العرب والمسلمون عاجزون عن تحقيق العدالة والديمقراطية والإنصاف في فلسطين
أتكلم عن العرب والمسلمين بصفة عامة ومن دون استثناء إلا من رحم ربك عفوا لاستعمال الجملة ،لأن في الغرب من اعترف بالدولة الفلسطينية والبقية ، ،كلهم أجمعوا لحد الساعة على كلمة سواء،وأقصد الحكومات ،كلهم أصبحوا مصطفين وراء أمريكا وربيبتها إسرائيل ،كلهم يدافعون عن الوجود الإسرائلي في المنطقة ويعتبرون ماترتكبه إسرائيل دفاعا عن النفس وفي نفس الوقت يرفضون قيام الدولة الفلسطينية ،كلهم والإستثناء كما ذكرت خلقته ثلاثة دول، لحد الساعة جسدوا بموقفهم بالإعتراف بالدولة الفلسطينية قمة الإنصاف،إسبانيا وإرلندا والنرويج،هي دول رفعت التحدي وأبوا الإنصياع لأمريكا وإسرائيل وأعلنوها حربا ضد المصالح الإسرائيلية، دفاعا عن القيم الإنسانية وعدم السكوت عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.بل وكانت مواقف سياسيين منهم جد متقدمة عن مواقف المسلمين والعرب .أنا متيقن أن مواقف البقية من الدول الغربية ستظهر قريبا وستخرج أمريكا وفرنسا وغيرها،وأتساءل دائما أين مواقف روسيا صديقة العرب والصين لماذا يلتزمون الصمت الذي ارتقى إلى الخذلان في حق فلسطين ،لماذا تستمر العديد من الدول الصديقة للعرب بصفة عامة في السكوت وأصبحوا بصمتهم شركاء في الجرائم المرتكبة .والمطالبون باحترام القانون الدولي وإنصاف الشعب الفلسطيني ،وكل من يقف موقفا معادي لماترتكبه إسرائيل في غزة يتهمونه بمعاداة السامية.وهي رسائل واضحة لكل الذين مازالوا يلهثون للإصطفاف وراء الدول الشرقية التابعة للمعسكر الإشتراكي والغربية التي تصطف وراء الغرب فرنسا ألمانيا هولندا الدنمارك والسويد وفلندةووو… والتي تتحكم في كل شيئ وفي مقدمتها الولايات المتحدة .وعندما يصدر مجلس الأمن اتهامات مباشرة تدين الكيان الغاصب والمحتل لفلسطين .ترفع الولايات المتحدة الفيتو ،لتستمر إسرائيل في ارتكاب المجازر بلا مبالات والشهداء يتساقطون صغارا وكبارا نساءا ورجالا،إنها كارثة إنسانية بكل المقاييس لم تعرفها الإنسانية إلا في الحرب العالمية الثانية .بل لقد بلغ الإستهتار بمندوب إسرائيل في هيأة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ،بحرق القرارات الصادرة في المنتظم الدولي أمام الملأ وتنقله القنوات الدولية.إسرائيل دولة مارقة عندما تتهم محكمة العدل الدولية بالإنحياز وبمعادات السامية ،وهي اتهامات مباشرة للمؤسسات الدولية التي نطقت بالحق والتي كانت كل تقاريرها عن إسرائيل حقيقية وفي الصميم .أكدت من خلالها بالدليل الملموس حجم الجرائم المرتكبة.والصحوة لدعم الشعب الفلسطيني لم تنطلق من بلاد الحرمين ولا من دول الجوار للشعب الفلسطيني ولا من بلد المليون ونصف شهيد كما يقولون ولا من كل الدول الإسلامية التي تمتلك السلاح النووي الرادع ولا حتى من الدول المحيطة بفلسطين بل الصحوة لدعم فلسطين انطلقت شرارتها من الجامعات الغربية،التي مازالت صامدة لنصرة غزة . أتساءل لماذا تلتزم الصمت باكستان المالكة للسلاح النووي وتركيا ومصر التي لها حدود مشتركة وتاريخ مشترك مع الشعب الفلسطيني والأردن والمملكة العربية السعوديةوالتي مازالت أمريكا تراودها للتطبيع مع إسرائيل وكل سنة يقصدها الملايين من الحجاج لأداء مناسك الحج ،لماذا تتآمر بعض الدول العربية ولا تخرج بقرارات لقطع كل صلة بهذا الكيان المحتل الغاصب للحق الفلسطيني ،لماذا لا يظهرون بوجههم الحقيقي ويقطعون شعرة معاوية التي تربطهم بأمريكا وإسرائيل ،؟ صمتهم قاتل يعمق جراح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية المغلوبة على أمرها ،نحن اليوم بحاجة إلى ربيع إسلامي وليس عربي لمواجهة مايجري ،وتصريحات المتطرفين من اليهود أعلنوها بأنها حرب دينية من أجل إثبات وجودهم ويعلنونهاإسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر .
حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك