شخصياتمستجدات

المتنبي،‭ ‬وامرؤ‭ ‬القيس‭ ‬وحاسة‭ ‬الشم‭ ‬السياسية‮!‬

عبد الحميد جماهري

هناك‭ ‬قانون‭ ‬في‭ ‬استعمال‭ ‬‮»‬الكيف‮«‬‭ ‬يتجاوز‭ ‬كل‭ ‬نوايا‭ ‬المشرعين،‭ ‬وهذا‭ ‬القانون‭ ‬مفاده‭:‬من‭ ‬ذاق‭ ‬الكيف‭ ‬يعود‭ ‬إليه،‭ ‬بالجملة‭ ‬أو‭ ‬بالتقسيط‮..‬وتبدو‭ ‬لي‭ ‬الحالة‭ ‬السياسية‭ ‬العامة‭ ‬للطبقة‭ ‬‮«‬المتناقشة‮»‬‭ ‬حول‭ ‬القضية‭ ‬خاضعة‭ ‬لهذا‭ ‬القانون‭:‬ما‭ ‬إن‭ ‬بدأناه‭ ‬حتى‭ ‬غرقنا‭ ‬فيه،‭ ‬لهذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننساه‭ ‬أبدا‭.. ‬سواء‭ ‬كنا‭ “‬مبليين‭”‬،‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬ذائقين‭ ‬عابرين‭..‬‭ ‬ومن‭ ‬له‭ ‬حاسة‭ ‬الشم،‭ ‬سياسيا،‭ ‬شمها‭ ‬وهي‭ ‬طايرة‭ ‬فالسما‮»‬،‭ ‬شم‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬مع‭ ‬سَحب‭ ‬‮«‬الكيف‮»‬‭ ‬من‭ ‬لائحة‭ ‬المخدرات‭ ‬الخطيرة‭…‬ومن‭ ‬يملك‭ ‬حاسة‭ ‬الشم،‭ ‬تجاريا،‭ ‬شم‭ ‬الربح‭ ‬في‭ ‬الزراعة‭ ‬والاستعمال‭ ‬والترويج‭…‬‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬سيعود‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬الكيف‮»‬،‭ ‬وهو‮«‬‭ “‬مقطوع‭”‬‮»‬،‭ ‬ومن‭ ‬الأعراض‭ ‬ظهور‭ ‬حالة‭ ‬اضطراب‭ ‬وارتباك‭ ‬وسرعة‭ ‬في‭ ‬الغضب‭ ‬والنرفزة،‭ ‬وصاحبه‭ ‬لا‭ ‬يستعيد‭ ‬هدوءه‭ ‬وتركيزه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ينال‭ ‬جرعته‭.‬‭ ‬قانون‭ ‬‮«‬الكيف‮»‬‭ ‬الحي‭ ‬يخضع‭ ‬أيضا‭ ‬لمنطق‭ ‬‮«‬التجريع‮»‬،‭ ‬جرعة‭ ‬جرعة‭ ‬يهدأ‭ ‬النقاش،‭ ‬ومع‭ ‬المدة‭ ‬تميل‭ ‬الأجواء‭ ‬إلى‭ ‬الرصانة‭ ‬والتعقل‭ ‬والهدوء،‭ ‬لا‭ ‬تتخللها‭ ‬سوى‭ ‬حركات‭ ‬التنفس‭ ‬البطيء‭…‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬التكيف‭ ‬المقصود‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي،‭ ‬فالطبقة‭ ‬السياسية‭ ‬بدورها‭ ‬تكيفت‭ ‬مع‭ ‬الوضع،‭ ‬وبعضها‭ ‬سارع‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تقنيب‮»‬‭ ‬السياسة،‭ ‬من‭ ‬القنب‭ ‬الهندي،‭ ‬وهو‭ ‬يميل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تقليمها،‭ ‬نقول‭ ‬قنَّب‭ ‬شجر‭ ‬العنب‭ ‬أي‭ ‬قلَّمه‭.‬‭ ‬الـ«كيف‮»‬‭ ‬يصنع‭ ‬عالمه‭ ‬السياسي‭ ‬وقوانينه‭ ‬الدولية،‭ ‬كما‭ ‬يصنع‭ ‬الطب‭ ‬الخاص‭ ‬به‮:‬وهو‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬عنوان‭ ‬السلامة‮:‬‭ ‬من‭ ‬شمه‭ ‬فهو‭ ‬يجري‭ ‬الاختبار‭ ‬العالمي‭ ‬بنجاح،‭ ‬ويثبت‭ ‬بأنه‭ ‬غير‭ ‬مصاب‭ ‬بالكوفيد‭ ‬وعلامة‭ ‬الشم‭ ‬علامة‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬الاختبار،‭ ‬ومن‭ ‬يقطع‭ ‬رائحة‭ ‬‮«‬الكيف‮»‬‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نشك‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬نشم‭ ‬فيه‭ ‬رائحة‭ ‬مشكوك‭ ‬فيها‮!‬‭ ‬الشم،‭ ‬حاسة‭ ‬سياسية،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬صاحبها‭ ‬‮«‬يشمها‭ ‬وهي‭ ‬طايرة‮»..‬دعونا‭ ‬من‭ ‬هذا‮:‬للـ«كيف‮»‬‭ ‬آثار‭ ‬وإني‭ ‬راحل‮!‬‭ ‬هكذا‭ ‬صاح‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبد‭ ‬الإله‭ ‬بنكيران‭: ‬على‭ ‬إيقاع‭ “‬للنيل‭ ‬عادات‭ ‬وإني‭ ‬راحل‭” ‬لأبي‭ ‬الطيب‭ ‬المتنبي‮..‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬بعده‮..‬ومن‭ ‬قواعد‭ ‬الكيف،‭ ‬كذلك،أن‭ ‬الموزع‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتولى‭ ‬التقصاص‭ ‬والتطبيب‭ ‬من‭ ‬طابا‭ ‬والتدراح،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬من‭ ‬يوزع‭ ‬الـ«شقوفا‮»‬‭ ‬شقفا‭ ‬شقفا‭ ‬لكل‭ ‬الحاضرين‭…‬ومن‭ ‬قواعده‭ ‬أن‭ ‬يحاكم‭ ‬المستعمل‭ ‬على‭ ‬نجاحه‭ ‬أو‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬‮»‬السقطة‮»‬،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬إخراج‭ ‬آخر‭ ‬بقايا‭ ‬التعميرة‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة،‭ ‬وحبذا‭ ‬لو‭ ‬يتبقَّى‭ ‬بعض‭ ‬منها‭ ‬مشتعلا،‭ ‬ومن‭ ‬لم‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬السقطة،‭ ‬سقط‭ ‬في‭ ‬الامتحان‭…‬والعبرة‭ ‬في‭ ‬الدقة‭ ‬الختامية‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السياسة‮…!‬‭ ‬ومن‭ ‬شروط‭ ‬الـ«كيف‮»‬‭ ‬المستجد‭ ‬عندما‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتباهى،‭ ‬بغير‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الأصالة‭ ‬الشعرية‭ ‬للكيف‮..‬‭ ‬نقول‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يتباكى‭ ‬على‭ ‬استعماله‭:‬شقوفا‭ ‬نبكي‮..‬من‭ ‬ذكرى‭ ‬حبيب‭ ‬ومنزلوهي‭ ‬معارضة‮-‬‭ ‬يا‭ ‬للصدف‮-‬‭ ‬شعرية‭ ‬لقصيدة‭ :‬قفا‭ ‬نبك‭ ‬من‭ ‬ذكرى‭ ‬حبيب‭ ‬ومنزل‮..‬الشهيرة‭ ‬لامرؤ‭ ‬القيس‮..‬‭ ‬ومن‭ ‬إبداع‭ ‬اللغة‭ ‬القول‭: ‬قنب‭ ‬الزرع‭ ‬أي‭ ‬بدا‭ ‬ورق‭ ‬سنبله‭ ‬وفاح،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العاصمة‭ ‬الدولية‭ ‬للشم،‭ ‬والروائح‭ ‬والعطور‭ ‬هي‭ ‬كتامة‭.‬صدقوني،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يستعمل‭ ‬الكيف‭ ‬في‭ ‬التعطير‭ ‬وفي‭ ‬صناعة‭ ‬الأنواع‭ ‬المدوخة،‭ ‬سيكون‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬زبونا‭ ‬رومانسيا‭ ‬للعطر‭ ‬الكتامي‭…‬

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube