لماذا تدمير الأمكنة ?: يقصفون العمارات. تتحول المنازل تحت قوة الانفجار إلى كومة ركام.

ابو النصر الخضراء
رغم ذلك لم تنتهي خطة الدمار. يرجعون إلى أكوام الدمار. يجرفون اكوام الخرسانة. ويحملونها إلى داخل الخط الأخضر بواسطة شركات مقاولة تنقلها وتعيد تدويرها.
هكذا فعلوا بمدينة رفح. لاأثر للمدينة. لاشوارع لامنازل لاشجر.. أرض ترابية ورمل. لا معالم ترشدك .حتى الأرض التي كان يقف عليها منزلك محوه. لاشيء سوى الفراغ واليباب والسماء الخالية إلا من بعض الغربان الباحثة عن بقايا دم وديدان.
لماذا كل هذا الإصرار على محو الأمكنة. يريدون محو تلك الفاصلة التي تربط الذاكرة بالمكان. يريدون محو التاريخ الذي من الممكن أن يرويه كل حجر. يريدون إقناعك من خلال محو المدينة أن يقولوا لا تاريخ لك هنا. اذهب بذكرياتك إلى مدن أخرى وغني عتابا هناك..يعتقدون أن غياب الأمكنة سيفضي إلى محو الذاكرة. ولكن ماذا عن الأرض..هل مازالت واقفة..هل تستطيعون اقتلاعها .. إذا كل ما فعلتم هباء. المنازل سيعاد بناؤها. والزيتون سيزرع من جديد..وستلد النساء أجيالا أكثر حقدا. لم تنتهي المعركة. لأننا لسنا هنودا حمر. نحن جزء من حضارة أضاءت الكون. لسنا عابرون. ولسنا كيان مصطنع لخدمة اساطير واراجيف وخرافات سخيفة ولخدمة غرب يبحث عن النفط. قد يكون حاملي هذه الحضارة اليوم غير امينين. ولكن المخزون لهذه الحضارة لاينضب. والمستقبل لنا. لأننا أصحاب مشروع إنساني. ولانكم أصحاب مشروع دموي شيطاني. اي قوة مهما علت زائلة. ولا يبقى الا الصحيح من المبادئ والأفكار.فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ . صدق الله العظيم
