بدعوة من السفارة العراقية حضرت معرضا تشكيليا
أولا وقبل كل شيئ أوجه شكري الجزيل على الدعوة التي حضرها فاعلون وفاعلات وناشطون في مختلف الفنون مثقفون استثنائيين مولعون بالنقاش في كل الأمور،مهتمون بواقع العالم العربي المؤلم والبئيس وبالخصوص ماعمره القضية الفلسطينية .كانت فرصتي للإطلاع عن قرب عن الثقافة المتنوعة التي يزخر بها الشعب العراقي المجيد،لازلت أحتفظ بهذا المصطلح الذي ردده الزعماء العراقيون إبان مجد العراق ،قبل أن تتكالب علية القوى العربية والإمبريالية الأمريكية ولو أن العديد من الإخوة العراقيين مازالوا يشمئزون من النظام التي تسبب في مآسي الشعب العراقي ودفعها للهجرة كلاجئين في العديد من دول العالم.ليس هذا موضوعي ولكني بصدق سعدت بهذا اللقاء الذي جمع وجوها لامعة في الرسم والأدب ومجالات متعددة وأنا واثق من ذلك لأن الوجوه التي حضرت المعرض التشكيلي كانت كثيرة ،وظاهر للعيان أنها مهتمة بمجالات أخرى .الوجوه التي التقيتها لأول مرة وأخرى أعرفها من زمان ومرت سنوات لم ألتقي بها وكل واحد له ظروفه وانشغالاته .ولكن في اعتقادي أن اللقاء بهم أحسن لنجدد عرى التواصل ونتعرف على آخر التطورات في العراق وفي الوطن العربي وبالخصوص في فلسطين الجريحة الحبيبة واستعملت الحبيبة لأن عشقنا لفلسطين نحن العرب جميعا لا يوصف وكلنا نأسف عما يعاني منه الشعب الفلسطيني والوطن العربي الذي تعددت جراحاته .المعرض التشكيلي كان فرصة لنا للتعرف على المبدعين والمبدعات من العراق الحبيب ،عراق الثقافة والشعر والشعراء،عراق ناظم الغزالي وبد شاكر السياب وعباقرة الرسم والهندسة والمعمار .المغاربة سيبقى إسم عالق بذاكرتهم إنها الراحلة زهاحديد التي صممت أفخر مكتبة في الرباط عاصمة الأنوار وخطفتها الموت قبل أن تدشن هذه المعلمة زهى رمز من الرموز العراقيين الذين خلفوا بصمتهم في المغرب
إنها زهى حديد ومثلها كثير الذين واللواتي بصمتهم في الأدب والفن والشعر والغناء،الوجوه التي شاركتها حفل افتتاح هذا المعرض التشكيلي كانت بالفعل تجسد جزئ من حضارة الرافدين المتنوعة والمتواضعة والمنفتحة والمتآلفة فيما بينهم شعب الرافدين قلبها على العراق حتى في الهجرة ،لأنهم قوم متآلفة قلوبهم لافرق بينهم ولا تستطيع أن تفرق بينهم بين الشيعي والسني والمسيحي هم جسد واحد وحين يتألم عضو منهم يتداعى أو تتداعى باقي الأجساد بالسهر والحمى.المعرض الذي حضرته اليوم كان بالفعل يبين مستوى الحضارة التي يزخر بها العراق المجيد ،وحين تناقشهم يبيون قمة الوعي والنضج السياسي ،هم قوم متحابون يدخلون قلوب الناس ،يعبرون بكل شفافية عن ولائهم وحبهم لبلاد الرافدين لتاريخ بغداد المجيد ،ويحنون للعودة لحضارة بابل ولشوارع بغداد للتمتع ببلاد الرافدين شكرا للدعوة للإطلاع على حضارة الرافدين على اللوحات التشكيلية التي تبين قمة الإبداع في أبهى صوره شكرا للسيد القائم بالأعمال الذي وجه الدعوات لحضور هذا الحفل البهيج بكل المقاييس وكانت سعادتي أكبر باللقاء مع وجوه مرت سنوات على عدم اللقاء بها ،يحيا الشعب العراقي المجيد الذي تجمعنا بأدبائه ومغنيه تاريخ مشترك ،لتحيا الصداقة التي تجمعنا كجالية عربية بالشعب العراقي ولنتحمل جميعا المسؤولية في تطوير هذا العمل المشترك ونبين للشعب الدنماركي أننا أمة واحدة وأننا نتقاسم مجالية عربية العديد من القواسم المشتركة،ولتحيا الصداقة المغربية العراقية ،عفو الصداقة العربية العراقية الدنماركية
حيمري البشير رئيس تحرير إذاعة السلام ومراسلمقيم في الدنمارك لعدة قنوات عربية