حيمري البشير

ترامب يفتح جبهات متعددة في العالم

يبدو أن رئيس الولايات المتحدة فتح جبهات عديدة في العالم ،وقد بدأها بدول الجوار كندا وبنما وغرينلاند وكلها مناطق إما مستقلة وعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة وإما تتمتع بحكم ذاتي لكنها خاضعة لدولة أخرى كغرولاند .بالإضافة لهذه الدول الثلاثة فقد قرر فتح حرب مع الإتحاد الأوروبي والمكسيك والصين في الطريق وهدّد بفرض رسوم جمركية ومراجعة الإتفاقيات التجارية مع العديد من الدول .وسال لعابه لإضافة غزة لكي يجعلها جنة الشرق الأوسط ،ويبدو أن أحلامه مازالت كبيرة بالسيطرة على الإقتصاد العالمي وقيادته للقطب الواحد الذي يسود العالم عوض أقطاب متعددة ،ترامب بهذه السياسة فتح جبهات عديدة في العالم وسياسته لن يجني منها سوى العداوة والحرب التي سوف تدمر الإقتصاد الأمريكي ،لأنها ستكون حربا اقتصادية بامتياز.لحد الساعة ترامب يتجنب فتح جبهات مع قوى عظمى ويوجد على رأسها روسيا والصين.ولعبة الشطرنج التي يمارسها قد يجني منها ثمارا ناضجة ،لكن لن يضمن له أحد سكوت الدول العظمى التي ذكرت .وعودة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي فيبدو أن نتنياهو سارع للسفر إلى الولايات المتحدة ليطلع عن قرب عن مخططات ترامب فيما يخص السيطرة على غزة وتهجير سكانهاحسب الإقتراحات التي طرحها مصر والأردن ،لكن زعيما الدولتين معا رفعا سقف التحدي وتنازلا على الدعم الأمريكي وقررتا مواجهة ترامب ورفضهما مؤامرة التهجير ،الدول العربية كلها وقفت الند للند مع أمريكا وخرجت غالبيتها ببيانات رافضة للتهجير ومدعمة للول التي بات ترامب يهددها بقطع الدعم عنها في حالة لم تخضع له وتقبل فكرة التهجير.علاقة الولايات المتحدة والدول العربية بدون استثناء ،يطبعها توتر كبير ورفض كامل لمحاولة الولايات المتحدة السيطرة على غزة وتهجيرها أهلها.كنا نعتقد أن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سوف تتغير بتغيير الإدارة الأمريكية ،لكن سياسة ترامب فيما يخص قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يخدم مصالح إسرائيل أكثر من فلسطين .وأن اللوبي الصهيوني المحيط بالرئيس ترامب أقوى مماكان في عهد بايدن .وأن ترامب لا يتكلم نهائيا عن حل الدولتين وتسوية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني .هل ستدعو الدول العربية والدول الإسلامية لمؤتمرات استثنائية لمناقشة الوضع الحالي ،أم سيزداد الإنكسار والتخبط في المواقف السياسية ويفشل الجميع الذين كانوا ينتظرون نهاية بايدن وعودة ترامب لسدة الحكم لفرض السلام على الدولتين معا.في اعتقادي أن الرئيس ترامب يتخبط في ملفات كثيرة ولن يخرج من الجبهات التي فتحها سالما ،بل كثرة الجبهات ستضعفه لا محالة ،والمواجهة الكبرى في الشرق الأوسط عندما يجر نتنياهو ترامب لضرب المشروع النووي الإيراني وهذا صلب الموضوع الذي تناوله مع الرئيس الأمريكي ،إن إسرائيل تلقت ضربات موجعة من الحركة الإسلامية ،وكانت جل هجماتها على المدنيين العزل وتدمير كل شيئ على أرض غزة وإذا انساق ترامب لرغبات نتنياهو فإنه سيتلقى ضربات موجعة .إن زيارة نتنياهو للبيت الأبيض يسعى من ورائها لتأليب ترامب على أعداء إسرائيل في المنطقة،وفرض ضغوط على مصر والأردن لقبول تهجير الفلسطينيين ،لكن مواقف العالم ضد هذا التهجير ،في غياب حل الدولتين ،والسؤال الذي نبحث عن جواب له،هل ستكون تهديدات ترامب مجرد تهديدات بدون رصيد وهل سيصحو العرب من وينهضو على الأقل ليقولوا لترامب لا ،ومن يجرئ من العرب إن يتخذ موقفا حازما من أمريكا وإسرائيل ؟؟؟؟يبدو أن ترامب بخرجاته الإعلامية كثور هائج دخل إلى بيت من زجاج.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID