*كلمات* .. في بوصلة القلب

——————————
*خدمة إبادة الفلسطينيين .. من أحمد الشرعي إلى أحمد الشرع*
أحمد ويحمان ×
*”استفت قلبك ولو أفتاك الناس” !* هذا حديث شريف . من وحيه نستلهم *كلمات* اليوم إلى بعض المترددين حتى الساعة في إدانة تطبيع النظام السوري الجديد مع كيان الإجرام الصهيوني . وهو بوصلة أخرى إلى جانب فلسطين، لا يضيع من اهتدى بهما، وضاع، في المقابل، بالتأكيد، كل من تجنبهما .
*1. بين لحظة الفضيحة ولحظة السقوط*
حين كتب المغربي أحمد الشرعي مقاله المشؤوم بعنوان “كلنا إسرائيليون”، لم يكن مجرد تعبير فردي شارد أو زلة قلم، بل كان إعلانًا صريحًا عن مسار كامل من الولاء للمشروع الصهيوني في بلادنا. هذا المقال لم يمر مرور الكرام، بل أثار نقاشاً واسعاً لا يزال متواصلاً، لأنه وضع الأصبع على الجرح : وجود فئة من النخب المرتبطة بمراكز النفوذ الدولي، ترى في خدمة الكيان الغاصب رهاناً استراتيجياً لمستقبلها، ولو على حساب دماء الشهداء ومصالح الأمة. وبالمثل، تأتي خطوة النظام السوري الجديد لتُسقط ما تبقى من أوهام. إذ اجتمع وزير خارجيته المدعو أسعد الشيباني في باريس بوزير الاستراتيجيا في حكومة الحرب والإبادة برئاسة مجرم الحرب نتانياهو. لحظة كهذه ليست تفصيلًا، بل هي سقوط سياسي وأخلاقي مدوٍ، يضع أحمد الشرع، رئيس هذا النظام، في خانة واحدة مع أحمد الشرعي: كلاهما وجهان لعملة واحدة، هي عملة الانخراط بالمشروع الصهيوني.
*2. الخيانة بوصفها تحولًا بنيويًا*
من الناحية السياسية، التطبيع مع الكيان الصهيوني لم يعد مجرد “خطيئة” أو “خطأ تقديري” كما يحاول بعض المبررين تصويره. بل هو، في جوهره – وفي أقصى أحوال افتراض حسن النية – تحول بنيوي في موقع الفاعل داخل معادلة الصراع :لم يعد النظام الذي يُطبع طرفًا عربيًا أو إسلاميًا مترددًا، بل صار جزءًا مباشرًا من شبكة الهيمنة التي يقودها المشروع الصهيوني. لم يعد التطبيع مجرد تنازل في العلاقات الدولية، بل شراكة في الجريمة، وتواطؤ مع الإبادة المستمرة في غزة. وهنا تكمن خطورة ما وقع في باريس : إن ما جرى ليس فقط اجتماعًا عابرًا بين وزيرين، بل هو إعادة تموقع للنظام السوري الجديد داخل الخندق الصهيوني الغربي.
*3. الأبعاد الرمزية للخيانة*
من الناحية الرمزية، تمثل هذه الخطوة طعنة في تاريخ سوريا القومي المقاوم، الذي كان له وزنه في معارك الأمة ضد العدو، من حرب 1973 إلى دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية. بهذا المعنى، لا يخون أحمد الشرع فقط حاضر فلسطين وغزة، بل يخون أيضًا ذاكرة الشهداء السوريين والعرب الذين ارتقوا في مواجهة الاحتلال. إن التقاء الشرعي والشرع هو التقاء لخيانة المغرب بخيانة المشرق و بما يُظهر، بجلاء، أن المشروع الصهيوني واحد، وخدمته وحدة وأن أدواته تتوزع بين “مثقف” مبرر في المغرب و”رئيس” مُطبع في دمشق، وأن كليهما ينخرطان في مخطط استراتيجي يهدف إلى تفكيك الأمة، وضرب مركزيتها، وتصريف خطاب مموّه عن “الإصلاح” أو “الحداثة” أو حتى “الثورة”، بينما الجوهر هو: خدمة كيان الإبادة .
*4. مسؤولية النخب والمراهنين*
الأخطر من فعل الخيانة ذاته، هو سكوت أو تواطؤ بعض النخب التي راهنت على هذا النظام الجديد، وامتنعت عن إدانة خطوته المشؤومة، بل وذهبت بعض الأصوات إلى تبريرها بذريعة “الضرورات” و”التحولات الدولية”. إن هذا الموقف لا يُغتفر؛ لأن السكوت عن الخيانة إسهام فيها على نحو ما، ولأن التبرير يشرعن الانزلاق ويمنح الخونة غطاءً سياسيًا وأخلاقيًا.
*5. البوصلة لا تُخطئ*
لقد أكدت القوى الحية في المغرب، وعلى رأسها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين في بياناتها كله أن أي تطبيع مع كيان الإجرام الصهيوني يمثل :+ طعنة في ظهر فلسطين ومقاومتها.+ شراكة مباشرة في الإبادة الجماعية. وعليه، فإن تطبيع النظام السوري الجديد، يدرجه في خانة أنظمة التطبيع الغادرة بأرواح الشهداء في غزة وعموم فلسطين. وهذا ما يضع الجميع أمام مسؤولية تاريخية: فإما الاصطفاف في معسكر الأمة ومقاومتها، أو السقوط في وحل الخيانة والاندماج في المشروع الصهيوني. *آخر الكلام* إن التاريخ لا يرحم. وأمة ما تزال تنجب المقاومين في غزة ولبنان واليمن … لن تغفر للشرعي أو الشرع ولا لكل من يحذو حذوهما، في الأمة مغربا ومشرقا . و ستبقى فلسطين هي البوصلة والمعيار، وكل انحراف عنها ليس سوى اندماج في المؤامرة الصهيونية.ولمن لا يزال يلابسه شيطانه في هذا الأمر الواضح الفاضح، فليعد لتفاصيل الحديث الشريف الذي يتحدث عن كيف كان الرسول (ص) يجمع أنامله الشريفة وينكت بها على صدر وابصة بن معبد رضي الله عنه ويحدثه عما حاك في القلب وتردد في الصدر ويأمره أن يستفتي قلبه .
فيا أيها المترددون ؛ ألم يحك في قلوبكم ويتردد في صدوركم لقاء باريس بين شيباني الشرع ووزير الإرهابي نتانياهو ؟!إذاةاستفتيتم قلوبكم وضمائركم فلم يظهر لكم شيء فأعيدوها ثلاث مرات .. لأن الرسول الكريم (ص) توقع ثقيلي الإدراك في أمته وأكد على ثلاث .. لكن بعد المرة الثالثة، افحصوا بوصلتكم فإنها بالتأكيد قد خربت .
المجد والخلود للشهداء.والخزي والعار لكل المطبعين، مهما تلونت وجوههم أو تعددت أقنعتهم.وآخر دعوانا أن اللهم اسق عبادك وبهائمك !
————————-
× رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع