حيمري البشير

هل صحيح أن المغرب يحتل المرتبة144 في حرية الصحافة والشفافية؟

أتساءل هل صحيح أن المغرب يحتل المرتبة144 في حرية الصحافة والشفافية؟سيجيب العديد هذا صحيح لأن العديد من الصحفيين عندما تجرؤا وعبروا في قضايا حساسة تم اعتقالهم ومحاكمتهم والزج بهم في السجون.هل هناك بالفعل أمور حساسة لا يجب الخوض فيها تفاديا على سبيل المثال الحصر الفتنة في المجتمع؟والفتنة مصيبة لعن الله موقضها كما يقول الفقهاء ورجال الدين،رغم أن محاربة الفساد والهدر قد يبيح كشف المتلاعبين بالمال العام ،وبالتالي ترقى من مسببات الفتنة إلى محاسبة ناهبي المال والسرقة الموصوفة.في اعتقادي والله أعلم ،أن الخوض في أي موضوع بنية كشف كل الحقائق يجب أن يكون من أولى الأولويات ،والتستر عن الفساد وعدم إنزال العقاب على المفسدين جريمة يعاقب عليها القانون.وعندما يتحمل أي مسؤول مسؤولية تدبير المال العام فهو ملزم بالإنفتاح على المحاسبة بكل شفافية ليكون ضميره مرتاح .وعودة للمرتبة التي يحتلها ألمغرب وهي مرتبة متأخرة 144تطرح علامة استفهام كبيرة تدل على أن هناك فساد في تدبير شؤون الدولة ،وبالخصوص كل ما يتعلق بالصفقات المالية.هذه المرتبة المتأخرة تدل على أن هناك فساد،وأن غياب حرية الصحافة والتضييق على الأقلام التي تحمل حسا وطنيا وتسعى لفضح المتلاعبين بالمال العام انطلاقا من الواجب الوطني ،الذي يفرض التعبير بكل شفافية وحرية خدمة للوطن ،ونجدد التساؤل لماذا يحتل المغرب هذه المرتبة؟ومن يتحمل المسؤولية ،هل هي الحكومات المتعاقبة على تدبير شؤون الدولة ؟ هل هي الأحزاب السياسية التي مازالت مستمرة في سياسة النهب وإخفاء الحقائق وعدم الإهتمام بتطلعات الشعب الراغب في مزيد من حرية التعبير الحقيقية والشفافية في كل شيئ؟أسئلة تفرض علينا تغيير الواقع اليومي والتفكير بجدية وبقناعة في فضح الفساد وتفعيل الشعارات التي ترفع باستمرار من دون تطبيق ربط المسؤولية بالمحاسبة وحماية حرية التعبير والصحافة ،تبقى مقياسا لتقدم البلاد والحد من الفساد.إن المغرب الذي يحتل المرتبة144في الشفافية وحرية التعبير ومراتب متأخرة في التعليم ،يفرض علينا جميعا حماية حرية التعبير والشفافية وحقوق الإنسان،وربط المسؤولية بالمحاسبة شرط أساسي لكل من يرغب في تحمل المسؤولية في البلاد.إن واقع البلاد اليوم يفرض صحوة ومن يتحمل المسؤولية عليه أن يكون حريصا على تغيير المرتبة التي يحتلها المغرب في حرية الصحافة والشفافية،ومن دون ذلك فالفساد سيبقى(معشش)بالمثل الدارج في المجتمع المغربي ،ألمغرب فيه رجال يحملون هم الوطن ومستعدون على الرقي بالبلاد إلى مصاف الدول الديمقراطية وعندما ينعتوننا بالديمقراطية فسنكون من دون شك لا نخاف من الشفافية وحرية الصحافة وفضح الفساد أيا كان المسؤول الذي يرتبط به.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID