وصلنا لنقطة اللاعودة نعيش في مجتمع يرفضنا ولا نستطيع العودة إلى مجتمع يرفضنا كذلك
قريبا سنقتنع بهذه الحقيقة المرة التي أصبحت تظهر شيئا فشيئا من خلال إصرار من يقود سفينة الحكومة ،ليس إلى شاطئ النجاة بل إلى أعماق المحيطات التي تغمرها أمواج هوجاء،أقصد تسابق محموم بين سياسيين ،لإغراق المجتمع في عواصف لن يسلم منها أحد ،سوى من يمتلك المال للوصول إلى شاطئ النجاة،عفوا ربما لم أحسن التعبير عما يخالجني فما أقصده هو من استطاع أن ينهب ويجمع ويكدس المال الحرام في البنوك الأجنبية ويأتي يوما لا يجدها وعيون كثيرة تراقبها وسيأتي اليوم الذي سوف يصادرونها كما قرر زعيم أمريكا قبل الأوان.لقد أصدر أمره المطاع بمصادرة كل الأموال الذي هربها الزعماء الذين حكموا العراق بعد صدور حكم الإعدام على صدام،وحكموا العراق بقوة النار والحديد ،وأشعلوا نار القبلية والعصبية وحكموا البلادبقوة النار والحديدولم يحققوا ماكان الشعب يتطلع إليه من حرية وديمقراطية ،واقتسام ثروة البلاد.هل حقق الشعب العراقي ماكان يحلم به من مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة والديمقراطية واقتسام الثروة.لا أعتقد ذلك .هل خرجت أمريكا من العراق بعد سقوط الرئيس صدام والحكم عليه بالإعدام شنقا ؟أمريكا لازالت قواعدها جاثمة في العراق؟أمريكا هي المسؤولة عن عدم الإستقرار في العراق،أمريكا وجنودها سيبقوا في العراق حتى يشعلوا حربا طاحنة تأكل الأخضر باليابس ،وسيكونوا هم وقودها بين السنة والشيعة .ليس العراق وحده قنبلة موقوثة قابلة للإنفجار في كل حين.فبلدان الجوار زرع فيهم فرقاء يتربصون بعضهم ببعض ،في سوريا المجزأة وهم مستمرون في التواجد يسيطرون على آبار الغز والنفط ويزرعون الحقد بين السوريين ويشعلون فتيل القتل والدمار متى شاؤوا عندما يكتشفون بوادر المحبة وجمع الكلمة بينهم.وكلا الفريقين زرعت فيهم الكراهية لدول الجوار تركيا ولبنان .وإذا انتقلنا إلى مستنقع العرب الكبير فهم مجتمعون يملكون البترول والغاز ويعيشون حياة البدخ والطرف لا تهمهم الحرب الدائرة في فلسطين ويقفون موقف المتفرج في مسلسل القتل والدمار والتجويع الذي يتعرض له سكان غزة .هم مساهمون بصمتهم فيما يجري ،أتساءل لماذا سكتوا ولم يساندوا الحكم الصادر في محكمة الإنصاف هكذا أريد تسميتها كلهم لم يجرؤوا على التعبير على اعتقال زعماء إسرائيل الذين أثبتت التقارير مسؤوليتهم عن مقتل أكثر من ثمانية وأربعين ألف فلسطيني منهم من لازال تحت الأنقاض.وتدمير مدن بكاملها ،وسيتسابق العرب المستعربة في المساهمة في بناء متدمره النتن ياهو والقوات التي كان يقودها غلانت.أستغرب وأنا أتابع مايجري لماذا لم يجرئ أحد من القوميين العرب والحكام المسؤولين التعبير عن ارتياحهم عن القرار الصادر من محكمة الجنايات والتي يرأسها بالمناسبة قاضي باكستاني مسلم حاول النتن ياهو توجيه اتهامات له بالتحرش ضد قاضيات يشتغلن في المحكمة ،وهذه هي الطرق الدنيئة التي تستعملها إسرائيل لتعطيل الدور الذي تقوم به هذه المحكمة،لحد الساعة مائة وخمسون دولة لا يستطيع المحكوم عليهما السفر إليها،ولحد الساعة لم يصد أي قرار من يقود العرب المستعربة،خوفا من ردة فعل من النتن ياهو فلا الأردن ولا المملكة العربية السعوديةولا مصر ولا البحرين ولا الجزائر بلد المليون ونصف شهيد ولا تونس قيس سعيد ،ولا ………هم يجيشون الإعلام بالمال ضد كل صحفي شريف يفضح أسرارهم ويعري مؤامراتهم .العرب ساكتون ينتظرون الفرج والصراع يحتدم بين الغرب والشرق ليس بسبب ماجرى في غزة ولا بسبب قرار المحكمة الجنائية ولكن بسبب الصراع بين أوكرانيا وروسيا ،سيعذبهم الله بأيديهم وليس بأيدي المؤمنين ،وستكون الشعوب وقودها ،اللهم لا تهلكنا بما فعله السفهاء منا ،وقنا شر الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا واحفظ الشعب الفلسطيني من النار المشتعلة في غزة والتي لن تسلم من لهيبها حتى مصر وكافة الصامتين عن نصرة المستضعفين الذين لاحول لهم ولا قوة إنك سميع مجيب وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك