ثقافة وفنون

خيــط الدمــع

جهاد الكريمي:شاعر من اليمن

تهاوتْ شموس المجد، واستعلت الظُلَمْ
وخارت قوى الأعلام، واستلْقت القممْ

بدهْرٍ بلا كيفيةٍ يستبيْنُها
حليمٌ، ولا لونٌ على طيفهِ ارتسمْ

يُعلّلنا تَذْكارُ ما شيَّدَ الأُلى
تلاشوا، وهل يُغني عن النادم الندم!؟

ونغزلُ خيط الدمع في محفل الكَرى
حنيناً، ونرجوا من تناهيدنا النغَمْ

علوُّ الفتى بالجِد لا الجَد والغنى
وتاريخهُ ما دامَ، لا ما قد انصرم
.
.
تأوّهْتُ للأعلام أنّى تصدّعَتْ!
وأنّى اسْتساغَ القاعَ مَن كان في العَلَمْ!
.
ووا حرّ قلب الكون من حال أمّةٍ
تناهيدها في كل إخفاقةٍ حِمَم

إلى حتفها تسعى ضياعاً بظلفها
ومن يسلك الأوحال زلّت به القـدم

غدت نهْبةً في جَحْفل السبي تنزوي
على جيدها عِقدٌ من الذلَّة انتظَم

تبيع من الجاني تحياتِ أمسها
وتمنحُ موجود الكرامات بالعدم

لها من بنيها ألفُ خصمٍ تتابعتْ
خناجرهم في جوفها تغرزُ الألم

تنادي: بَنِيْ التاريخ، يا سادة الورى..
تلاشت حواسُ القوم واستفتح الصمم

وما يأمل الراجون مِن مُنقذٍ بدا
يداوي صداع الرأس بالسل والجذمْ!

اذا كان خذلانُ الورى من ذواتهم
فأنّى يفيد القوم أن تُعقَدَ القِممْ!؟
.
.
ألا أمّة المليار والنصف صحوةً
نُعيْدُ بها مجداً تليداً قد ارتقم

فلا عزةٌ إلا بتوحيد صفنا
ولا نهضةٌ إلا مع السيف والقلم

ولا يأْس، والأيام في الناس دُوْلَةٌ
وبعد سنين الجدْب دهرٌ من النعم

وخلف الدجى المشبوه فجرٌ مُعَمَّمٌ
بضوءٍ قشيبٍ تنمحي عنده الظُلَم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube