حشرنا الله في الشرق مع نظام ليس له صلة بالإسلام
قررت الجزائر الدولة المجاورة التي لنا معها حدودا مشتركة تتجاوز 1500كلم ،ساهمنا في حصولها على استقلالها من رقبة الإستعمار الفرنسي باحتضان رموز جبهة التحرير الوطني ودعمناها بالسلاح ،وطالب المرحوم محمد الخامس باستقلالها على منبر الأمم المتحدة بلغة عربية واضحة وليس بلغة الإستعمار الفرنسي ،وكان جزاء ذلك بعد خروج الإستعمار الفرنسي من الجزائر أن انقلب ناكروا الجميل من قادتها أن خاضوا حربا ضد المغرب .لم تكن علاقتنا مع الجيران الذين حشرنا بهم الله في الشرق طبيعية،رغم أن ملوك المغرب طرحوا عدة مبادرات لتوحيد المغرب العربي وخلق تكتل اقتصادي طرحه المرحوم الحسن الثاني في قمة الرؤساء بمراكش والتي حضرها الزعماء المرحوم زين العابدين بن علي والشاذلي بن جديد والحسن الثاني ومعاوية ولد الطايع ،ومعمر القدافي ،ومع كامل الأسف طموح المرحوم الحسن الثاني باءت بالفشل .بحيث كان النظام العسكري بالجزائر ومعه معمر القدافي حجرة عثرة لتحقيق هذا التكتل الإقتصادي .كررفي السنتين الأخيرتين نفس النظام العسكري إحياء المبادرة وخلق تحالفات اقتصرت على ثلاثة دول تسلط على إثنين منها لا يحملون الأفكار والقيم التي دعى إليها زعماء رحلوا ،بل افتعلوا النزاعات والتفرقة بين الشعوب وكان جمعهم في تونس فاشلا لأنهم استثنوا المغرب من تكتلهم ،قاطعته موريتانيا وسرعان ما اتخذت ليبيا موقفا من هذا التكتل وسارعت لإرسال مبعوثا سلم رسالة لجلالةالملك تتبرأ منها ليبيا من تكتل يقصي المغرب صاحب المبادرة.اتسمت العلاقات المغربية منذ سنة 1975يوم استرجع المغرب الصحراء المغربية بتوترلأن خروج إسبانيا من الأقاليم الجنوبية والتي كانت عبر التاريخ امتداداً للمملكة المغربية منذ عهد المرابطين والموحدين إلى أن اقتصّت إسبانيا هذه الأقاليم وخرجت منها بعد الإحتكام لمحكمة العدل الدولية التي أقرت بأن سكان هذه الأقاليم تبايع الملوك الذين حكموا المغرب .ومنذ خروج إسبانيا من هذه الأقاليم والجيران في الشرق يحيكون المؤامرات ويمولون انفصاليين منهم لا ينتمي مطلقا لهذه الأقاليم وغالبيتهم درسوا في جامعة محمد الخامس بالرباط ويأتي على رأسهم عبد العزيز المراكشي وقادة آخرون كانوا يتبنون فكرا ماركسيا يسعون بدعم النظام في الجزائر للإنقلاب على النظام في المغرب وتأسيس جمهورية تابعة لنظامهم .المغرب بقي متشبثا بهذه الأقاليم والتي اعتبرها كانت امتداداً له عبر التاريخ .ومنذ استرجاع هذه الأقاليم والجزائر تمول الإنفصاليين بالسلاح ،والمغرب يبني ويشيد ،حتى أصبحت هذه الأقاليم منطقة رائدة في التنمية بل هناك من أطلق عليها دبي الشرق بفضل المنجزات التي تحققت فيها وهذا بشهادة حتى المبعوث الأممي في الصحراء ستيفان ديمستورا ،ولطرح مبادرة لتسوية هذا الصراع الذي خلقته الجزائر ،اقترح المغرب سنة2007 مشروع الحكم الذاتي الذي دعمته العديد من دول الإتحاد الأوروبي كان آخرها الدنمارك وتصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بعد لقائه بوزير الخارجية لارس لوكة راسموسن على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة صفعة أخرى للنظام في الجزائر لتنضاف الدنمارك للدول الأروربية التي ترى المبادرة المغربية رائدة ومتقدمة لتسوية هذا النزاع.
صورة تجمعني بوزير الخارجية الدنماركي الذي كنت قد أجريت معه حوار يتعلق بمنظوره الشخصي لتطوير العلاقات بين المملكتين المغربية والدنماركية.
وعودة لاستمرار التوتر بين المملكة المغربية والجارة الشرقية بفرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في زيارة الجزائر رغم الأواصر التي تجمع الشعبين وبالخصوص سكان الحدود بحيث يختار النظام قطع أواصر المحبة وصلة الرحم التي تجمع الشعبين ،فالعديد من المغاربة متزوجين بجزائريات وجزائريين متزوجين بمغربيات ،وسيصبح من مسؤولية النظام تحمل تبعات قطع الأرحام بين الأسر .وعندما نبحث عن الأسباب فأعتقد أن فشل النظام القائم في الجزائر في تحقيق الأهداف التي رسمها وصرف عليها أموالا طائلة لزرع الفتنة وإقامة دولة في الصحراء المغربية ،وتزايد البلدان التي اعترفت الصحراء المغربية كان من بين الأسباب التي دفعت لفرض التأشيرة على دخول المغاربة للجزائر ،والمغرب يعتبر ماقامت به الجزائر إساءة للتاريخ المشترك والأواصر التي تجمع الشعيبين الشقيقين.وقد كانت مواقف جلالة الملك اتجاه الشعبين دائما ممدودة لطي صفحة الصراع الذي طال وبناء مغرب عربي متماسك لمواجهة التحديات الكبرى التي تعترض مضي دول المغرب العربي لتحقيق التكامل الإقتصادي
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك