حيمري البشير

هنيئا لمغاربة العالم بالإلتفاتة الملكية

ترددت كثيرا في التعبير عن مايخالجني بعد الإستماع كالعادة لكل خطاب ملكي وفي كل المناسبات.هذه المرة كان خطابا استثنائيا انتظره مغاربة العالم بشغف ،ويتعلق الأمر بالتفاتة ملكية لرد الإعتبار لهذه الفئة بعد سنوات من الإنتظار في إعادة هيكلة مجلس الجالية والإستفادة من كفاءات مغاربة العالم في كل التخصصات. والقادرة على المساهمة في إنجاح المشاريع التنموية في بلادنا .إن الإهتمام بالكفاءات المغربية بالخارج كان باستمرار في صلب اهتمام جلالة الملك .وحتى يكون مغاربة العالم والكفاءات المغربية بالخارج لهم دور في إعطاء صورة حقيقية للإنسان المغربي وما يتشبع به من قيم و إعادة هيكلة المجلس الأروبي للعلماء، منذ مدة قرار يندرج في إطار السياسة الجديدة التي يريد جلالة الملك ،أن ينخرط فيها الجيل الجديد المتشبع بالإسلام والقيم البعيدة عن التطرف والإرهاب الجيل المثقف ،المكون في المعاهد والجامعات الأروبية ، القادر على الإنخراط في تصحيح صورة الإسلام الذي يتمسك به المغاربة بعيدا عن التطرف والإرهاب في المجتمعات الأروبية .إذا في اعتقادي أن جلالة الملك يسعى بتوجّهه الجديد أن يتحمل جيل الشباب بالخارج .بثقافته وتكوينه العالي لعب دور في تمسك مغاربة العالم بالنموذج المغربي للتدين ،والحفاظ على صورة المغرب بالخارج.جلالة الملك في خطابه بمناسبة عيد المسيرة،أكد مرة أخرى على الدور الذي تقوم به الجالية المغربية بالخارج في دعم كل القضايا التي تهم المملكة المغربية ويأتي في مقدمتها قضية الصحراء. وفي نفس الوقت أكد جلالته بالدور الذي تلعبه الجالية المغربية في دعم الإقتصاد الوطني،ومن دون شك أن قرار الحكومة اليوم بإلغاء القرارين المتعلقين بالتبادل الإلكتروني للمعلومات والذي كان سيؤثر سلبا على مغاربة العالم وعلى التحويلات المالية لمغاربة العالم قد تم التراجع عنه وسحبه ليتوقف الجدل داخل الفعاليات الجمعوية بالخارج .والحمد لله أن المبادرة الملكية جاءت في وقتها وفي خطاب يتعلق بمناسبة وطنية كل المغاربة متمسكون بالدفاع عنها وكما كانت المسيرة الخضراء ملحمة الملك والشعب ،فإن رد الإعتبار يأتي دائما من حامي الملة والدين وحامي المملكة الشريفة ،والمنصف الأول والأخير لمغاربة العالم،وبعد سنوات من الجمود الذي عرفه مجلس الجالية هاهو جلالته حفظه الله يعطي تعليماته السامية لإعادة هيكلة مجلسا عرف جمودا منذ تأسيسه ،وتعليمات جلالة الملك لإعادة هيكلة هذه المؤسسة ورد الإعتبار للكفاءات التي تزخر بها الجالية المغربية بالخارج ،ستكون من دون شك دعما لكل المجهودات التي يقوم بها جلالته في ترسيخ الديمقراطية وبناء وطن سيكون لا محالة نموذجا بالخيارات التنموية التي يسعى جلالته لترسيخها وفق شراكات متعددة مع دول متعددة .إن خطاب المسيرة لهذه السنة وماورد فيه ،سيعيد الثقة لمغاربة بأن هناك إرادة ملكية صادقة في إشراك مغاربة العالم في الخيارات التي اختارها جلالته لانطلاقة تنموية حقيقية وترسيخ الديمقراطية ودولة الحق والقانون وجلالته حريص على الإهتمام بكل مكونات المجتمع وإشراك كل الكفاءات في عملية البناء والتنمية التي يعرفها المغرب .جلالته يؤكد مرة أخرى أن المغرب سيكون ورشا مفتوحا للجميع ،وباب المشاركة لن يقتصر فقط على مغاربة الداخل لأن في الخارج كفاءات عليا تنتظر الفرصة للمساهمة بدورها في دعم عجلة التنمية في بلادنا .مغاربة العالم من دون شك سعداء بكل ماورد في الخطاب الملكي ،وسيدعمون بإيجاب كل المبادرات الملكية لرد الإعتبار لمغاربة العالم أينما وجدوا .وأعتقد أن مغاربة العالم قد انتظروا هذه الإلتفاتة منذ سنوات ،بعد الجمود الذي عرفه مجلس الجالية منذ تأسيسه،وخطاب جلالة الملك هذه المرة كان واضحا بحيث أكد لأكثر من مرة على الدور الذي يلعبه مغاربة العالم في الدفاع عن قضية الصحراء ،من خلال المنابر الإعلامية والتعبئة المتواصلة من خلال مقالات صحفية تواكب آخر تطورات الملف على مستوى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.ومغاربة العالم يلعبون دورا هاما ومؤثرا في المجتمعات التي يعيشون فيها لأن فيهم كفاءات انخرطت في الحياة السياسية في بلدان الإقامة وأقسمت على أن تؤدي الرسالة السامية للدفاع ليس فقط عن قضية الصحراء ولكن عن كل القضايا التي تهم مصالح بلادنا الأساسية وفاءا لروابط المحبة والإخلاص ودعما لكل السياسة التي ينهجها جلالة الملك الذي يقود المملكة لمصاف الدول النامية التي سيكون لها شأن ليس فقط في إفريقيا وإنما في العالم نظرا لموقع المملكة الإستراتيجي كبوابة لإفريقيا السوق العالمي الكبير في المستقبل

حيمري البشير رئيس تحرير إذاعة السلام بكوبنهاكن الدنمارك

النص الكامل للخطاب الملكي

وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مساء اليوم الأربعاء، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة.

في ما يلي النص الكامل للخطاب الملكي السامي :

“الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.

شعبي العزيز،

نخلد اليوم، ببالغ الاعتزاز، الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء.

وهي مسيرة سلمية وشعبية، مكنت من استرجاع الصحراء المغربية، وعززت ارتباط سكانها، بالوطن الأم.

ومنذ ذلك الوقت، تمكن المغرب من ترسيخ واقع ملموس، وحقيقة لا رجعة فيها، قائمة على الحق والشرعية، والالتزام والمسؤولية. ويتجلى ذلك من خلال :

– أولا : تشبث أبنائنا في الصحراء بمغربيتهم، وتعلقهم بمقدسات الوطن، في إطار روابط البيعة، القائمة عبر التاريخ، بين سكان الصحراء وملوك المغرب.

– ثانيا : النهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية.

– ثالثا : الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي.

وبموازاة مع هذا الوضع الشرعي والطبيعي، هناك مع الأسف، عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن :

– فهناك من يطالب بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت، يرفض السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق.

– وهناك من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي.

لهؤلاء نقول : نحن لا نرفض ذلك؛ والمغرب كما يعرف الجميع، اقترح مبادرة دولية، لتسهيل ولوج دول الساحل للمحيط الأطلسي، في إطار الشراكة والتعاون، وتحقيق التقدم المشترك، لكل شعوب المنطقة.

– وهناك من يستغل قضية الصحراء، ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة.

– وهناك كذلك من يريد الانحراف بالجوانب القانونية، لخدمة أهداف سياسية ضيقة.

لهؤلاء أيضا نقول : إن الشراكات والالتزامات القانونية للمغرب، لن تكون أبدا على حساب وحدته الترابية، وسيادته الوطنية.

لقد حان الوقت لتتحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها، وتوضح الفرق الكبير، بين العالم الحقيقي والشرعي، الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمد، بعيد عن الواقع وتطوراته.

شعبي العزيز

إن المرحلة التي تمر منها قضية وحدتنا الترابية، تتطلب استمرار تضافر جهود الجميع.

ونود الإشادة هنا، على وجه الخصوص، بروح الوطنية التي يتحلى بها المغاربة المقيمون بالخارج، وبالتزامهم بالدفاع عن مقدسات الوطن، والمساهمة في تنميته.

وتعزيزا لارتباط هذه الفئة بالوطن، قررنا إحداث تحول جديد، في مجال تدبير شؤون الجالية المغربية بالخارج.

وذلك من خلال إعادة هيكلة المؤسسات المعنية بها، بما يضمن عدم تداخل الاختصاصات وتشتت الفاعلين، والتجاوب مع حاجياتها الجديدة.

لهذا الغرض، وجهنا الحكومة للعمل على هيكلة هذا الإطار المؤسساتي، على أساس هيأتين رئيسيتين :

– الأولى، هي مجلس الجالية المغربية بالخارج، باعتباره مؤسسة دستورية مستقلة، يجب أن تقوم بدورها كاملا، كإطار للتفكير وتقديم الاقتراحات، وأن تعكس تمثيلية مختلف مكونات الجالية.

وبهذا الخصوص، ندعو إلى تسريع إخراج القانون الجديد للمجلس، في أفق تنصيبه في أقرب الآجال.

– أما الثانية، فهي إحداث هيئة خاصة تسمى “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج”، والتي ستشكل الذراع التنفيذي، للسياسة العمومية في هذا المجال.

وسيتم تخويل المؤسسة الجديدة، مهمة تجميع الصلاحيات، المتفرقة حاليا بين العديد من الفاعلين، وتنسيق وإعداد الاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج وتنفيذها.

وستقوم المؤسسة الجديدة كذلك، بتدبير “الآلية الوطنية لتعبئة كفاءات المغاربة المقيمين بالخارج”، التي دعونا لإحداثها، وجعلها في صدارة مهامها.

وذلك لفتح المجال أمام الكفاءات والخبرات المغربية بالخارج، ومواكبة أصحاب المبادرات والمشاريع.

وإننا ننتظر من هذه المؤسسة، من خلال انخراط القطاعات الوزارية المعنية، ومختلف الفاعلين، أن تعطي دفعة قوية، للتأطير اللغوي والثقافي والديني، لأفراد الجالية، على اختلاف أجيالهم.

ومن أهم التحديات، التي يتعين على هذه المؤسسة رفعها، تبسيط ورقمنة المساطر الإدارية والقضائية، التي تهم أبناءنا بالخارج.

كما نحرص أيضا، على فتح آفاق جديدة، أمام استثمارات أبناء الجالية داخل وطنهم. فمن غير المعقول أن تظل مساهمتهم في حجم الاستثمارات الوطنية الخاصة، في حدود 10 %.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID