نغم و وتر قيثارت إسبانيات.
الشاعرة المغربية الأندلسية نادية بوشلوش عمران
لن أنهزم و أقول لك يا سيدي
تعال
لن أنهزم و أعلن شوقي
و أتركه يحطمني مرارا
لن أشق جيب صدري
و أنوح عدة مرات كالنائحات
صدقتي يا سيدي
لن أفعل ذلك مرارا و تكرارا
و لن يكون اليقين لك
بالشعور بالسعادة و أنت تراني أتعبد قربا
و لن تحس باللذة لوقوعي و تدحرجي
عابدة ما تعبده أنت في الحب
و أنت باليابان في معبد تيرا
ولن يكون لك النصر
و لن تراني مطئطئة الرأس في إنهزام
و لن أترك لك لغة تفقهها و تتغنى بها
و تجعل من نفسك أربابا و ثمتالا
و لن أشعل لك النار المقدسة في يوشيدا
و لن أتقرب لهذا الحب بإحراق الند في تايوان
و لن أتعبد كالبوديين في معبد كيلاسا
لن أكتب قصيدة غزل أبوح لك فيها
بالوجود و بالعصيان ،بالكره و بالوصال
لن أصلي في محارب العشق
الفرض و النوافل سيان
لن أعاشر الليل و نجومه ،
و لا القمر و سكونه
و لن أشرب القهوة السوداء ، في الفنجان
و لن يكون كامل حديثي عنك
في سهدي بلوعة المجانين
لن ألتهب في النار محترقة شوقا
و لن أكتوي بالجمر بإستمرار
لن أتابع حديث الأبراج يوميا
و لا رموز الكواكب سنويا
و لن أزور جميع العرافات
و لا قارئات الفنجان
جيئة و دهابا
لن أقطع شريانا من جسدي
و لا وريدا و لن أسيح عرقا
و لن أحرق جبروثي عشقا
و لن أحطم قلوب العذارى
و لن يسيل دمي شوقا
و لن يعرفوا سبب جرحي
لن أفقد براءتي و لا جنوني
و لا مشاكستي و لا عنفواني
إستثنائية أنا ،
خلقت من طينة الإختلاف
يا سيدي
لن أنتظر الفجر
و لن أصعد في قمم الجبال
لأبتهل للرحمان
و لن أشتكي حبي لصحراء
و لا للكتبان
لن أركب بساط الريح
و لن أسافر عبر البحار
و لن أبكي و أنتحب كالنساء
سيدي
أنا إمرأة متوحشة
كلبؤة الغابة
وحش شرس لا يعرف الرحمة
و لا يعرف الليونة و لا الإنهزام
لبؤة تقضم الشوق
و تقطع المسافات
و لا تعرف دمعا و لا تئن ألما
أنا لبؤة ،تغلب أسد الغاب
لا تخضع لشوق و لا لقوانين الغاب
لا تخسر معركة حب
و لا حربا ضروسا
قوية متمكنة ، تركب البرق
تقلب موازين العشق
و تكسر بمخالبها
حديث جميع لذئاب
سيدي
أنا إمرأة ،قوية
انا طائر الكندر يطير في الأفق
يملك سماء الحب تجوالا
أنا نسر ، يهابه جميع الرجال
شيهاتة القصيد
و أنا إمرأة الجن
تسحر جميع المرايا
بالقصيدة و بالشعر
تقصف تحطم
مرايا الشمس ،و مرايا المياه
تكسر بقوة
مرايا البلور و مرايا الثلوج
تصهر الحديد
و تلين القلب العاصين الشداد
سيدي
أنا إمرأة إنسية تسطع كالشمس
تنير كمرايا الأقمار
ملكة كبقليس في حكمها
و كزانوبيا في حكمتها
و ألهة كعشتار في جمالها
أشبه نفرتيتي في أسطوريتها
و لي رقة و قوة كيلوباترا
و أنا ملكة أمازيغية
كديهيا تروض قلوب جميع
الرجال
سيدي
أنا إمرأة أندلسية
حيث غنت جميع الموشحات عني
كتبت بطقوس حب
يختلط فيه السحر و الخيال
مداد بحر لم ينشف و أقلام لم تجف
و غنت عني الجميلات
في قرطبة و في غرناطة
في إشبيلية و في طليطلة
رقصن لي الراقصات الفلامنكيات
بحب و بإجلال
و طربت لي القيثارات الإسبانيات
بنغم و وتر إسباني شجي
على بحر الألبوران و الأبيض المتوسط
و عرفوك بأنني إمرأة لا تعرف
الإنهزام .
