأمراض. لقد كانت زيارتي صحبة أعز أخوالي اكتشافا لما تزخر به رمال صحرائنا الشرقية من مميزات علاجية وجب استثمارها أفضل استثمار للرفع من حركية السياحة تعويضا للكساد الذي تعيشه المنطقة طوال السنة و كذا المصداقية الكبيرة التي تحتلها السياحة الاستشفائية في أذهان الكثير من المغاربة ما يجعل المنطقة تشهد تدفقا متزايدا للزوار في إطار السياحة الداخلية. إن رمال مرزوكة تغري زوارها نظرا للنجاعة التي أبانت عنها في علاج العديد من الأمراض أو التخفيف من حدتها، خصوصا داء المفاصل. فخدمة الدفن توفر من طرف حرفيين يتميزون بكفاءة مهنية (سعيد أجيني) كما أن سائق 4×4 (مصطفى) يتميز بحرفية عالية لا مثيل لها كسائق الرالي. وبعد الدفن لمدة تقارب الثمان دقائق، تدثر ببطانية حماية من البرد و يقدم لك الشاي المختلط بالأعشاب المحلية ضمانا لنجاح العملية من الداخل أيضا.
والغريب في الأمر، أن مرزوكة لا تتوفر على طبيب، وهذا مخجل، من أجل تشخيص الحالة قبل الدفن لكون من يعانون من أمراض مزمنة كأمراض القلب والشرايين أو السكري أو الضغط الدموي ينصح بأن يحذروا في هذا الجانب. بجمالها الأخاذ، تعتبر مرزوكة العمود الفقري للسياحة بجهة الجنوب الشرقي كما أن زيارات الأجانب خلال باقي فصول السنة تنحصرُ في الفنادق والمخيمات السياحية المنتشرة في المنطقة، نظرا لزخم العرض السياحي وقدرته على إقناع الزائر بأن زيارة هذه الرقعة الجغرافية الساحرة فرصة حقيقية لاستكشاف منطقة صحراوية هشة تنمويا لكنها قوية من حيث البنية التحتية الفندقية ومن حيث الأنشطة الموازية الكثيرة التي تتيحها. ولعل أهمها زيارتنا لعائلة رحالية شاء العلي القدير أن نتعرف على مولودها الجديد اسماعيل.
لقد كان فضولا أن أجرب الدفن في الرمال.و القناعة التي راكمتها، أن الدفن إذا لم ينفع فلن يضر. شعور رائع حيث يتسرب العرق والدم يجري بسرعة قياسية تحت الرمال الساخنة.
فمن زار مرزوكة والنواحي في هذه الفترة لا بد أن يغرم بساكنتها وبطيبتهم وبساطتهم وخدمتهم التي يتقاطع فيها السياحي بالإنساني والاقتصادي بالاجتماعي، كما أن عنصر الصدق متوفر لدى الغالبية من ساكنتها.
إن الآثار العلاجية لهذه السياحة الاستشفائية فرصة لا غنى عنها من جانبين: المريض أو حتى الكائن الفضولي، الباحث عن التعافي، والصحراوي الذي يخلق من الرمال مهنة موسمية مدرة للدخل. مقابل كل هذه الإغراءات السياحية، لا يسعني الا أن اشكر جنودنا المرابطين في الحدود الشرقية على رباطة جأشهم وحبهم لوطنهم الأم في ظل الحياة القاسية التي يعيشونها. وبهذا، أتوجه إلى من يهمهم الأمر، إلى قواتنا المسلحة الملكية، واطلب منهم العمل على توفير حياة افضل لهم لما يكتسيه وضعهم الاجتماعي من هشاشة لم يسبق لي أن رأيتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube