مقالات الرأي

هل عقوبة الإعدام هي ما ستحقق الردع؟؟


المحامى والفاعل السياسي نوفل البعمري


اعتقد أن عقوبة الإعدام حتى لو طبقت في حق من سثبت ارتكابه لهذه الجريمة النكراء لن تحقق أي ردع لانه لو كانت كذلك لحققته مادام القانون ينص عليها و على هذه العقوبة في مثل الجرائم التي ارتبكت في حق الطفل عدنان.
الولايات المتحدة الأمريكية في عدة ولايات تطيق عقوبة الإعدام، هي أصبحت خالية من مثل هذه الجرائم؟؟
السعودية و إيران تطبقان الحدود بالسيف، هل تحقق فيهما اختفاء الجرائم رغم تطبيقها لعقوبة الحد بالسيف؟
العقوبة هي تعبير عن حالة تقدم اي مجتمع و دولة، هي تعبير عن طبيعة القيم التي تسوده، و طبعا عندما نشاهد حالة الهيجان العاطفي في وسائل التواصل الاجتماعي و تغديتها من طرف بعض من كانوا للامس يصطفون في صف الحداثيين و المدنية، يجعل من الإشكال أبعد من أن يكون فقط يتعلق بتطبيق عقوبة أيا كانت هذه العقوبة.
المغرب منذ سنة 1993 توقف عن تنفيذ عقوبة الإعدام رغم الأحكام الصادرة بهذه العقوبة،مما يطرح سؤال حول الجدوى من المطالبة بحكم لا ينفذ، اللهم اذا كان فقط لإرضاء حاجة نفسية داخل المجتمع.
لنكن واضحين لا شيئ تغير من الناحية الحقوقية الصرفة بين الأمس و اليوم لأغير موقفي من عقوبة الإعدام، مثلما كنت بالأمس ضدها اليوم كذلك لأنها لن تحقق الإنصاف و لن يشعر معها لا المجتمع و لا أسرة الطفل بأنهم حققوا العدالة خاصة إذا كانت لم تنفذ، و لن تنهي مع البيدوفيلية لأن البيدوفيلية حلها يكمن في إعادة التربية و تقويم المجتمع من كل عوجاجاته النفسية و اعطابه حتى لا يعيد لما إنتاج بيدوفيل يمارس ساديته المرضية على أطفالنا، البيدوفيلية هي انعكاس لخلل أخلاقي و قيمي و ليس لخلل قانوني لأنه رغم وجود عقوبة الإعدام في النص القانوني فهي لم تردع نرتكبي هذه الجريمة.
الكثير من القيم الأخلاقية علينا إعادة النظر فيها، منها:
الحداثيين الذين يطالبون بعقوبة الإعدام…. المنساقين وراد الهيجان العاطفي في وسائل التواصل الاجتماعي.
الذين يطالبون تحت مسمى تطبيق العدالة…ممن يريدون استنساخ تجربة السياف بالسعودية و ايران
الذين يختبؤون وراء هذه الجرائم للترويج للأصولية الدينية السياسية.
الذين لا هم لهم تطبيق القانون بقدر ما يهمهم استغلال الحدث للترويج لثقافتهم الدينية المتطرفة.
عقوبة الإعدام لن تحقق الردع، و لا الإنصاف… لأن البيدوفيلية علاجها ليس في القانون، بل في إصلاح المجتمع و إعادة صياغة قيمه على أسس أخلاقية مدنية و متمدنة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube