الجزائر إلى أين تتجه؟
سؤال سوف نجيبه عنه انطلاقا من التطورات الخطيرة التي تجري في المجتمع الجزائري ،ومن التصريحات التي أدلى بها الرئيس تبون في البرلمان الجزائري والذي خصصه منصة جعلت العديد من المتتبعين للشأن السياسي في الجزائر يستغربون من كلامه الخطير الذي نطق به فيما يخص العديد من القضايا والتي لاتنم بتاتا أنها صادرة من رئيس الجمهورية يعي ويزن مايقول لأن الكلام موجه للشعب الذي أصبح أخيرا يعبر عن عدم رضاه عن الوضع في الجزائر.سوف أحاول من خلال ،هذا المقال أن أختار الكلمات،حتى لا يعيب علي أحد كما أعابوا على رئيسهم. بدأ عمي تبون هذه المرة بتوجيه كلام خطير للمعارض بوعلام صنصال المعتقل على إثر التصريحات التي أدلى بها عن حقيقة مدن ومناطق الغرب الجزائري والتي قال عنها بأنها مغربية،ومنها تلمسان ووهران وتندوف كولومبشار ،وقالوا عنه أن أمه جزائرية وأبوه مغربي ،لكنه يحمل الجنسية الفرنسية،وهذا بيت القصيد ،بحيث استمرار اعتقاله ومحاكمته سيزيد من توتر العلاقات بين فرنسا والجزائر ،فرنسا التي يحمل جنسيتها تلح على إطلاق سراحه،ولن تتنازل في مطالبتها للجزائر في طي هذا الملف الذي سيترتب عليه من دون شك تداعيات على مستوى الإتحاد الأوروبي ككل ،مما يعني أن استمرار اعتقاله يعني التصعيد الذي سيترتب عليه عواقب على النظام القائم .آخر الأخبار المسربة تقول بأن الكاتب صنصال هو من أم جزائرية وأب مغربي ويحمل الجنسية الفرنسية نعته تبون في مجلس الأمة الجزائري بأوصاف قبيحة لا تليق بالمقام ومن بين الكلمات التي تفوه بها عمي تبون وصفه الكاتب الفرنسي صنصال باللقيط وكلمات أخرى لا يندى لها الجبين ولا يليق برئيس الجمهورية الديمقراطية الشعبية،عمي تبون النطق بهافي مجلس الأمة الجزائري لقد بلغ قمة الغضب وهو بذلك لا يريد إغلاق ملف صلصال وإطلاق سراحه بل يسعى إلى التصعيد مع فرنسا التي تطالب بإطلاق سراحه لأنه يحمل جنسيتها ولا أعتقد أنها ستتخلى عنه .في اعتقادي أن مايجري من غليان شعبي والذي رفع شعاره،(ما رضيين على مايجري في البلاد) شعارات رفعها الشباب الجزائري ضد مايجري في البلاد من فساد ونهب وتهريب للأموال إلى الخارج والذي دفع بالعديد من الجنرالات إلى الهروب إلى الخارج هربا من تدهور الأوضاع والفوضى الخلاقة التي تهدد الجزائر ،وسوف من دون شك تزداد بسبب تصريحات عمي تبون في مجلس الأمة ،والتي بدأت قنوات الصرف الصحي توجه الإتهامات الرخيصة للمغرب وتقول بأن المخزن المغربي هو الذي يقف من ورائها ،كلام واتهامات تعبر عن غياب النضج لدى النظام القائم. في الجزائر ما استخلصه المتتبعون من خطاب الرئيس تبون في مجلس الأمة ،هو ازدياد التوتر مع فرنسا بسبب الإتهامات الموجهة لمواطن يحمل الجنسية الفرنسية ،والذي تلح فرنسا على إطلاق سراحه،وخطاب تبوني مجلس الأمة فيما يخص صلصال سيدفع فرنسا لطرح ملفه على مستوى الإتحاد الأوروبي ،مما يعني تعميق الأزمة في الجزائر والتي تعرف غليان شعبي واعتقالات وسط الشارع ومحاكمات وهروب جماعي لجنرالات بالجملةهروبا من انفجار شعبي في الجزائر على وشك الحدوث كما وقع في سوريا ،مما يعني أن الجزائر على شفى حفرة من تكرار ماوقع في سوريا وكل المؤشرات تؤكد ذلك.الجزائر تريد إدخال المنطقة كلها في توتر ،وتشير الأخبار أن الرئيس الموريتاني بعد زيارته الغبر المنتظرة للمغرب ومباشرة بعد عودته لبلادها قام بتغيير جدري على مستوى المؤسسة العسكرية التي كانت تخطط لانقلاب عسكري يعادي المغرب ويخطط لإغلاق الحدود الجنوبية مع المغرب لتشديد الخناق عليه،إلا أن الرئيس الموريتاني فطن بالمخطط الجزائري وقام بتغيير كبير على مستوى المؤسسة العسكرية ويتواجد حاليا في الإمارات العربيةوكذلك العاهل المغربي ومن دون شك النظام القائم في الجزائر وخطاب تبون في مجلس الأمة يبين ردة فعله عن فشل المؤسسة العسكرية في موريتانيا في إحداث انقلاب على الرئيس الموريتاني وتشديد الحصار على المغرب .هذه التطورات التي تحدث في المنطقة وتواجد جلالة الملك والرئيس الموريتاني في الإمارات العربية المتحدة والتي تتهمها الجزائر بدعم الإنقلابات التي تحدث ،بالإضافة إلى تحرك الشارع الجزائري برفع شعارات تنتقد النظام من خلال هاشتاغ (ماحنا راضيين)وتصريحات تبون الغير الأخلاقية فيما يخص صلصال المعتقل بسبب تصريحات أدلى بها بمغربية مدن تلمسان وهران وتندوف وبشار بأنها مدن مغربية ضمتها فرنسا للجزائر وهروب جنرالات للخارج ومطالبة فرنسا الجزائر بإطلاق الكاتب صلصال كلها إشارات تؤكد أن ملف صلصال سيطرح على مستوى الإتحاد الأوروبي وأن الجزائر ستعرف لا محالة مزيدا من التوتر الإجتماعي والذي سيدفع إلى مزيد من الفوضى في البلاد وفرنسا إذا طرحت ملف صلصال على مستوى الإتحاد الأوروبي معناه سيزيد الغليان الشعبي الذي يتوق للحرية ووقف الفساد ورحيل نظام العسكر المستبد والذي يهرب أموال البترول والغاز إلى الخارج ويفقر شعبه.
حيمري البشير كاتب صحفي ورئيس تحرير قناة إخبارية كوبنهاكن الدنمارك
