سياسةمستجداتمقالات الرأي

عزيز أخنوش حل ضيفا ثقيلا على الدوزيم والقناة الأولى

أحمد رباص – حرة بريس

أجرى عزيز أخنوش مقابلة مع القناتين الوطنيتين الأولى والدوزيم يوم الأربعاء 19 يناير ابتداء من الساعة العاشرة مساءً. وكان من المتوقع أن يقدم رئيس الحكومة نتائج المئة يوم الأولى من تشكيل حكومته.
تخللت المائة يوم الأولى من ولاية الحكومة الحالية عدة تحديات متعلقة بشكل رئيسي بالتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لـكوفيد-19، والجهود التي ينطوي عليها ذلك لإنعاش الاقتصاد والحفاظ على مناصب الشغل والقوة الشرائية للمواطنين.
لمواجهة هذه التحديات، جعلت الحكومة تمتين ركائز الدولة الاجتماعية من أولوياتها. وقد تأكد ذلك في البرنامج الحكومي الذي تضمن مجموعة من الالتزامات التي تشهد على البعد الاجتماعي للسياسات العمومية المستقبلية، ولا سيما خلق مليون فرصة شغل خلال السنوات الخمس المقبلة وتنفيذ مشروع تعميم الحماية الاجتماعية، بالإضافة إلى انتشال مليون أسرة من براثن الفقر والهشاشة.
باعتباري مواطنا يهمني الشأن العام وكيفية تدبيره، يحق لي إبداء بعض الملاحظات على هذا اللقاء المتلفز.

أول ملاحظة في هذا الشأن تخص اللغة التي أجاب بها رئيس الحكومة الذومالي عن أسئلة صحافي القناتين هي لغة عرنسية هجينة، لا هي فرنسية ولا هي عربية.
لو كان السيد رئيس الحكومة متخاصما مع البلادة لتكلم بلغة بسيطة يفهمها الشعب كله، بأغنيائه وفقرائه، بمتعلميه وأمييه. ذلك أنه رئيس حكومة يفترض فيها تمثيل المغاربة قاطبة. وعندما يوظف رئيس الحكومة في لقائه الصحفي 46 مقطعا بالفرنسية وكأنه يريد التواصل مع فئة دون أخرى، يبدو غير عابئ بما يمكن لاختياره هذا أن يثيره من حساسيات لدى الناطقين بالعربية والأمازيغية اللتين نص دستور 2011 على طابعهما الرسمي.


من حق عزيز أخنوش أن يتكلم بأي لغة شاء، لكن شرط التناسب ضروري في هذه الحالة، كان يتكلم بالفرنسية إذا كان مخاطبوه فرنسيين، وبالإنجليزية إذا كانوا إنجليزيين، وهكذا دواليك. ولكن ما يهم أخنوش ليس هو التواصل مع غالبية المغاربة باللغة التي يفهمونها، بل الظهور بمظهر المثقف الحضاري الحداثي أمام الشعب حتى يقال إن رئيس حكومتنا “قاري مزيان”، بينما الذي يهم الشعب بالدرجة الأولى أن يتحدث اخنوش بكل وضوح ممكن عن انتظارات المغاربة ومصير الوعود التي أطلقتها أحزاب “الأغلبية المطلقة” أثناء حملتها الانتخابية.
من الناحية الشكلية، كانت الطريقة التي جلس بها وهو يجيب عن الأسئلة غير لائقة برئيس حكومة يتحدث إلى الشعب المغربي. كان عليه أن يجمع رجليه، لا أن يفرق بينهما بمسافة تقارب المتر.
فضلا عن ذلك، لم تخل أجوبة أخنوش من زلات لسانية أكدت عدم حرصه على تدقيق الكلمات التي تفوه بها وذلك عندما طرح عليه سؤال حول المعارضة فقال عن أحدهم إنه “متمرن” في المعارضة، وكان عليه استبدالها ب”متمرس”.
ولما سئل أخنوش عن التغطية الصحية وكيف أن المواطن لم يلمس أي تقدم في هذا المجال، جاء جوابه غير مقنع. ونفس الشيء لوحظ عليه لما طرح عليه سؤال متعلق بتمثيلية المغاربة المقيمين في أوربا، حيث قال إن عددهم كبير ما يستدعي مزيدا من الوقت واللوجستيك ويتطلب إنجاز دراسة خاصة، وكأن الإحدى عشر سنة التي مرت منذ اعتماد دستور 2011 غير كافية. في هذه النقطتين، التجأ أخنوش إلى مطالبة فقراء الشعب المحرومين من التغطية الصحية والمهاجرين المغاربة المقيمين في أوربا بالانتظار وكأن الوقت الضائع غير مهم.
وبخصوص الانسجام بين مكونات الحكومة الثلاثة وكيف أنها كانت تنتقد انعدام الانسجام بين أحزاب “الائتلاف الحكومي” برئاسة كل من بنكيران والعثماني، أجاب أخنوش بأن النائب البرلماتي مضيان الاستقلالي صاحبه ورجل طيب، وهذا الجواب لا علاقة له بالعمل الحكومي وبه يريد صاحبه ان يبين أنه يربط علاقة صداقة بالمعارضين، والحال أن مضيان لا ينتمي إلى حزب في المعارضة، بل ينتمي إلى حزب الاستقلال الذي يشكل مع التجمع الوطني للأحرار والبام الحكومة الحالية.
لكن ما سكت عنه أخنوش هو أن مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، مارس “المعارضة” خلال مناقشة قانون مالية 2022 كرد فعل على عدم إسناد مهمة رئيس ديوان أحد الوزراء لقريب من أقربائه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube