حيمري البشير

إحداث المؤسسة المحمدية لمغاربة العالم واستمرار مجلس الجالية

مجلس الجالية يعبر عن إشادته بالخطاب الملكي ويعرب عن استعداده للمساهمة في تنزيل التوجيهات الملكية السامية،والقائمين على نفس المجلس وجّهت إليها انتقادات  واتهامات لا دعة من عدة جهات ،وطالبتها بالرحيل لأنها فشلت في تدبير وهيكلة هذه المؤسسة والتي صرفت عليها أموالا طائلة من دون أن تحقق الأهداف المنتظرة منها. والسؤال الذي يجب أن نطرحه ونبقى مسرين على الجهات التي كانت مسؤولة على عدم تحقيق الأهداف المتوخاة من تأسيس المجلس أصلا ،هل ستستمرون في المجلس؟ولماذا مادمتم قد فشلتم وهذا بشهادة مغاربة العالم،هل ستشرفون مرة أخرى على تجربة أخرى وبنفس الوجوه التي شاخت وأصبحت غير قادرة على الإبداع وصنع القرار،ورفع التحدي وتنفيذ الرؤيا الملكيةالجديدة،بمجلس الجالية ،ومن حقنا كجالية مغربية كانت تتطلع لاستراتيجية جديدة في تدبير ملف الهجرة وتقديم مقترحات جادةوأفكار من شأنهاجعل الجالية واستثماراتها،قاطرة للتنمية في البلاد وفي تدبير المجلس وفرض مقترحات على الحكومات التي دبرت البلاد وتتحمل المسؤولية  الكاملة في كل المشاكل التي كانت الجالية تتخبط فيها،وكذلك في فشلها في إقناع الجالية بالمشاركة الفعلية في التنمية.لا أريد العودة لتقديم جرد للمعاناة التي كانت تعانيها الجالية في عملية العبور ذهابا وإيابا،وفي عدم جدوى الخرجات الإعلامية للمجلس في أوقات معينة.وفي الصراع  المخفي الذي كان قائما في المجلس ،ولا أريد التعليق على قيل من هذا وذاك ،والصورة التي أصبحت للمجلس بعد الخرجات الإعلامية والإتهامات التي وجهت لرؤوس كان العديد يراها قد أينعت وحان قطافها .شخصيا ويشاركني العديد أن هناك عمل قد أنجز وأبحاث كثيرة  أنجزت وبقيت في رفوف المجلس من دون الإستفادة منها وتفعيلها ،وقد حصلت على نماذج منها أحتفظ بها في مكتبتي الخاصة وبدأت منذ مدة أستفيد منها وأفيد المستمع الذي يتابع برامجي الإذاعية في ضل التحولات الجارية منذ مدة والآمال المعقودة في التغيير والتي تبقى معلقة إلى حين.ومن حق مغاربة العالم الفاعلين في المجتمعات التي يعيشون فيها ماهي الأسباب التي أدت بالمجلس لتحقيق تطلعات مغاربة العالم والأهداف التي كان جلالة الملك باستمرار يذكر بها الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن في المغرب ،مغاربة العالم يئيسوا من توجيه الاتهامات للقائمين على هذا المجلس وللحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن وتأسفوا للصراع  الخفي الذي كان داخل مجلس الجالية.ثم المجلس برأسيه المتصارعان لا يتحملون فشل المجلس في تحقيق الأهداف والتصورات التي كان مغاربة العالم يحلمون بها وإنما الأحزاب السياسية تتحمل جزئ من المسؤولية في فشل المجلس كل التصورات التي تخدم مصالح البلاد .واليوم وبعد كل الفضائح التي تفجرت ألا يمكن القول أن التغيير داخل هذه المؤسسة يجب أن يكون شاملا ويكون التدبير المستقبلي بعقلية جديد وبوجوه جديدة متحابة ومتجانسة تحمل أفكار طموحة وليس عقول تشرق وأخرى تغرب بالمفهوم المغربي .مغاربة العالم أصبحوا مؤثرين في المجتمعات التي يعيشون فيها وعلى الدولة والأحزاب والحكومة أن تعي ذلك  لا أن تخاطبهم في عقر دارهم بأساليب وقحة كما فعل رئيس الحكومة الحالي في تجمع خطابي في إيطاليا قائلا بالدارجة المغربية (شي مغاربة خاصهم إعادة التربية)خطاب يغيب عنه النضج والثقافة السياسية،وله ولغيره من السياسيين المغاربة نقول بأن البيئة والثقافة التي يعيش فيها مغاربة العالم لها تأثير كبير على سلوكهم وأنهم يريدون جميعهم أن يجسدوا القيم الديمقراطية التي تربوا فيها في سلوكهم في بلدهم ،والأحزاب السياسية المغربية الموجودة في الحكومة أوالمعارضة عليها أن تستوعب الدور الكبير وحجم التحويلات التي تحولها سنويا لدعم الإقتصاد الوطني .وبناءا على ذلك تتطلع للإنصاف ،هذا الإنصاف يجب أن يكون فعليا  بالإستماع إلى رغباتهم ،بإشراكهم الفعلي في كل المؤسسات ،والإستماع إلى آرائهم وتهميشهم .إن خطاب جلالة الملك بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء،فيما يخص إعادة النظر في مؤسسة مجلس الجالية لتصبح مؤسسة مهيكلة ومدسترة .وفاعلة من خلال تدبيرها الجيد ،ومن خلال القرارات الوازنة الصادرة عنها .لا نريد مجلسا فاشلا ولكن مجلسا مسؤولا يراعي في تدبير مصالح البلاد ،ويقنع مغاربة العالم ويشاركهم في صنع القرارات التي تقود البلاد إلى مصاف الدول الكبرى .يجب أن نستفيد من التجربة التي مرت بمختلف تجلياتها ونؤسس لمرحلة جديدة بأفكار يحملها رجال استفادوا من تواجدهم الطويل في الهجرة وكذلك من انخراطهم السياسي في بلدان الإقامة وكذلك من طموحاتهم للتغيير الإيجابي في ألمغرب من خلال الإستفادة من تجاربهم في بلدان الإقامة وطرحها على أرض الواقع في بلدهم.إن تعدد المؤسسات المكلفة بالهجرة ،قد يحدث تنافس إيجابي بين مؤسسة المجلس ،والمؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج .شخصيا مازلت لم أستوعب إحداث مؤسسة أخرى تهتم بشؤون مغاربة العالم ومجلسا للجالية أسس منذ سنين ولكنه لحد الساعة لم يحقق ما كان منتظرا منه ،لا نريد أن نسبق الأحداث ،ولكن لا نريد أن يكون هناك صراع بين المؤسستين ويصاحبهما معا الفشل في تحقيق  الطموحات الملكية المعقودة على الفريقين معا،وقديكون التنافس بين الفريقين معا إيجابيا .  

صورة تؤرخ للإجتماعات التأسيسية لمجلس الجالية في فندق حسان بالرباط

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID