المغرب-الجزائر: رسائل متقاطعة بين محمد السادس وعبد المجيد تبون
أحمد رباص – حرة بريس
تحدث رئيسا الدولتين تباعا وطولا في 30 و 31 يوليو، محمد السادس، في خطابه بمناسبة لعيد العرش، عبد المجيد تبون، خلال مقابلة مع القناة الوطنية.
كما في العام الماضي، توجه الملك محمد السادس، عبر خطاب أذاعه التلفزيون المغربي، إلى المغاربة بمناسبة عيد العرش. ونظرا ل”استمرار الإجراءات الوقائية التي فرضها تطور الوضع الصحي بسبب جائحة كوفيد -19″، حسبما أعلنت وزارة القصور والتشريفات الملكية يوم 22 يوليوز، تم تأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات والمهرجانات الخاصة بعيد العرش الثالث والعشرين.
وفي إشارة إلى الوباء العالمي والحرب الروسية الأوكرانية، ألقى الملك خطابه بدعوة المغاربة لإظهار “روح المبادرة والصمود”. ثم استهل محمد السادس خطابه حول إصلاح مكانة المرأة. وأشار إلى “إصدار قانون الأسرة واعتماد دستور 2011 الذي يكرس المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات”، قبل أن يدعو إلى “تفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة”.
في هذا الخطاب بلهجة اجتماعية قوية – بينما يواجه رئيس الحكومة عزيز أخنوش تحديا على خلفية التضخم – رحب محمد السادس بالإجراءات المتخذة: حملة تطعيم فعالة، تعميم الحماية الاجتماعية، تمديد التأمين الإجباري عن المرض.
كما أعلن عن الشروع عند متم 2023 في تنفيذ مشروع التعميم التدريجي للتعويضات العائلية.
فضلا عن ذلك، دعا محمد السادس إلى توطيد آليات التضامن الوطني، ومحاربة حازمة ومسؤولة للمضاربة والتلاعب بالأسعار”.
لم يستطع ملك المغرب أن يتجنب موضوع الأزمة مع الجزائر التي قطعت العلاقات الدبلوماسية مع بلادنا منذ يوليوز 2021. وبذلك أكد أن الحدود التي تفصل بين الشعبين “الشقيقين، والتي يأسف لإغلاقها، سوف لن تكون أبدا حواجز تمنع تفاعلهما وتفاهمهما”.
وأضاف العاهل المغربي مؤكدا أن القول بأن المغاربة يهينون الجزائر والجزائريين هو من عمل أفراد غير مسؤولين يسعون جاهدين لنشر الفتنة بين الشعبين الشقيقين. وفي تصريح على شكل نداء موجه إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، عبر محمد السادس عن رغبته في “إقامة علاقات طبيعية” بين البلدين.
بدوره، تحدث رئيس الدولة الجزائرية مع نظيره المغربي بعد مرور يوم واحد على خطاب العرش، وأكد عبد المجيد تبون، دون ذكر جاره مباشرة، وفي إشارة إلى تنظيم القمة العربية المقبلة في الجزائر العاصمة في نوفمبر، أن الجزائر ليس لديها مشكلة مع أي دولة عربية وأنها تحترم جميع الدول.
وبينما عابت الجزائر على الرباط تطبيع علاقاتها مع إسرائيل عام 2021، أشار الرئيس الجزائري إلى أنه بدون الوحدة وتوحيد الصفوف، لا يمكن تحقيق استقلال فلسطين.
ورغبة منها في اتخاذ اتجاه معاكس للديبلوماسية المغربية، ضاعفت الجزائر اتصالاتها مع المنظمات الفلسطينية في الأشهر الأخيرة، سواء تعلق الأمر بالسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس أو بحماس إسماعيل هنية.
كما التقى الزعيمان الفلسطينيان في الجزائر العاصمة يوم 5 يوليوز بمناسبة الاحتفال بالذكرى الستين لاستقلال البلاد، برعاية عبد المجيد تبون. وأشار الأخير إلى تنظيم مؤتمر حول فلسطين في الجزائر قبل القمة العربية. كما أشار إلى حالة سوريا، التي تخضع عودتها إلى جامعة الدول العربية لضغوط شديدة من الجزائر.
وفي علاقة بملف السياسة الداخلية، انكر عبد المجيد تبون وجود حالات لمعتقلي الرأي في السجون الجزائرية، حتى أنه تحدث عن “كذبة القرن”.
كما أكد الرئيس الجزائري أن عملية تسوية أوضاع القادة السابقين للجبهة الإسلامية للإنقاذ، الحركة الإسلامية المنحلة عام 1992، جاءت في إطار تمديد قانون الوئام المدني الذي قدمه عبد العزيز بوتفليقة ودخل حيز التنفيذ عام 1999.