مستجداتمقالات الرأي

من حق الشعب الفلسطيني أن يتساءل لماذا الدول العربية والإسلامية تلتزم الصمت على الإبادة والتجويع للفلسطينيين

هل أبدأ موقفي بكلمة صراحة أم وقاحة أم خذلان ،أم إذلال لأهلنا في غزة لأنهم رفعوا التحدي وملوا من انتظار الحرية ،ورحيل المستوطنين الذين احتلوا أرضهم ،وبحرهم .لماذا لم يلتزم السيسي الحياد والصمت على استمرار التجويع والتقتيل والتدمير وهو الذي له حدود مشتركة مع إسرائيل وغزة ،وهي التي تحكم الحصار على غزة ،وتنتظر تصفية المقاومة،بل تصفية القضية الفلسطينية.اللوم لا يقع على مصر القوة العظمى في المنطقة وإنما كل الدول التي لها حدود مع إسرائيل باستثناء حزب الله في لبنان.لماذا لم تتحرك الدول العربية الأخرى والتي اختارت التزام الصمت فيماترتكبه إسرائيل ونيتها في تهجير سكان غزة وعينها على غاز سواحل غزة ونيتها الخبيثة في بناء مستوطنات جديدة على أنقاض المدن المدمرة .ماذا قدمت بقية الدول التي لم تسمح حتى لشعوبها بالتظاهر لدعم الشعب الفلسطيني على غرار العديد من الشعوب في الغرب التي مازالت تتظاهر في شوارع المدن الكبرى ويرفع سياسيوها أصواتهم في برلماناتهم منددين بما ترتكبه إسرائيل من مجازر وانتهاكات خطيرة وبدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول كثيرة في العالم .لماذا يسكت العالم الإسلامي على ما يجري في غزة وكل المدن الفلسطينية في الضفة.؟لماذا لحد الساعة لم تدعو دول العالم الإسلامي إلى اجتماع طارئ لمنظمتهم للبحث فيما يجري ؟ألا تعتبر مواقف الإتحاد الأوروبى وتنديده بسياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في حق سكان غزة واعتبارها إبادة جماعية وتطهير عرقي لا يمكن السكوت عنه؟أين موقف تركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية ،وباكستان التي تملك السلاح النووي .والجزائر القوة العظمى في شمال إفريقيا ماذا قدمت للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة؟السكوت الذي اختارته عدة دول عربية وإسلامية هو مشاركة في الجريمة التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني .والعرب الذين التزموا الصمت فيما يجري في غزة هم شركاء في الجريمة .واقع الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كشفته وعرته أحداث غزة الأليمة والتي سقط على إثرها أكثر من ثلاثين شهيدا وشهيدة والكثير منهم لازالوا تحت الأنقاض مقابل تحرير مائة مستوطن إسرائيلي أو أقل الأحداث التي وقعت منذ السابع من أكتوبر حركت القضية الفلسطينية من جديد والثمن دفعه وحده الشعب الفلسطيني ،قد يقول البعض أن الأحداث التي وقعت حركت الجمود الذي كانت تعرفه القضية الفلسطينية وأنهت إلى الأبد اتفاقية أوسلو التي بقيت معلقة من دون تفعيل لسنوات،لأن الحكومة اليمينية الحاكمة في إسرائيل كانت دائما تعارض قيام الدولة الفلسطينية وقد أعلنها النتن ياهو أكثر من مرة في رده على أسئلة الصحفيين ،ولن يكون هناك سلام مادام المتحكمون في القرار السياسي في إسرائيل مستوطنون يحملون حقدا دليلا على العرب المسلمين والمسيحيين معا .إن مواقف الأمين العام للأمم المتحدة فيما يجري في غزة تحول إيجابي في موقف من يرأس الأمم المتحدة،ولكن هذا غير كاف لحل الأزمة المستمرة لأن من يعرقل وقف المجازر والحرب هي الولايات المتحدة وبريطانيا ،ومن يحارب في غزة ويمارس أبشع صور التقتيل هم مرتزقة من عدة دول وفي مقدمتها مواطنون أمريكيون وفرنسيون وبريطانيون وألمان وإيطاليون وإسبانيون والقائمة طويلة .إلى متى يستمر التقتيل والتجويع ؟ هل هناك إرادة سياسية لدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والإتحاد الأوروبي. ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي لإنهاء هذا الصراع الذي ذهب ضحيته الآلاف من الشهداء وإنهاء عدم الإستقرار وانتشار التطرف والإرهاب والكراهية من الطرفين معا إلى متى يستمر التهجير وعدم الإستقرار ،واستمرار الكراهية؟من يملك سلطة القرار لفرضه على الدولة المعتدية والمحتلة للأرض الفلسطينية والتي مازالت مستمرة في سياسة التهجير والتشريد والقتل والتجويع في حق الشعب الفلسطيني .أعتقد آن الأوان لكي يتحرك العقلاء في المجتمع الدولي للدعوة لاجتماع طارئ لمن يمتلك سلطة القرار وفرضه على إسرائيل لقبول حل الدولتين لإنهاء هذا الصراع التي دام أكثر من خمس وسبعين سنة.،وهو الحل لوقف الكراهية والتطرف والإرهاب .لاسلام في الشرق الأوسط من دون حل الدولتين ،ولا استقرار ولا أمن ،من دون دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.ومادامت إسرائيل مستمرة في سياستها التدميرية لمدن غزة وسياسة التقتيل والتهجير للشعب الفلسطيني فإن السلام يبقى مجرد حلم للشعبين معا لن يتحقق في ظل استمرار إسرائيل في سياستها العدوانية ورفضها لحل الدولتين

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube