ابتسامة وتوديع الأسرى لثوار الأقصى وهم عائدون لديارهم تحمل رسائل عديدة
الهدنة المؤقتة في زمن الحرب المدمرة والتي خلفت مئات بل آلاف الشهداء من الأطفال والنساء،وتركت حزنا عميقا من المحيط إلى بعض دول الخليج والعالم مع مرور الوقت ،وسيبقى هذا الحزن زمنا طويلا حتى تلوح بشائر الحرية والتي دفع ثمنها غاليا الشعب الفلسطيني ومازال .الحزن يستمر جاثما على كل المحيا في غزة،وتقابله الإبتسامة التي عبر عنها المحررون والذين كانوا في ضيافة المقاتلين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ،تقاسموا معهم الطعام وأحسوا بدفئهم وبقيمهم الإنسانية ،بل اطمئنوا إليهم من خلال تعاملهم لمدة شهر فلم يلمسوا فيهم إلا النبل في الأخلاق ولا شيئ غير ذلك ،حتى أنهم لما حان وقت الفراق عبروا بحمدهم لله أنهم كانوا بين قوم يقدرون الإنسان كإنسان ولا يكنون حقدا لليهود كما تدعي حكومتهم،وتسعى لتسويق صورة مشوهة عن الذين دخلوا حربا معهم من أجل تحرير أرضه لا غير ،الأسرى العائدون إلى ديارهم لم يخفوا فرحهم بالعودة ولكن في نفس الوقت عبروا عن طريق الإبتسامة عن شكرهم لما تلقوه من حفاوة وكرم الضيافة وحسن المعاملة من جانب المقاومة ،وهذا في حد ذاته حب وتقدير وتعامل نبيل .والإبتسامة ونظرات الوداع كلها تعبير عن تقدير وحب لهؤلاء للمقاومة وصورة غير الصورة التي يحاول الإعلام الإسرائيلي تسويقها للعالم بأن من يقاوم في غزة ضد الإحتلال لتحرير أرضه هم إرهابيون قتلة ،لكن هم في الحقيقة غير ذلك .صورة المغادرون من غزة لديارهم وهم مبتسمون لكن تحمل بشائر بأن هؤلاء سيقولون الحقيقة للعالم وقد نقولها بالفعل وهم مبتسمون يلوحون بأيديهم وكأنهم يشكرون المقاومون الذين ودعوهم على حسن الإستضافة خلال أكثر من شهر.ماعبر عنه الذين أطلق سراحهم اليوم وعادوا إلى أهلهم وديارهم،وحسن التعامل الذي لقوه ،يقابله التنكيل للقوات الإسرائيلية للأسرى الفلسطينين أثناء إطلاق سراحهم واعتقال العديد من المدن المحتلة وحتى من عائلات المعتقلين الذين أطلق سراحهم حسب مانقلته وسائل الإعلام ،إذا هذه هي قيم الكراهية التي مازال الصهاينة متشبثون بها .الحرب بينت حقيقة دولة وجيش الإحتلال وقيمه ،وتعامله الوحشي مع الفلسطينين نساءا ورجالا وأطفالا ،وفي المقابل بينت قيم المقاومة التي تسعى لتحرير الأرض والإنسان والعيش في دولة وعاصمتها القدس الشرقية،على حسن الجوار .هذه الحرب بينت الصورة الحقيقية للجيش الإسرائيلي وبشاعة الجرائم التي ارتكبها وحجم الدمار الذي خلفه لحدالساعة ،وتجويع سكان غزة وقصف خزانات المياه وقطع الماء والكهرباء والغاز على سكان غزة وهذا في حد ذاته تطهير عرقي وجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي ،ولكن الذين يوجّهون التهم بالجملة لحماس والمقاومة التي تدافع عن أرضها والإنسان الفلسطيني يتهمونها بالإرهاب ،ويرفعون هذه التهمة عن إسرائيل التي تمارس أبشع صور القتل في الإنسان الفلسطيني أمام مرئى ومسمع العالم بأسره .لقد توضحت الصورة وعاد المختطفون إلى ديارهم وخرج بعض المعتقلون الفلسطينيون الذين كانوا يعانون في السجون الإسرائيلي وعانوا خلال مدة اعتقالهم لأبشع صور التعذيب ،حتى أن العديد بسبب المعاناة الطويلة فكروا في إنهاء حياتهم والإنتحار .والذين قضوا شهرا مع المقاومة معززين مكرمين تقاسموا معهم الأكل والأوقات الغير السعيدة لكن عند مغادرتهم عبروا بالإبتسامة بأنهم سينضموا لقافلة الذين سيطالبون حكومتهم وسيضغطون عليها للبحث عن فرص السلام والإعتراف بالحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني على أسس سليمة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ،ويعيش الشعبين في سلام ووئام .هذه المصالحة التي أصبحت ضرورية ليس بأيدي ملطخة بدماء الشهداء الفلسطينيين كالصهيوني بن غفير الذي مازال يحمل حقدا دفينا على العراقيين لأنه من أصول عراقية وغير كثير .آن الأوان لكي يغير المجتمع الدولي نظرته من الصراع ،فالذين اختاروا المقاومة في غزة كانوا مضطرين لأنهم عاشو أ أكثر من خمس وسبعين سنة تحت الإحتلال وكانوا مضطرين لحمل السلاح والمقاومة لأن المنظمات الدولية والدول الكبرى لم تنصفهم ،فكان خيارهم حمل السلاح والمقاومة لانتزاع الحق الفلسطيني والعيش بكرامة ،فاختاروا المقاومة لانتزاع الإستقلال والموت ولا العيش في المذلة.
حيمري البشير كوبنهاكن