مقالات الرأي

القواسم المشتركة بين مغاربة العالم والمؤسسات المغربية

ذ. محمد بونوار كاتب مغربي مقيم بالمانيا​

حينما يمعن الإنسان النظر في موضوع مغاربة العالم يتبادر الى الذهن العملة الصعبة التي تعود على المغرب من خلل التحويلات المالية ، وهنا لابد أن اشير الى أنه حسب احصائيات البنك الدولي ، وهو ما يعني حسب الرقام المسجلة قانونيا ، تبلغ التحويلات المالية لمغاربة العالم رقم 6,7 مليار سنويا ، علاوة على التحويلات التي تتم عن طريق شراء تذاكر السفر من والى المغرب ، وشراء السيارات التي يتم تدوينها بالمغرب لانها بالعملة الصعبة ومن عرق جبين الجالية ومن مدخراتهم ، دون الحديث عن الاموال التي تدخل الى المغرب بطريقة غير مسجلة ، واخيرا العملة الصعبة التي تتركها – – الجالية في المغرب ابان عطلها في الوطن الام المغرب وهنا وجبت الاشارة أن كل سنة يزور مليون مغربي دولة اسبانيا ليتركوا في صناديقها 2 مليار دولار ، مع العلم أن عدد المغاربة القاطنين في الخارج يقارب 5,8 مليون حسب احصائيات ادارة الجمارك المغربية ، هذا العدد يدخل منه حوالي 3 ملايين كل سنة لزيارة المغرب لمدة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع تاركين وراءهم أموال كثيرة نظير مصاريف العطلة والتي تشمل سياحة وصلة رحم وعقود زواج ، واللائحة طويلة .

بلغة بسيطة يمكن أن تكون تحويلات مغاربة الخارج ضعف العدد – المصرح به من طرف البنك الدولي أي ما يفوق 10 مليار دولار – من جهة ثانية يجب ان يعلم الجميع أن مبيعات الفوسفاط مثلا تصل الى حدود 5,5 مليار ، وهو ما يعني أن تحويلات مغاربة العالم تفوق مبيعات الفوسفاط بكثير . لا أرى أن المناسبة مواتية لسرد أرقام الفلاحة والسياحة والصناعة التقليدية لكن الصيد البحري مثلا يصل الى 54 مليون دولار في السنة الاولى والثانية ، وحوالي 64 مليون دولار في السنة الثالثة والرابعة وذالك حسب اتفاقية الصيد البحري الموقعة بين المغرب والاتحاد الاوروبي . كانت هذه معطيات حقيقية لمعرفة مدى قوة مغاربة العالم في الاقتصاد المغربي من الناحية المالية الصرفة . القواسم المشتركة بين مغاربة العالم والمؤسسات المغربية يمكن : معاينتها بالملموس في ثلاثة مواطن مختلفة الاولى تدعى وزارة الشؤون الخارجية​و التعاون الافريقي و المغاربة المقيمين بالخارج .
الثانية تدعى الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشوؤن الهجرة . والثالثة تدعى مجلس الجالية المغربية بالخارج وزارة الشؤون الخارجية تجمعهم مع مغاربة العالم مقاربة سياسية محضة تسمى بالسلك الدبلوماسي والذي يشرف على مصالح الجالية من خلال تواجد سفراء وقناصلة وموظفين . وهناك بعض الانشطة خاصة منها الوطنية والتي جرت العادة أن تقيمها السفارات والقنصليات رفقة نخبة من مغاربة العالم .

وزارة الجالية تجمعها مع مغاربة العالم بوابة التواصل عبر اجتماعات ومناظرات وأيام دراسية بين الحين والاخر بحضور الجمعيات والطلبة والاكادميين بهدف الحث على الربط والتواصل وجلب الاستثمارات الى البلد – الام المغرب – العنصر الثالث ويدعى مجلس الجالية ، وهو حسب دستور سنة 2011 المؤسسة الوحيدة التي تمثل مغاربة العالم لدى السلطات المغربية ، وتدافع على حقوقهم وترفع الى الحكومة والبلاد المشاكل والطلبات والمقترحات، وتطرح التصورات ، وتكتب التقارير السنوية ، وتعقد اجتماعات لتدارس مشاكل الجالية وتحيينها ، وتقدم مبادرات مصحوبة بأرقام ودراسات وبيانات و … لكن فوق أرض الواقع لا نجد شي من هذه الطروحات . … ابان ظهور وباء كورونا حاص الوباء بعض مغاربة العالم في الغرب ، ا وكان على مجلس الجالية أن يدافع بكل ما أوتي من قوة لتسهيل عملية الرجوع الى بلد القامة لكن فضل المجلس البتعاد عن حلبة الصاع ، الى أن تهدء الامور، وذالك راجع الى ضعف في الممارسة وعدم الالمام بالمهمة الملقاة على عاتق المجلس . موقع مجلس الجالية في منظومة مغاربة العالم رغم كل هذه الامتيازات ، ورغم كل هذه الارباح المالية ، مغاربة العالم لازالوا مهمشين من الناحية التنظيمية لان مجلس الجالية غير قانوني منذ سنة 2011 لانه ببساطة انتهت مهمته القانونية ، ولم يقم باعادة اختيار ممثلين جدد . والغريب في الامر أن الرئيس الذي عين سنة 2007 المسمى ادريس اليزمي ، عين في منصب رئيس حقوق الانسان سنة 2011 ، ولم يعد رئيسا لمجلس الجالية ومنذ ذالك الحين ومجلس الجالية غير قانوني وبدون رئيس فعلي . من العيب والعار أن يتم تهميش قطاع مغاربة العالم قطاع يترك في الاقتصاد المغربي أرقاما تشكل دعامة اقتصادية للبلد والعباد ، وهو دون​ – ادارة مجلس- في مستوى التطلعات التي تجعل كل مواطن مغربي فخور ا بانتمائه الى بلد يحرص على تسلق درجات النمو وتطبيق الديموقراطية فوق أرض الواقع من خلال فريق عمل يسهر على مشاكل الجالية ويتابعها عن قرب ويدافع عن طلباتها ويدق أبواب الادارات لمساعدة مغاربة العالم سواء داخل الوطن أو خارجه ، ويدافع عنها في المنتديات الوطنية والدولية . وهنا بالحجة والدليل ، لم يتحرك مجلس الجالية ولو مرة واحدة للبحث عن الطرق الناجعة لتسهيل عملية السفرمن والى المغرب طوال فترة كورونا ، ولازال على هذا الحال الى غاية كتابة هذه السطور .

مغاربة العالم ليست اقليما اضافيا كما يحلو لبعض السياسيين الذين يتحرشون بالجالية المغربية لاستدراجها الى واحة الانتخابات ، بل هي دولة قائمة ، لها تاريخ ولها مقومات ولها أسماء مرموقة في عالم الرياضة والثقافة ولها رجال أعمال ، ولها اناس غيورين بما تحمل الكلمة من معنى حقيقي ، لهم كفاءات تشع منها الصراحة ونية الاصلاح والمساهمة الفعالة في التنمية بالافكار والتصورات والمقترحات والمساهمات الفكرية التي يمكن ترجمتها الى واقع فوق الارض كلما توفرت الظروف الملائمة لذالك ، وليس عبر مقالات انشائية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube