حيمري البشير

وبالوالدين إحسانا خصال اندثرت في الغرب

بل حتى القيم التي ربونا عليها من أخرجونا لهذا الوجود فشلنا ما حاولنا لزرعها في أبنائنا .لا لشيئ سوى أن القيم التي ربونا عليها آباؤنا فشلنا نحن في زرعها في أبنائنا وبناتنا في الغرب.وإذا أسررنا على تلقينها لأبنائنا لتنتقل من جيل إلى جيل ،فسنفشل في غرسها مهما حرصنا .كنا ونحن صغارا نسمع من حين لآخر من فقيهنا المبجل سي أمحمد الداودي رحمة الله عليه (دائما وأبدا عندما يحضر أحد الآباء أوإحدى الأمهات تشتكي للفقيه من فلذة كبدها للمشاكل التي يسببها للأسرة وعصيانه لأوامر والديه ،يعطينا درسا يذكرنا فيه بطاعة الوالدين ،مذكرا إيانا (بالآية التي تبتدأ وبالوالدين إحسانا فباتت هذه قيم ينقلها جيل بعد جيل ،ونتحمل نحن اليوم في الغرب اندثار هذه القيم في أبنائنا وبناتنا وهي قيم كان الآباء والأجداد حريصين على غرسها في أبنائهم وبناتهم ،اليوم أصبح من باب المستحيلات أن يقتنع الجيل المزداد في الغرب بهذه المصطلحات والتي أصبحت غير مقنعة لدى الغالبية القصوى من المزدادين في الغرب لأنهم أصبحوا يتقاسمون القيم التي عاش عليها من يعاشروهم في كل مراحل التعليم ،إلا من رحم ربك .يقولون أنت ملكنا ،وهذا مصطلح يعني الكثير عندهم كجيل ازداد في الغرب ،ويعني عندنا كذلك فشلنا الذريع في زرع القيم التي زرعها آباؤنا وأمهاتنا وفقيهنا سي أمحمد رحمة الله عليه .هذه حقيقة لا يمكننا أن نخفيها باستمرار كنا نسمع النصيحة في المسجد والمدرسة وحتى في الشارع ،والحديث الأبرز الذي كان الآباء والأمهات والعلماء الأجلاء ،محاولة غرسه فينا حتى يصبح متداول من جيل إلى جيل ونربي الأجيال على القيم النبيلة (الحديث الصحيح ،إذا مات الميت انقطع عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية أولد صالح يدعو له أوعلم ينتفع به)فهل استطاع الآباء في الغرب غرس ذلك ،رغم أننا من حين لآخر نصلي جماعة في البيت تيمنا بما كنا نسمعه دائما عليكم بالجماعة ،وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد وووو.وقد يتحمل الآباء والأمهات على حد سواء فقدان الكثير من القيم في مجتمعنا في الغرب ،وأعتقد أن المسؤولية مشتركة بين الوالدين ومؤسسة المسجد التي يجب أن تلعب هذا الدور ،الإمام والفقيه الحريص بتحفيظ القرآن كما حفظه لنا فقهاؤنا الأجلاء ومدرسونا الذين كانوا حريصين على القيام بدور نبيل في غرس قيم نبيلة باتت مفقودة حتى في مجتمعاتنا العربية لا لشيئ سوى أن التغيير الذي حصل في مجتمعاتنا العربية الإسلامية بات واضحا فالكتاتيب والفقهاء الذين كانوا يلعبون هذا الدور في المجتمع المغربي ،شابه تحديث أفسده الدور الذي كان يلعبه جل الفقهاء الأجلاء وغاب الإحترام الذي كنا ونحن صغارا نكنه لفقهائنا الأجلاء وغابت بالتالي القيم النبيلة التي أورثها جيل لجيل .اليوم في الغرب الذي يطلق عليه جيل انقرض ولم يعد له وجود الغرب الكافر ،وهذا مصطلح يحمل في طياته ومعانيه الكثير لا لشيئ سوى أن الغالبية من أبنائهم وأقصد المجتمعات المسيحية يحملون قيم الإحترام والحشمة والحياء ما لا يحملها أبناء المسلمين رغم أنهم عاشوا بين ثقافتين مختلفتين كان الأجدر أن يمسكوا بالقيم المستمدة من القرآن ومن الحديث والسنة ويكونوا حريصين ومسؤولين أمام الله لنقلها من جيل لجيل ،ستكونون نحن الآباء والأمهات مسؤولون على تربية أبنائنا وبناتنا ،وسنتحمل فشل التربية التي تلقاها أبناؤنا وبناتنا لأننا لم نستطع أن نكون قدوة حتى ينتقل الإسلام الذي نريد من جيل إلى جيل ،وبالتالي فمن أسباب فشل المسلمين في الغرب في التربية التي نريد تتحملها الأسرة أولا ومؤسسة المسجد وجمعيات المجتمع المدني ،والآباء والأمهات ،لأنهم اهتموا بالدنيا ونسوا غرس الأخلاق النبيلة حتى ينقلها جيل إلى جيل .حتى يفهم الأجيال المزدادة في الغرب مصطلح وبالوالدين إحسانا ويقنعوا بدورهم أقرانهم من المسيحيين بسمو القيم الإسلامية وضرورة نقلها من جيل إلى جيل .الحضارة الإسلامية قيم ومبادئواستمرارها يتجلى في الحرص على غرسها والتذكير بها يوميا في الجيل المزداد في الغرب ولعل الشابة المغربية المهندسة التي فضحت شركة مايكروسوفت ومسؤوليتها المشتركة في قتل الأبرياء نموذج حي يجب أن يحتذي ويهتدي به كل مسلم ومسلمة ،نحن جميعا مسؤلون على الجيل المزداد في الغرب ،وإذا استمرّ الإهمال في بلداننا وفي الغرب بحفظة القرآن المسؤولون على غرس القيم في أبنائنا وبناتنا فسنتحمل المسؤولية جميعا أمام الله ،وبالله التوفيق والسلام.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID