شخصياتمستجدات

أحزاب “الكعكة”

ذ. ناصر سعدون
فاعل سياسي و جمعوي

ها نحن اليوم أمام انتخابات مجالس الجماعات و الجهات و البرلمان في آن واحد … في يوم واحد سيمنحون المغاربة المسجلين في اللوائح الانتخابية ثقتهم لمن سيمثلهم 5 سنوات عجاف، المغاربة اليوم أمام وضع استثنائي بكل المقاييس، أولا أحزاب سياسية لا هي ليبيرالية و لا هي اشتراكية ولا هي يمينية و لا هي يسارية ولا هي إسلامية، بل هي استرزاقية تحب الكعكة حبا جما، و أيضا تفتقر للكفاءات الوطنية من الشباب، بعد ما تم التراجع عن لائحة الشباب ووصفها بالريع خصوصا أنها لم تقدم أي حصيلة مشرفة، ولم تترافع عن القضية الجوهرية للشباب هذه اللائحة تم تعويضها في القوانين الانتخابية الجديدة بلائحة جهوية وكيلة لائحتها إمرأة ووصيفتها إمرأة، و ثالثها شاب. وهل هناك حزب سياسي سيستطيع الفوز بثلاثة مقاعد في جهة من 12 جهات المغرب؟ لا أعتقد بل مستحيل مع السي القاسم الانتخابي المعتمد، اذن نحن أمام انتخابات بنكهة نسائية لا نعلم مذا تخفي لنا في الأيام القليلة المقبلة، انتخابات بدون مقاعد للشباب في الحقيقة هي إنتخابات فاقدة للأمل، ومع اصرار الاحزاب الكلاسيكية عدم منح تزكيتها للشباب خوفا في فقدان المقاعد سنجد نفس الوجوه تعيد تمثيل المسرحية من جديد، سنجد كل نائم في البرلمان، يعود لينام خمس سنوات أخرى، حينها سيتعطل قطار التنمية بالبلاد رغم إلحاح الملك في خطابات متعددة في هذا الشأن، بضخ دماء جديدة من الطاقات و نخب جديدة قادرة على تحمل المسؤولية و قادرة عل بلورة و صياغة مشاريع قوانين تمس كل الفئات الهشة و الدفاع عن مصالحها و التفكير في تحسين وضعيتها المادية و المعنوية، وتوفير لها ألأمن الاجتماعي والاقتصادي و تحقق للمواطنين و المواطنات نسبة لا بأس بها من الكرامة و العدالة ولو القليل من السعادة التي لم يتذوقها الشعب المغربي منذ فجر الاستقلال الى غاية يومنا هذا.

و مع رفع نسبة الدعم المادي الممنوح للاحزاب السياسية من أجل توظيف كفاءات و النهوض بعملها و استحضار دورها المنوط بتأطير المواطنين و الخروج من غربتها و انفتاحها على الشعب المغربي و الانصات له و صياغة مشاريع قوانين تمس كل فئات المجتمع و خاصة الطبقة الهشة و الفقيرة و الطبقة المعوزة، خصوصا المظاهر التي تجلت خلال جائحة وباء كورونا التي كشفت بالملموس الوضع الغير الطبيعي لمجموعة من القطاعات التي هزمت بفعل العشوائية و النقص في كل المجالات الحيوية، فعلى الدولة اليوم فرض شروط للترشح من بينها المستوى الأكاديمي على الأقل شهادة “الإجازة” فما فوق هذه من جهة، و من جهة أخرى على الاحزاب السياسية الكعكوية أيضا تزكية نخب جديدة من الشباب و الشابات من أجل تجويد المشهد السياسي بكفاءات قادرة على مواكبة المشاريع التنموية التي انخرطت فيها بلادنا تحت القيادة الرشيدة للصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بدل تشبتها بأصحاب المال و سماسرة الانتخابات، لأن مثل هذه الممارسات الحزبية تزيد في تأزيم الوضع و انعدام صبيب الثقة بين المواطنين تجاه مؤسسات الدولة بصفة عامة و المجالس المنتخبة و المؤسسات التشريعية بصفة خاصة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube