حيمري البشيرمقالات الرأي

وجهة نظر على هامش صورة الشباب العراة

كيفما كانت المبررات التي أدلت بها السلطات في الإقليم ،وسواءا كانت الصورة تتعلق بأحداث الخامس عشر شتنبر الأسود أم في يوم سابق ،فإن تصرف القوات المساعدة غير أخلاقي البتة،لأن الصورةمع كامل الأسف تشبه الكثير من الصور التي تجسد جرائم الإحتلال الصهيوني في غزة.وكيف ما كانت الدواعي التي دفعت المسؤول على ما وقع ،فإن دوافع هؤلاء الشباب لمحاولة الهجرة بحثا عن أفق في بلاد الغرب التي يجهلون عنها الكثير فإن الحكومة مسؤولة عما يحدث، في غياب الأفق في بلادنا.ماحدث وسكوت الأحزاب السياسية ،والأقلام الملتزمة بالدفاع عن القدرة الشرائية وفضح الفساد والنهب وتهريب الأموال إلى الخارج ماكان لتسكت عما يجري والأسباب والدواعي التي دفعت جيل يبحث عن الهجرة بدون طموح .الأحزاب المغربية وبالخصوص التي هي خارج الحكومة عليها أن تفتح نقاشا في الغرفتين ،إلى أين تقود هذه الحكومة المغرب ؟سؤال يفرض فتح نقاش حتى على مستوى الصحف الوطنية ولماذا حتى وسائل التواصل الإجتماعي ،لمعرفة الأسباب التي دفعت الشباب المغربي للتفكير في الهجرة للخروج من الأزمة.يبدو أن سياسة القمع واستعمال العصا وكل الطرق التي تسيئ لصورة الديمقراطية وحرية التعبير،ستزيد من التوتر داخل المجتمع.سيعيب علينا الخصوم ،لأننا فكرنا في الإنخراط في تنظيم تظاهرات عالمية وخصصنا ميزانيات ضخمة في بناء ملاعب والإستعداد لتنظيم كأس العالم من خلال توفير بنية طرقيةلكن حكومتنا الموقرة أهملت خلق مشاريع تنموية تستوعب أيدي عاملة وتخلق أوراقا كبرى تجعل الشباب لا يفكر مطلقا في الهجرة والبحث عن فرص عمل وآفاق خارج البلاد.الحكومة وبعد الذي وقع عليها أن تستمع لنبض الشارع وسياسة القمع والمحاكمات بعد أحداث الخامس عشر من شتنبر ستزيد من التوتر داخل المجتمع المغربي ،نحن أمام واقع يفرض البحث عن الحلول ،والحكومة والبرلمان بغرفته عليهم جميعا فتح نقاش والبحث عن حلول ،عوض القمع والمحاكمات.آن الأوان لفتح أوراش كبرى وخلق فرص عمل حتى لا يفكر الشباب في الهجرة السرية .وعودة للصورة التي أسالت مدادا كثيرا فسواء كانت تتعلق بأحداث سابقة والمبررات التي أدلت بها السلطات واهية أو تعلقت بأحداث الخامس عشر من شتنبر وسأسميه الأسود،لأن من يتحمل المسؤولية فيما وقع أساء لصورة البلاد وللديمقراطية والحرية التعبير لأن ماقام به هؤلاء ليس جرما وإنما بحثوا عن أفق أفضل لم يجدوه في بلدهم وبالتالي معاقبتهم بهذ الطريقة الغير الأخلاقية لا يمكن قبولها البتة .فالذي اتخذ القرار يجب محاسبته حفاظا على صورة البلاد في الخارج.إن مبررات السلطات في إقليم المضيق غير مقبولة بتاتا،خصوصا وأن القضية تتعلق بصورة الديمقراطية وحرية التعبير في المغرب في الخارج وكذلك أن المغرب يرأس حاليا مجلس حقوق الإنسان في جنيف .وبعد الذي حدث ماذا استفاد المغرب ؟لقد نوهت السلطات في مدينة سبتة والحكومة الإسبانية كذلك بالمجهود الذي بذلته القوات الأمنية من قطع الطريق على الآلاف للدخول لسبتة ،لكن إلى متى سنبقى نحمي ثغرا مغربيا محتلا من دون أن تخلق الحكومة مشاريع تنموية كبرى لخلق فرص عمل لهؤلاء الشباب والقضاء على ظاهرة التهريب التي تضر بالإقتصاد الوطني وإلى متى سنبقى نعاني من الهجرة السرية ومن الفوضى التي تمس سمعة البلاد .إن أحداث الخامس عشر من شتنبر تفرض إجراءات مستعجلة من خلال خلق مشاريع تنموية وتأهيل هؤلاء الشباب وتكوينهم حتى لا يفكروا فقط في الهجرة إلى خارج البلاد ،فالأفق بالخارج الذي يعتقدونه أفضل أصبح مستحيلا وبات حتى الذين استوطنوا في الغرب يعانون من البطالة والعنصرية وتريد الدول التي يتواجدون فيها التخلص منهم والمثال السويد فالحكومة قدمت خلال الأسبوع الذي ودعناه سبعة وثلاثون ألف دولار لكل راغب في العودة النهائية لبلاده. والنقاش مستمر

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube