دور الإعلام في الهجرة لرفع التحدي ضد الفساد في المغرب
هي رسالة يجب أن يحملها كل الشرفاء الأحرار أينما وجدوا في العالم ،لا سيما وأنهم يمتلكون الحرية والجرأة على فضح الفساد وتزوير الإنتخابات وفقدان الأمل في التغيير ،رغم التحولات التي تجري في العالم .هل نحن قادرون على التأثير في الواقع المغربي ،الذي فقدنا فيه الأمل في التغيير ؟هذا سؤال يجب أن نجيب عنه بكل جرأة وشجاعة ،ثم هل الأحزاب السياسية المغربية الحاضرة في الساحة مع التغيير ،ودعم المواطن،أم تساهم في تنويم الرأي العام بأن هناك إرادة سياسية من أجل التحول الديمقراطي في بلادنا؟إن الصمت وغياب الجرأة لدى الأحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها يمينية أويسارية ،لا تحمل مؤشرات للتغيير الذي يريده المجتمع المغربي ، من أجل تخليق الحياة العامة ،التي تؤسّس للإستقرار الذي نريده .إن التغيير الذي نريده يبدأ بقراءة متأنية للأزمات التي يعيشها المجتمع المغربي ،ومحاسبة كل الذين تسببوا في مأساة ذهب ضحيتها المغاربة ،ومتوقع في مدينة فاس من كوارث ذهب ضحيتها سكان أبرياء ،كشفت حقائق يجب أن يفتح في شأنها ملف لمحاسبة الشيوخ والمقدمين والمجالس المنتخبة عبر حقبة زمنية ليست بالقصيرة والتي ساهمت في تسليم رخص البناء للساكنة بطرق غير مشروعة والنتائج الكارثية التي وصلنا إليها الآن والتي تتطلب إعادة النظر والبحث والتدقيق عن سلامة السكان ،في ظل ماوقع .ماوقع في مدينة فاس يعطي صورة متناقضة للمجهودات التي تبذلها الدولة في تحسين صورة البلاد المقبلة على تنظيم تظاهرات قارية وعالمية.لا نريد أن يسير المغرب بوجهين متناقضين ،بل نريد أن يؤمن المواطن المغربي بالقيم الديمقراطية وبمحاربة كل أنواع الفساد التي تسيئ لصورة البلاد خارجيا .إن المسؤولية فيما وقع في مدينة فأس ،يتحملها المواطن الذي يقبل بالرشاوي للتصويت على النخب الفاسدة التي تسعى للنهب والإساءة لصورة البلاد وللقيم الديمقراطية التي نناضل من أجلها ،ويتحمل المسؤولية كذلك للمواطن الذي يعطي الرشوة للمنتخبين وللمقدم والشيخ ليغمض عينه عن المخالفات التي ترتكب ،والتي من نتائجها ما وقع من انهيارات لأحياء في مدينة فاس،نحن جميعا مطالبون من رفع شعار من أين لك هذا ؟والمقصود بالدرجة الأولى المنتخبون والشيوخ والمقدمين ورجال السلطة الذين أغمضوا أعينهم عن الخروقات التي وقعت سواءا في مدينة فاس أوغيرها من المدن في المغرب .إن الكوارث التي حلت بمدينة فاس والتي ذهب ضحيتها سكانا ،قد تتجدد في مدن أخرى وهي رسالة يجب أن يلتقطها الشعب ليتحمل المسؤولية ونحن على مشارف انتخابات لاختيار النخب التي تحمل قيم التغيير الحقيقي في المجتمع المغربي .حتى لا نعيش مأساة أخرى في المستقبل
هل نحن كمغاربة في الخارج نعيش في دول متعددة في العالم ،قادرون على المساهمة في التغيير الذي نريده في بلادنا ،من خلال المشاركة من بعيد في انتقاد مايجري في تدبير الحكومة للشأن ،واستمرارها في قطع الطريق في وجهنا لدمقرطة البلاد،وبناء مجتمع يؤمن بالتغيير والبناء الديمقراطي .إن مساهمتنا في انتقاد الفساد ينبع من غيرتنا على بلادنا ،التي نطمح أن ترقى إلى الأفضل في المستقبل ،وهذا لن يتأتى إلا بحسن اختيار النخب التي تؤمن بالتغيير وبالقيم الديمقراطية ،هو طموح مشروع يحمله كل مواطن غيور على وطنه ،مواطن الذي يؤمن بالتشبث بالقيم الديمقراطية وبمحاربة كل أنواع الفساد وبالقطع مع الماضي وكل صور الفساد ،التي تسيئ لصورة البلاد ويذهب ضحيتها المواطن المغربي .إن كوارث مدينة فاس يجب أن تكون درسا للجميع للدولة المغربية أولا ،حتى تتحمل كامل المسؤولية في المستقبل في تخليق البناء الديمقراطي والقطع مع الفساد المستشري في المجالس المنتخبة ،من دون أن نستثني المواطن الذي يجب أن يتحمل المسؤولية في المستقبل في اختيار النخب التي تتبنى القيم الديمقراطية ومحاربة الفساد ،كلنا مسؤولون عن بناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة الإجتماعية والمساواة في كل شيئ.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك
