حيمري البشيرمستجدات

ماذا يجري على أبواب سبتة المحتلة؟

يبدو أن مايجري على أبواب سبتة المحتلة وأعداد المعتقلين من جنسيات مختلفة بما فيهاالجيران في المغرب العربي الكبير ،هذه المرة لم يقتصر الأمر على الجزائريين بل إخواننا التوانسة والليبيين كذلك والأفارقة جنوب الصحراء،الجميع اتفقوا على اللقاء في الهضاب المحادية لسبتة المحتلة ليستفزوا القوات العمومية المغربية التي استعدت للنزال الصعب بكل قواتها ودخلت معركة شرسة تناقلتها وسائل الإعلام الدولية .هل هي مؤامرة مدبرة أم محاولة للهروب المكثف من الظروف الصعبة التي يعيشها شباب المغرب العربي ومعهم الأفارقة كذلك الذين استوطنوا أرض المغرب .والراغبين جميعهم في الهجرة إلى المجهول وهم من كل الجنسيات ،هم لا يعلمون شيئا عن الظروف الصعبة التي يعيشها المهاجرون قبلهم في دول أوربية عديدة.لم تكن الهجرة الجماعية ليوم الخامس عشر من شتنبر مفاجئة،لأن وسائل التواصل الإجتماعي قدمت خدمة كبيرة للقوات العمومية المغربية حتى تكون على أهبة لمواجهة الزحف وفعلا كان الخامس عشر يوما مشهودا في تاريخ الهجرة ،وعرف زحفا مكثفا لم تكن تنتظره القوات العمومية المغربية.رغم أنهم استعدوا له بسبب الحملة المكثفة لوسائل التواصل الإجتماعي ،والتي عبأت الشباب لاجتياز الحدود الوهميةللوصول لسبتة.إلا أنهم فوجئوا بالقوات العمومية المغربية التي حضرت بكثافة لقطع الطريق على الراغبين للوصول لسبتة.المواجهة بين القوات المغربيةوالمهاجرين لم يتم تفاديها.بل عرفت مواجهةسقط فيها جرحى من القوات العمومية المغربية وعمد المهاجرون على تكسير زجاج الحافلات والسيارات .كانت المواجهة غير متكافئة .إصرار القاصرين من كل الجنسيات الذين سقطوا في المحظور واستعملوا كل الوسائل لتجاوز القوات المغربية للوصول لسبتة المحتلة .منهم من اختار السباحة والمغامرة ،ومنهم من وجد نفسه في قبضة قوات الأمن المغربية وتم نقله إلى مراكز الأمن وإخضاعهم للتحقيق في انتظار اتخاذ قرار الترحيل للمناطق التي جاؤوا منها .حدث الخامس عشر من شتنبر ،لم يكن الأول أو الأخير والذي يجب أن لا يتكرر مرة أخرى،من خلال تفكيرالدولة بجدية في مواجهة ظاهرة الهجرة السريّة من خلال تنمية حقيقية في المدن المجاورة لمدينة سبتة ومليلية المحتلتين ،وتكثيف المراقبة وقطع الطريق على كل الذين يستغلون سذاجة الراغبين في الهجرة ،مقابل المال .أحداث الخامس عشر من شتنبر خطيرة،تفرض على الحكومة مراجعة سياستها،ففي الوقت الذي كان الزحف متجها لمعبر سبتة ودخلوا في مواجهة مفتوحة مع القوات العمومية التي حاولت منعهم من الوصول إلى المعبر ،كان رئيس الحكومة يرقص مع شبيبة الحزب وبعض من وزراء حزبه في آكادير في نشاط حزبه،غير مبالي بما يحدث في المعبر .وتاركا القوات العمومية في مواجهة موجات بشرية مسلحة بالسكاكين والآلات الحادة والحجر ،وقد ارتكبوا أعمال تخريبية في ممتلكات المواطنين وسيارات قوات الأمن والشرطة.الأحداث التي وقعت يوم الخامس عشر من شتنبر هي نتيجة الأوضاع الإجتماعية الكارثية بسبب سياسة الحكومة الحالية.وتعتبر كذلك إنذار يجب أخذه بجدية لمعالجة الوضع ،واتخاذ إجراءات بل الدعوة لعقد اجتماع طارئ للحكومة لأن تطور الأحداث لا يبشر بالخير ،فالأزمة الإجتماعية آخذة في التدهور ،وتدعو إلى التفكير بجدية في تعديل حكومي ،قبل انفجار الوضع الإجتماعي على المستوى الوطني .إن أحداث الخامس من شتنبر مؤشر خطير للأزمة التي دخلتها البلاد في عهد الحكومة التي يرأسها عزيز أخنوش ،وبالتالي فالضرورة تفرض تقديمه الإستقالة واستمراره على رأس الحكومة لا يخدم استقرار البلاد بسبب سياسته التي لا تخدم مصلحة البلاد بل تزيد من تردي الوضع الإجتماعي .إن حدة المواجهة التي وقعت بين شباب طائش في عمر الزهور يبحث بكل الطرق للدخول لسبتة باحثا عن اللجوء والفرار من الظروف الصعبة التي يعيشها في بلده ،مؤشر خطير دخلته البلاد في عهد هذه الحكومة ،ويفرض على عزيز أخنوش تقديم استقالته ،فاتحا المجال لتشكيل حكومة إنقاذ وطنية ،لبعث بريق أمل في التغيير الإجتماعي وإعطاء مؤشرات حقيقية للتغيير .

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube