القضية الوطنيةمستجداتمقالات الرأي

ملتقى أرض تيرس.. منبع التاريخ والأمجاد

احمد بابا اهل عبيد الله – باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية

للموسم الثاني على التوالي، وبحضور ساكنة جهة الداخلة وادي الذهب وبحضور شيوخ وأعيان مختلف القبائل بالجهة. يحي مجلس الجهة بقيادة الخطاط ينجا، تاريخ و أمجاد لكلات على ضفاف جبال منطقة الكلات (إقليم أوسرد) أرض المقاومة والشموخ ذكرى احتفال المغاربة بال 69 لعيد الاستقلال المجيد.

وقد أختار مجلس الجهة برئاسة الخطاط ينجا، مكاناً وقلعة مناسبة للإحتفال بعيد الإستقلال المجيد ،لما لهذه القلعة و الأرض من قوة في ذاكرة أهل الأرض لما عرفته من صمود وتلاحم بين جميع مكوناتها وقبائلها للدفاع عن الأرض والعرض والصمود في وجه المستعمر الفرنسي والإسباني الغاصب إبان معركة الكلات الخالد سنة 1958 ،و التي كانت عنوان للصمود والمقاومة والمجد جسد فيها الصحراويين المغاربة أبرز البطلات والانتصارات في وجه المستعمر الفرنسي والاسباني.

وكانت هي الإجماع ورمز الكفاح بين جميع مكونات القبائل الصحراوية في الأقاليم الصحراوية المغربية وهي رابط وامتداد لمقاومة جيش التحرير في المغرب في عهد الملك محمد الخامس رحمة الله عليه حيث قدم لها العتاد والسلاح.

وبرجوع إلى معركة لكلات الخالدة، في هي إحدى المعارك البطولية التي خاضها أبناء المقاومة بجهة الداخلة وادي الذهب، والتي وقعت في شهر فبراير 1958، ضد المستعمر الفرنسي والإسباني بمنطقة تيرس إقليم أوسرد “الكلات”.

وجاءت هذه المعركة البطولية بعدما اشتدت قوة ضربات المقاومة في المنطقة، وقد دارت رحى هذه المعركة بمنطقة لكلات الوعرة التضاريس بعد عدد من المناورات التي قام بها الجيش الفرنسي بالجنوب الشرقي للمنطقة، حيث واجه أفراد المقاومة جحافل القوات الاستعمارية الإسبانية من الغرب، والفرنسية من الشرق والتي تحالفت للقضاء على قوات المقاومة في سياق عملية تسمى “كوفيون” بمعنى المكنسة.

حيث تحصنوا أفراد المقاومة في مرتفعات لكلات التي ساعدت تضاريسها الواعرة وبسالة قيادتها وحكمتهم في تجنب العديد من ضربات القوات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية.

وقد امتدت شرارة المعركة من الساعة السابعة صباحا حتى غروب الشمس، وأسفرت هذه المعركة بقيادة المقاوم غوثاه ولد عبيد الله والشهيد محمد سالم ولد بهاية عن إسقاط إحدى طائرات العدو، فيما استشهد عدد من عناصر جيش التحرير وأصيب آخرون بجروح خطيرة.

*وقد استشهد في المعركة:

ـالشهيد محمد سالم ولد بهاية

ـالشهيد محمد سالك ولد محمد اسماعيل

ـالشهيد الشيخ ولد ميشان

* أما الجرحى فهم:

ـ احمدبابا الطالب عمار

ـ الگلب ولد احمد زين

وفي هذا المقام يقول الشاعر السييد ولد ألمين ولد بوسيف مخلدا هذه المعركة قائلا:

لحك للي ما متــــــــــــهوم *** منو حد ولاهو ملــــــيوم

من شي خالك من كَبل اليوم*** يكون ابشي فيه الخلاف

الروم والعرب والمــــعلوم *** من الناس أزويا وأشراف

يوم انظل البرود يكــــــوم *** ويسهدي لعياط التـــلاف

عرفو عن لكَلات المحكوم *** منهم ما لحكَوه ولا شاف

حد اعليها شي ذيك الكَوم *** ستين اتفاتن ســـــة الاف

عاكب ذاك امنين اتخطى *** واعد واد إشياف انشاف

شارب باللجمة لين أعطى***عن واد إشياف بلكـــــتاف

ويقول الشاعر محمد عبد الله ولد امامة أيضا في هذا المقام :

‎حذاري من التكاذب و الخلاق *** على غرض ومن رد الفيافي

‎حدثني عن قتال بنو دليم **** على ماء القلاتي والشياف

‎جنود الكفر اذ زحفو اليهم *** فذاقو مر عارقات الزحاف

‎فولوا هاربين على قفاهم *** واعتبرا حاميتا الانعطاف

‎فينبحوهم بذوات التسع نبحا *** يطير بيه الفؤاد من الشقاف

‎فذاق البعض علقما صريعا *** وذاق البعض ذلة الانصراف

‎فهزم بنو دليم اعدائهم *** كهزم الاسد للغنم العجاف

‎كأنهم للأعداء صخور *** ململمة تحضر في الجراف

‎وكم لملكهم خلصوا وجادو *** لشعبهم بالمظفر من التلاف

‎وكم بذلو لقاضدهم نوى *** وكم جنحو لمعتر وعاف

‎يمينا بالنجائب عامدات *** الى البيت المعظم بالطواف

‎وبالخيل المغيرات قد تراعت *** الادراك الثبور والانتصاف

‎لكم نصرا يا أل بنوو دليم *** اذا اعتدو يجهدو بالتلاف

‎ويثبتهم على الهجاء *** عزم ترد بيه على الصدود

‎والانحراف اذا ترك الجحاجع *** من ظلم ضريع لا يعد القوافي

‎ويكفيكم بربكم يقيتا ليس *** لعبده المؤمن من كا قحيكم

الى الخيرات ساعي *** وميتكم الى الجنة صاف

وكما دافع عنها الأبطال في ساحة الحروب وتغنى بها الشعراء في الملتقيات والإفراج، في أرض لكلات هي شوكة “تيرس” التي كانت عنيدة وعصية على المستعمر الفرنسي والاسباني إبان معركة لكلات الخالدة سنة 1958 والتي سطرت قياداتها ورجالاتها على أرضها الطاهرة ومعالمها الشامخة ملامح البطولة والأنفة والشهامة والنخوة.

لذلك، يجب أن تكون “المعركة “تاريخ وذكرى وحاضر ومستقبل يحتفل بها عبر التاريخ وتبقى صورة خالدة مع تعاقب الأجيال والأزمنة، والأجمل من ذلك أن تغرس صورة النخوة والمحبة والشهامة التي سطرها رجالاتها فيما بينهم بتماسكهم وأخلاقهم ودينهم و توحدهم رغم اختلاف القبيلة والعشيرة واللون، وتبقى في أذهان الصغير والكبير ناصعة ومتوارث بين الأجيال والمجتمع لا تغيرها المتغيرات أو الأزمنة.

في الختام، يكونذلك مجلس جهة الداخلة وادي الذهب برئاسة الخطاط ينجا، قد سن سنة حميدة بإشراك أفراح المغاربة و ساكنة الداخلة وقبائها بذكرى عيد الاستقلال من قلب الكلات (إقليم أوسرد ) رمز الأمجاد والدفاع عن الأوطان، وتخليدا لبطولات أبنائها البررة الذين دافعوا عن هذا الوطن بالغالي والنفيس من أجل أن يبقى الوطن شامخاً موحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID