ثقافة وفنون

محمد ابطوي وابداعاته القصصية والشعرية الجديدة

جولة ليلية في شوارع “”لييج “”
كانت هناك تنتظرني “”كاترين”” في سيارتها…
ولون معطفها احمر…
من بعيد اشم راءحة عطرها الفرنسي….وهي تبتسم…
حيتني قاءلة “” Tu es peu en retard !!””..
وعلمت انني لا احترم المواعيد…
ركبت سيارتها الصغيرة….
وقلبي متعطش لضم صدرها الى صدري…
كانت ممثلة مسرح و كنت بلا هوية….
كانت جميلة وكنت عربيا…
بيننا مسافات لم اعرف كيف احترمها…
كانت تعشق حريتها..
وكنت ابحث عن قفص لسجنها…
و وصلنا الى اقرب مطعم لتخذ وجبة العشاء…
وجلسنا معا…
كلانا يحتسي كاس خمر فرنسي….
كنت قلقا لانني لا اعرف كيف كان صوتي وانا اتكلم لغتها …
وهي لا تعرف من اكون…
وانتهت الوجبة فجاة …
و اخذنا التيه الى جولة ليلية …
مسيا على الاقدام…
جذبتنا راءحة نهر “” La Meuse “”ووقفنا على حافة مجراه…
سالتني :””هل تعرف السياقة ؟؟كانت متعبة!!””
اجبت لا فضحكت :””انت اذا لم تسق قط في حياتك “”.
لم اجبها و تركت الصمت يتكلم ..
نيابة عني..
بعدها استعدتني للرقص في ملهى ليلي كانت تزوره كل نهاية اسبوع :”” Le lion s’envole””..
مازلت محتفظا بذاك الاسم…
نعم انه الاسد الطاءر …
وكنت انا الشاب الحاءر…
علمتني الرقص…
كنت خجولا وهي معلمتي…
بلطف ورقة تلمس يدي و تراقصني…
كانت ثملة..
وكنت ثملا..
وبيننا اصوات لا نسمعها…
تناديني بصوت الحرية..
وانا اناديها بصوت الارتباك والتيه…
لم نعرف كيف التقينا الا بعد…
ان رحل كل منا الى وطنه..
كان وطنها هناك..
ووطني حيث وجدت صوتي..
وصوتي يناديني…
كانت رحلة…
و العودة …
الى الديار نعمة…

لقاءي الاخير مع “”ساندرا “”ب “”هاسلت “” “Hasselt”
قرب مقهى رايتها تمر كالعادة …
واعتدت على مراقبة خطواتها كل يوم…
كنت من حين الى حين اجلس في زاوية تلك المقهى…
انظر دون ان اهتم لمن يمرون امامي ….
وراء النافذة…
لكنها كانت تشد انتباهي..
مرة دخلت وكان بالمقهى سهرة “”موسيقى الروك “”..
قليلا ما كنت اتكلم ..
لانني لا اتقن الهولندية…
لكنني اتكلم الانجليزية بطلاقة…
يا للصدفة جليت قرب طاولني و ابتسمت…
جن جنوني وانا اراها قربي…
تبادلنا التحية …شرحت لها انني لا اعرف لغتها…
ضحكت …
فهتفت الى النادل و اهدتني نبيذا…
و شربنا معا..
و اخبرتني عن اسمها :””ساندرا داريمونت””..
واخبرتها عن اسمي…
لم تعتقد ان اكون عربيا او افريقيا للون بشرتي…
لكنها ارتاحت لكلامي…
و هكذا التقينا مرارا ومرارا…
كانت تكلمني عن المو سيقى الكلاسيكية..
عن “موزارت” و “”ستانيسلافسكي” وعن وعن …
وتعلمت منها كيف انصت الى …
اشياء كانت بالامس غريبة عني…
تعلمت من لقاءها ان ارى نفسي..
عاريا من ملابس الحضارة عندهم..
كنت افريقيا ..لكن ابيض البشرة…
امها ،عند اول لقاء،هاجمتني لانني عربي..
وصمتت…
لكن عند اللقاء الثاني :””صمتت وانا اتكلم ….تعلمت مني ان تحترم من لا تعرفه “”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube