مقالات الرأي

من أجل جالية فاعلة و مؤثرة

ذ. مصطفى جديعة

بعد انتظار طويل ومحبط، آن الأوان أن نفكرجميعا وبروح من المسؤولية  في استراتيجية مدروسة وجد دقيقة لصياغة رؤية شاملة الهدف منها تأهيل جاليتنا في الخارج ومدها بالدعم اللازم لمواكبة عصر سريع التطور وحامل لكل المفاجآت. إن أفراد جاليتنا في شتى أنحاء المعمور بحسهم الوطني الصادق قادرون على رفع التحدي في كافة المجالات. إلا أنه ومن باب الشجاعة الأخلاقية ينبغي أن نشير بالواضح وليس بالمرموز أن هناك فراغا قاتلا وتقصيرا ملموسا.
فالقنصليات المغربية لا تتحرك الا في الضرورة القصوى، ربما لإكراهات خاصة  أو إلى طبيعة العمل المحكوم  بقوانين والتزامات، في حين أن التحدي الراهن أضحى أكبر من ذلك بكثير. وكمتتبع لمجريات الأحداث أرى أن الاشتغال بعقلية جديدة ورؤية مغايرة هو المطلب  الملح لدى الجميع.
انني أقترح على الديبلوماسية المغربية أن تبادر إلى خلق نواة ثقافية داخل كل قنصلية مهمتها بلورة مشروع ثقافي ملموس قابل للتنفيذ والأجرأة الهدف منه إشاعة نهضة ثقافية تأطيرية تعرف بالشخصية المغربية تاريخا وحضارة وهويةوفكرا. وأن يكون هناك انفتاح واع ومسؤول على مختلف الفعاليات للاستفادة من الكفاءات والطاقات الفكرية التي تزخر بها بلاد المهجر.
على مر التاريخ كانت الثقافة وما زالت أداة بناء وتنوير ودعوة الى التسامح وقبول الآخر. الثقافة فعل ابداعي تتجه الى العمق والجوهر كي تسمو بالانسان الى الفضيلة والنبل ..ما أحوجنا الى انطلاقة ثقافية رائدة تتعانق فيها الأفكار والرؤى والأحاسيس خدمة لجالية متعطشة لكل فعل جميل يغير ملامح البركة الآسنة. جالية تستحق ان يكون لها حضور ووزن وتأثير. جالية قادرة ان ترفع التحدي متى كان هناك انصات وتفاعل وثقة متبادلة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube