حيمري البشيرمقالات الرأي

اتق شر من أحسنت إليه

مثل شائع بيننا نحن العرب والمسلمين ،وقليل منا أصبح متشبث به .عندما يقابل الإحسان بالشر والعصيان،عصيان الخالق المنان،وهذا ينطبق على الجيران في الشرق وفي الجنوب وفي كل مكان تربطنا بهم عرى المودة و نعمة الإسلام والأخوة والإيمان .السؤال مباح ،والجواب عنه واجب والإسلام الذي يجمعنا يفرض طرح التساؤل والبحث عن الجواب ،كان من الواجب ومن الأجدر أن يكون الجوار الذي يجمعنا مصدر اطمئنان واستقرار لا مصدر إزعاج وغياب الثقة ،وعداوة وتآمر .هذه هي العلاقة التي تربطنا مع أشقاءنا في الشرق قبل الغرب.المثل الشعبي السائد الذي جعلته عنوانا لهواجس أصبحت تؤرقني باستمرار العداء بين الشعبين المغربي والجزائري اللذان ،يجمعهما الدين واللغة والدم،والتاريخ المشترك .والحاضر والمستقبل ، كانا من المفروض أن نكون جسدا واحدا .إذا مسهم الضر تألمنااوإذا مسنا الضر تألموا.لكن مايقع اليوم يتنافى مع المبادئ والقيم .وخروجا عن الدين والعروبة والعادات والتقاليد وحسن الجوار.عجيب أمرهم ،وسلوكهم ،ومواقفهم ،هم يدفعوننا دفعا لنغير سلوكنا معهم ،هم غير منصفين في تعاملهم معنا ومع باقي من يجمعنا بهم الدين والعروبة .هم يعاتبوننا باستمرار ويغضون الطرف عن الآخرين حتى وإن كانت مواقفهم هي نفس المواقف التي نتخذها .أستغرب للذين يرفعون الشعارات ويتخلوا عن القيم والمبادئ.أستغرب للذين يدفعوننا دفعا للتقارب مع عدو مشترك يحتل أرضا ويمارس القتل في أبشع صوره .وهم يحملون في مشروعهم نفس الأفكار والقيم التي تمارسها إسرائيل ،الفرق بيننا وبينهم هو أننا ندافع عن أرض كانت عبر التاريخ جزءا منا وهم بممارساتهم التي تشبه ممارسة الإحتلال الإسرائيلي يصارعون الزمن بالمال والعتاد لفصل جزئ من أرضنا وتاريخنا المجيد عنا .إسرائيل كانت أذكى منكم ،عندما اعترفت بمغربية الصحراء فأصبحت بذلك أقرب من مواقف الخليج العربي وكل الدول التي فتحت قنصليات في الصحراء المغربية.من دون أن يكون للجزائر موقف معادي .لماذا تحرك الإعلام الجزائري اليوم ليندد بالإعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء ؟لماذا التزم النظام الصمت للموقف الجماعي الذي اتخذه مجلس التعاون الخليجي الذي أكد مرارا وتكرارا مغربية الصحراء ودعم المغرب في تسوية هذا النزاع المفتعل.؟هم في الحقيقة يخشون التقارب لأنه يسقط التفوق العسكري الجزائري ويعتبرون الإعتراف الإسرائلي بمغربية الصحراء استهداف لهم لأنهم يدركون التفوق العسكري الإسرائيلي والدور الذي يلعبه اليهود المغاربة داخل إسرائيل في دعم المغرب في مجال التسليح والذي تراهن عليه بلادنا في الوقت الراهن ، بعد أن ساءت علاقتنا مع فرنسا .في الحقيقة أن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء تزامن مع تصريحات وزير الشباب والرياضة الفلسطيني جبريل الرجوب والذي طالب فيه المغرب بإجراء استفتاء حتى يقرر سكان الصحراء لمن ينتمون للجزائر أم المغرب وهو بهذا التصريح بات غير ملم بالقرارات الأممية ولمواقف الدول الكبرى في أوروبا والعالم التي أصبحت تدعم مشروع الحكم الذاتي كخيار لتسوية الصراع في المنطقة.إسرائيل ،استغلت هذه المواقف التي أثارت غضبا في المغرب لتعلن اعترافها بمغربية الصحراء ،وهي بهذا الموقف ترد على جبريل الرجوب الذي شكك في مغربية الصحراء والتي يعتبرها الشعب المغربي خطا أحمرا كما تعتبر فلسطين القدس الشرقية والمسجد الأقصى وقبة الصخرة.موقف إسرائيل بمغربية الصحراء يقابله موقف رسمي فلسطيني يشكك في مغربية الصحراء .من سقط في الفخ ومن خسر موقف الشعب الفلسطيني ،هو الذي شكك في مغربية الصحراء وتحالف مع المتآمرين على وحدته الترابية.ورغم كل المواقف المتخاذلة فالشعب المغربي سيبقى على مواقفه ثابتا لدعم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية ويندد بكل الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني ،ويطالب المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من طرف قوات الإحتلال وقطعان المستوطنين .وعلى الذين يتطاولون على الصحراء المغربية من مسؤولين في السلطة ،أن يراجعوا قراءة التاريخ فالمغاربة كانوا جنودا أقوياء اعتمد عليهم صلاح الدين الأيوبي في تحرير القدس والمسجد الأقصى وبقوا مرابطين في أحياء لازالت عنوان مرورهم ومكوثهم بالقدس ،حارة المغاربة،وباب المغاربة ،يبقى هو عنوان التواجد المغربي بالقدس .نتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت،للجهات التي أخطأت في حق الشعب المغربي الذي سيبقى أكبر سند لفلسطين بالروح والدم والمواقف الثابتة.الشعب المغربي سيكون رحيما ولن يلتزم بالمثل الذي بدأت به مقالتي <اتقي شر من أحسنت إليه>الشعب المغربي لا يحاسب الشعب الفلسطيني بناءا على موقف رجل في السلطة هو نفسه ينسق مع دولة الإحتلال.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube