برلمان الهجرة الآفاق والتحديات
سنوات من النضال قضيناها من أجل رد الإعتبار لمغاربة العالم ,وإحياء آمال مغاربة العالم المساهمون الرئيسيون في التنمية في المملكة المغربية.هم جزئ من الشعب المغربي رغم عيشهم في الشتات فيجب أن يتمتعوا بنفس الحقوق التي يتمتع بها مغاربة الداخل ،لأن المساواة في الحقوق والواجبات مطلب مشروع .إحياء آمال مغاربة العالم يبقى مرتبط بإعادة تجربة سنة 1984،من خلال الإطار الذي أطلق عليه مجموعة من الفعاليات من مختلف بقاع العالم،بمايسمى ببرلمان الهجرة ،الذي لازال في بداية الطريق ومر بنقاش مرير .واستهداف من عدة جهات لا ترغب في نجاح التجربة ،وإحراج الدولة المغربية،لأننا انطلقنا متسلحين بقيم الديمقراطية التي نمارسها في حياتنا اليومية بدول الإقامة.
إن الدوافع التي جعلت الفعاليات في الشتات تأسيس إطار أطلقوا عليه برلمان الهجرة،هو تعثر الحوار الذي جرى في محطات عديدة في المغرب،حتى نكون جزئ من المشروع الديمقراطي كمغاربة اختاروا العيش في الهجرة في دول عديدة تتمتع بأنظمة ديمقراطية،والقيم التي نحملها من هذه المجتمعات نريد أن نجسدها على أرض الواقع من خلال مؤسسات الحكامة التي نص عليها الدستور المغربي..لكن كل المحاولات وكل المبادرات التي أعلن عنها مغاربة العالم من خلال عدة محطات داخل المغرب وخارجه ،باءت بالفشل.الأسباب الرئيسية ،هو غياب الإرادة السياسية،والإجماع الحزبي على عرقلة تحقيق إشراك مغاربة العالم في تدبير الشأن العام ،ماداموا المساهمين الرئيسين في التنمية بالمملكة.يستمر التساؤل بعد مرور أكثر من ثلاثة عشر سنة على الدستور الواضح والصريح في أحقية المشاركة السياسية والتمثيلية في كل مؤسسات الحكامة لمغاربة العالم .غياب الإرادةالسياسية في أحقية مغاربة العالم ،بلعب دور أساسي في تدبير الشأن العام جعل الجدل مستمر ، من خلال الإطار برلمان الهجرة .والذي أصبح ليس فقط في مواجهة الدولة والأحزاب السياسية المغربية والتي كان من المفروض ،أن تعمل وتساهم على إنجاح التجربة والدفع بالإطار الجديد ودعمه معنويا حتى يتم الوصول للأهداف التي رسمناها جميعا .وعندما يجتهد المثابرون لوضع الإطار على السكة من أجل انطلاقة بالسرعة الفائقة لتحقيق الأهداف المرسومة الواضحة.تظهر عقبات جديدة،وإحباط غير منتظر يصيب البعض .في غياب رحابة الصدر ،وتقبل وجهة النظر المختلفة في إطار النقاش الديمقراطي وعلينا أن نطرح عدة أسئلة لننطلق من جديد بالسرعة القصوى لتحقيق الأهداف والتطلعات .لماذا لا ترغب الأحزاب السياسية المغربية في غالبيتها المطلقة مع تأكيد أن هناك استثناءات في تفعيل فصول المشاركة السياسية؟ هل نستطيع أن نحقق ما فشل فيه المناضلون السياسيون والجمعويون والحقوقيون بالخارج منذ سنة 2007 بالإطار الذي أسسناه منذ أكثر من سنة ونصف ؟هل نحن في برلمان الهجرة كفعاليات مؤسسة قادرون على تجاوز الخلافات فيما بيننا في رسم الأهداف والتطلعات ليس لغالبية مغاربة العالم وهذا واقع لأننا نمثل فقط شريحة اجتهدت وتشبثت بالآمال لتفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية رغم كل العراقيل ولسنا قادرين على إقناع وفرض وجهة نظرنا على الآخر.حقيقة يجب أن يستوعبها الجميع ،وهي أن من أسباب فشل تحقيق الآمال والتطلعات ناتجة مع كامل الأسف عن تغلل لوبي مدفوع من جهات ،لا ترغب في نجاح تجربة برلمان الهجرة ،لإحراج الدولة المغربية.
هل هناك بوادر أمل متوفرة في الساحة المغربية،أقصد الساحة السياسية لتفعيل الفصول المتعلقة بالمشاركة السياسية؟الخرجات الإعلامية لبعض الأحزاب السياسية المغربية ،تفرض على برلمان الهجرة الإنفتاح على هذه الأحزاب والتي تبنت مواقف جد متقدمة لتفعيل الفصول المتعلقة بأحقية مغاربة العالم في التمثيلية في مؤسسات الحكامة والمساهمة في تدبير الشأن العام .وبعد نقاش الأمس،أعتقد أن مسألة الإنفتاح على الأحزاب التي تقدمت بمقترحات فيما يخص المشاركة السياسية وهي قليلة ،يفرض علينا كمناضلين في الإطار التأسيسي لبرلمان الهجرة ،الدخول في نقاش مع هذه الأحزاب التي تبنت مواقف جد متقدمة من مسألة المشاركة السياسية في إطار توسيع النقاش ،ودعم الموائد المستديرة التي نسعى لتنظيمها في مناقشة قضايا متعددة .
ملاحظة لابد منها،أرى من الضروري أن يؤمن الجميع بتحقيق الأهداف التي رسمناها منذ البداية ،من خلال النقاش الهادئ بعيدا عن التعصب ،متسلحين بمبدأ الإقناع مع الحرص بطبيعة الحال على التمسك باحترام القيم المشتركة التي تجمعنا كمناضلين في الهجرة
حيمري البشير مجرد وجهة نظر ………في إطار النقاش الإيجابي وليس السلبي مع تحياتي وتقديري للجميع