حيمري البشير

ترامب الرئيس الذي يبتزّ الشرق والغرب

صرت مولعا بمتابعة خرجات الرئيس الأمريكي المنتخب،ويبدو لي أنه لم يعد يميل لا للشرق ولا للغرب ،لأنه أصبح صديقا لبوتين وعدوا لزيلنسكي الذي زاره قبل يومين في البيت الأبيض ،ليفتح معه نقاشا حول الأراضي التي احتلتها روسيا وحول السياسة التي يريد نهجها للخروج من المأزق الذي تعيشه أوكرانيا التي استنزفت أوروبا بكاملها وأدخلتها في نفق لم تستطع الخروج منه ،ولم تستطع حتى وقف الحرب .ترامب الرئيس المخادع تكلم بوضوح مع زلينسكي عن الشروط التي يريد فرضها ،عليه لإيقاف هذه الحرب التي أنهكت اقتصاد العالم الغربي وكلفتها الباهضة التي أصبح الجميع يريد وضع حد لها لأنها أدخلت الجميع في أزمة اقتصادية.ترامب قالها بصراحة بأن سياسته تختلف عن سياسية الذي خرج من البيت الأبيض،فإذا كان بايدن قد أنهك الإقتصاد الأمريكي والغربي بصفة عامة فالرئيس ترامب لايريد دعم أوكرانيا في مواصلة هذه الحرب المدمرة بدون ضمانات ،ولا يريد حتى دخول حرب مدمرة مع روسيا التي تجمعهما علاقات ود .هل يمكن القول أن الحرب الأوكرانية الروسية قد انتهت بفشل بايدن في الإنتخابات؟وعودة ترامب للبيت الأبيض والذي أصبح يتحدى الشرق والغرب معا بسياسته الغير الواضحة الأهداف ؟لكنه بالمقابل هو يستمر في دعم سياسة إسرائيل في تهجير كل الفلسطينيين من غزة ويعبر عن طموح تحلم به إسرائيل للإستلاء ليس فقط على غزة وبحر غزة الغني بالنفط والغاز وإنهاء حلم الدولة الفلسطينية، بل لإحياء حلم إسرائيل الكبرى ،لأن طموحه بدأ يزداد بوأد فكرة الدولة الفلسطينية ورفع سقف التحدي اتجاه المجتمعين في مصر لوقف التهجير .ترامب أو الرئيس الذي خرج عن جادة الصواب أوبالأحرى الأحمق بكل المقاييس يتحدى العالم ولا يبالي ،ويبحث فقط عن مصالح أمريكا ،لم يعد له صديق في العالم فحتى سبتة ومليلية المدينتان المحتلتان من طرف إسبانيا ناب عن المغرب والمغاربة في مطالبة إسبانيا بالخروج منهما وتحريرهما ،ولا نعلم الأسباب والأهداف من وراء تصريحاته حولهما ..العالم بات مهووسا بمتابعة خرجاته الإعلامية،التي لا تخلو من مفاجآت ،بل يريد تغيير العالم بسياسته التي تعتمد استعمال القوة .وإذا كانت الدول العربية والإسلامية قد رفعت سقف التحدي باجتماعها لمناقشة أزمة غزة رافضة للتهجير ،ومطالبة بحل الدولتين لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط ،فإن ترامب بات مهووسا بالسيطرة على المزيد من الأراضي .بصراحة أصبحت لا أفهم مايجري في العالم من تناقضات،هل نتجه للقطب الواحد أم سيحتد الصراع بين القطبين لتندلع حرب عالمية ثالثة تؤدي لكارثة يذهب ضحيتها الملايين من البشر .علامة استفهام كبيرة تبقى مطروحة بدون جواب .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID