حيمري البشير

قيم كثيرة افتقدناها اليوم في المجتمعات العربية والإسلامية

الكثير منا لا يجرئ أن يفصح بصراحة عما يجري في مجتمع مغربي ومجتمعات عربية غابت فيها القيم وساد الظلم والفساد فيها ،ولم يعد القوي يرحم الضعيف ،ولا الولد رحيما بالوالدين،افتقدنا اليوم في المجتمع المسلم ،الأمانة وهي عنوان الثقة في التعامل ،والحياء الذي هو أساس القيم في المجتمع المسلم ،وغاب الضمير لدى الكثير ممن يتحملون المسؤولية ،لم يعد لدى العديد ضمير حي يؤنبه عند ارتكابه للخطأ ،بل أصبح العديد ممن يتحملون تدبير الشأن العام منعدمي الضمير ،ويقعون في أخطاء ويرتكبون خطايا تسيئ للمجتمع الذي نعيش فيه وتسيئ حتى إلى صورة الإسلام في عيون من نختلف معهم في كل شيئ.إنها الحقيقة المرة التي نصادفها كل يوم في حياتنا في المجتمعات الإسلامية .لقد غاب ضمير الأمة،بغياب الصدق في تعامل الحاكم اتجاه المحكوم .وعندما تغيب الركائز الأربعة في المجتمعات الإسلامية والمغرب واحد منها فإننا نفتقد الأمانة و الحياء،وإذا غابت في المجتمع الصفتان الأساسيتان لم يعد للإنسان قيمة لأن بغيابهما ينعدم الضمير ويصبح المسلم فاقدا للهوية.إن بالقيم نعيش وبها نحيا بكرامة .كل القيم والصفات التي عاش عليها الرسول (ص) وصحبه والتابعين قل نظيرها في المجتمعات التي نعيش فيها اليوم،والأمثلة ظاهرة للعيان في زماننا ،فأحداث غزة ،ربما تكون أبشع صورة تجسد ماقلته ،فخمسة أشهر من القتل في أبشع صوره في حق الصغار والكبار والنساء والرجال ،لم يحرك ضمائر الحكام ،لرفع الظلم والإبادة عن الشعب الفلسطيني .لم يتحر ضمير الأمة ،والتزم الجميع الصمت،وخانوا الأمانة في حماية الضعفاء وهم الأقوياء بالمال والسلاح والجاه .لقد فقدوا بصدق مصطلح الكرامة ومات ضميرهم ،وخانوا الأمانة التي ورثوها عن أجدادهم لحماية شعوبهم المقهورة ورفع الظلم عنهم .إنها الحقيقة المرة ،لم نعد نفهم صمت الحكام الذين يتحملون مسؤولية تدبير الأمور في المجتمعات المسلمة.بل المسلم والمسلمة اليوم أمام محك حقيقي لرفع الظلم ليس فقط عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتجويع والإهانة في أبشع صورها ،فرفع الظلم الجاثم على الشعب الفلسطيني أمانة في عنق كل إنسان مسلم ،ومحاربة الجرائم التي يرتكبها المرتزقة والصهاينة في حق الثكالى من أمهاتنا وبناتنا في غزة،سيحاسب عليها حكام مسلمين يمتلكون القوة لردع المعتدي الغاصب ،وسيحاسب عليها الساكت عن رفع الظلم بكل الوسائل التي يمتلكها ،بالجهر بالحق وبنشر الجرائم في كل الوسائل التي يمتلكها ،فضمير الأمة الحي هو عندما نرفع التحدي كل في مجال تخصصه لوقف هذا الظلم في عالم أصبح القوي يأكل الضعيف،ولم يعد للقانون والإنصاف قيمة.إن القيم الأساسية التي ينبني عليها التحرر في مجتمعنا اليوم لهزم الأنظمة التي فضلت الصمت فيما يجري في غزة،هو إحياء التي عاش عليها الرسول (ص) والصحابة والتابعين ،ولن يتحقق نصر في غزة وباقي فلسطين من دون عودة الثقة في الأنفس بأن النصر لن يتحقق من دون التمسك بالقيم الإسلامية.نحن جميعا مسؤولون أمام الله للتمسك بقيم أساسية في المجتمعات الإسلامية ،ورسالة موجهة لمن يتحكم من الحكام المسلمين في الشأن العام حكموا ضمائركم فيما يجري في غزةفكرامة الأمة في رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني تحملوا هذه المسؤولية بأمانة فأنتم مسؤولون أمام الله ،ارفعوا الظلم فهو عنوان صدقكم وكرامتكم ،قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا فسوف تعلمون من هو في ظلام مبين ،صدق الله العظيم

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube