مستجداتمقالات الرأي

زعامات سياسية ورقية

بقلم يونس لقطارني

من المجاز نعتهم بالزعماء السياسيين ولكنهم نفخوا صدورهم وكروشهم بصور وظنوا أن ذلك يسهل تمريره على جميع البشر والحجر والشجر ، فبوابات الحرية والديمقراطية سمحت بظهور أسماء وجماعات سياسية بلا أدنى موهبة ولا كفاءة ولا خيال سياسي لإدارة بلد قام بثورة خارج الخيال المعتاد للثورات العربية ، وآخرهم ولكن يكون الأخير السيد عبد إله بن كيران رئيس الحكومة السابقة وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة الحاليّة، وأسماء بلا تاريخ مثل عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن ، وبلا علم متخصص مثل مصطفى الرميد وزير حقوق الإنسان، وبلا موهبة أو كاريزما مثل محمد امكراز ، وما هذه إلا أسماء قد يتذكرها القارئ لأنها عبرت مجاله السمعي البصري في لحظة ما ولكن النماذج كثيرة من ان تعد وتحصى، وكلها لا ترى في السلطة إلا شيئًا مفيدًا في متناول اليد بأقل جهد ممكن، ومن أجل ذلك يمكن الضحك على الشعب بأي كلام وهنا المعضلة الكاشفة للحڭرة السياسية.

الزعامة السياسية تقتضي امتلاك قدرة فعلية على القيادة بما هي أولاً إنتاج أفكار وبرامج واستراتيجيات تستهدف التنمية و مستقبل الاجيال القادمة، والخروج بالبلاد من جميع الازمات الاقتصادية دون اللجوء إلى رهن مستقبل البلاد بايادي البنوك والرأسمالية الخارجية، لكن أن يقفز البعض للقيادة دون أن يكون له أي زاد معرفي وتقني وسياسي فهو تعبير فج عن احتقار الشعب المغربي الذي سيستعمل ذريعة باسم الديمقراطية الرعناء ثم ينسى كأن لم يكن شيئاً.

لقد جعل هؤلاء السياسيون الطارئون على الساحة السياسية الشعارات الدينية الوهمية والوعود الكاذبة فى شراء الاصوات الانتخابات تقليدًا اعمى ، فأفسدوا به بناء تجربة سليمة في بلد متعطش للديمقراطية، ونحن نراهم الآن يستعدون لدورة أخرى من احتقار الشعب كما كان فى انتخابات اخرى.

السياسي الذي يعاين هذا السلوك يقدّر أن بائع صوته الانتخابي أو سارق شهادة نضالية وصاحب رشوة هو شخص جدير بالاحتقار ويمكن استعماله لا احترامه وما دام يمكن شراءه فلا داعٍ لبناء منوال تنمية وخطاب موجه للمستقبل، إن الرجوع إلى أطروحة سياسية هنا يصبح نكتة دراهم قليلة تكفي وبائع صوته لا يحاسب السياسي بل ينتظر الانتخابات القادمة ليبيع صوته الانتخابي بدراهم معدودات او زردة باللحوم و الدجاج و البطاطس المقلية .
عشر سنوات بعد الربيع العربي فى المغرب، يمكن لأي كذبة غير منطقية أن تجوز على الناس وقد كذب السياسيون أكاذيب غير منطقية سمحت لهم بالظن أن هذا الشعب يمكن خداعه بسهولة ويمكن بيعه أي وهم ولذلك زادوا في احتقاره ومارسوا عليه السياسية السياسوية بما هي سلسلة من الأكاذيب القصيرة المؤدية إلى فوز السياسي بسرعة.

في كل الحالات لم يختلف هؤلاء الزعماء السياسيون عن غيرهم ، فالجامع بينهم جميعًا أن الشعب غبي يمكن سوقه في كل اتجاه بإثارة غرائزه وما دام الأمر يقاد بالغريزة فالسياسة غنيمة متاحة لكل الزعامات الورقية بالتيلكوموند او بالهواتف الذكية.
الأمل المتبقي هو التعلم من الخيبة فسمعة الجيل السياسي الذي ظهر الآن وتحكم في المشهد منهارة وجمهور كثير ينظر إليه باحتقار يؤذن بسقوطه السريع فى الانتخابات المقبلة ، ولا نميل إلى الاعتقاد بميلاد حب الوطن لدى جيل جديد قائد متعفف وشهم ونبيل، فهذا لا يكون إلا في القصص الخيالية أما على أرض الواقع فإن قاعدة الضرر تنفع في إعادة بناء وطن دون حمير الألغام التي تسير الآن بيننا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube