غياب التواصل بين حزب الإتحاد الإشتراكي ومناضليه بالخارج

يبدو أن الحزب اتخذ قرارا بقطع كل التواصل مع المناضلين الإتحاديين بالخارج رغم انتمائهم لسنوات ووفائهم الذي أبدوه عبر مع حزب المهدي وعمر وعبد الرحيم وباقي المناضلين الذين أفنوا عمرهم في النضال السياسي ،والتزموا بذلك لسنوات طوال .وعندما نخوض في هذا المستنقع الذي يسيئ للنضال السياسي الذي كان من الضروري أن يلتزم به القادة السياسيين الذين تحملوا المسؤولية في تدبير شؤون الحزب الإشتراكي في السنوات الأخيرة ،وغياب التفاتة اتجاه المناضلين الإتحاديين المنتشرين في بقاع العالم وبالخصوص المتواجدين في الدول الأروبية الذين يتمتعون فيها بحرية الممارسة السياسية ،فإننا نأسف لذلك لأننا نعتبر أنفسنا أكبر داعمين ومدافعين للحزب في أروبا ،إن تغييب المناضلين السياسيين الاتحاديين في كل المحطات السياسية ومن بينهم اجتماعات الحزبية في الداخل وإقصائهم حتى في المجلس الوطني والمكتب السياسيين لكفاءات عالية جدا كأساتذة في الجامعات الفرنسية ومحامون بقوا مرتبطين بالإتحاد الإشتراكي ودائما حاضرون في الندوات الدولية ومؤتمرات الأحزاب الإشتراكية.للدفاع عن المغرب وعن المشروع الذي يتبناه حزب الإتحاد الإشتراكي المغربي .إن تهميش الحزب لمناضليه الملتزمين بالخط النضالي لحزب الإتحاد الإشتراكي لسنوات ،يعتبره كل المناضلين بدون استثناء مقصود يسيئ لتاريخ الحزب ،ولمستقبله في ضل التحديات التي يعيشها المغرب في محيطه الإقليمي ،والدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه المناضلون الإتحاديون في مختلف الدول الأروبية التي تدبرها أحزاب اليسار في إسبانيا الحزب الإشتراكي في فرنسا نفس الشيئ بالإضافة لدول أخرى في الإتحاد الأروبي، الدنمارك الحزب الإشتراكي الديمقراطي ،وتأثير الأحزاب الإشتراكية قائمة كذلك في بلجيكا وهولندا ودول أخرى.يجب أن يستوعب قادة الحزب الجدد أن إقصاء الحزب من المؤتمر الأخير وفسح المجال للزوايا وتزكيتهم في المجلس الوطني والمكتب السياسي في الحاضر والمستقبل يسيئ للتاريخ المشترك الذي يجمعنا جميعا .إن التغيير السلبي الذي حصل في الآونة الأخيرة في حزب المهدي وعمر وعبد الرحيم وباقي الشهداء الذين سقطوا في سبيل أن يشق المغرب طريقه نحو الديمقراطية التي نطمح تحقيقها منذ سنوات في بلادنا .يبدوا قد تواصل تغييبها في المؤتمر الأخير خصوصا بعد قطع الطريق أمام مشاركة كل الشرفاء الذين بقوا على العهد صامدين لمبادئ الحزب وقيمه المثلى .
إن النضال السياسي في الهجرة يفسح لنا مجالا واسعا في أروبا لتعزيز التعاون مع الأحزاب السياسية ،ودعم الديمقراطية في بلادنا ،لكن عندما تمارس القيادة الحالية لحزب الإتحاد الإشتراكي أسلوب الإقصاء والتهميش رغم الدور الذي قمنا به لسنوات في سبيل أن يكون الإتحاد الإشتراكي المغربي حزب نموذجي في النضال السياسي في إفريقيا .بكل أسف من يقود الإتحاد الإشتراكي حاليا ،لا يؤمن بالتأثير السياسي الذي نلعبه ونمارسه من داخل أحزاب اليسار في الدول الأروبية.إن استمرار الإتحاد الإشتراكي المغربي في إقصاء كفاءات عالية في الجامعات الفرنسية وباقي الدول الأروبية يسيئ لهذه الكفاءات التي بقيت ملتزمة بالنضال السياسي في صفوف الحزب ،لا إريد ذكر أسماء حاضرة في الساحة الفرنسية الدكتور فريد حسني ،الدكتور صلاح الدين ،الدكتور شكيب بوعلو وصلاح المنوزي سليل عائلة الشهداء والمناضلين الشرفاء وكفاءات أخرى يستحيل ذكرها وإقصاء وجوه أخرى كانت حاضرة في ساحة النضال وحضرت كل المؤتمرات الحزبية وتم إقصاؤها في المؤتمر الأخير بأمر من إدريس لشكر إن غياب الإتحاديين من مختلف الدول الأوربية يعتبر تهديدا لمستقبل حزب الإتحاد الإشتراكي الذي كان باستمرار يستمد قوته من مناضليه بالخارج ،إن تغييب مثل هذه الكفاءات في المؤتمر الأخير بداية لأزمة سيعيشها الحزب ،لا أريد فرض وجهة نظري وفي نفس الوقت أوجّه نداء لكل الإتحاديين الذين يؤمنون بالوحدة ويسعون لحماية صورة الحزب بالداخل والخارج بأن ماجرى في المؤتمر الأخير وتزكية الزوايا في المكتب السياسي والمجلس الوطني تراجع خطير يسيئ لتاريخ الحزب وسيؤدي به لانفجار حتمي وانقسامات تسيئ لتاريخه.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك