مستجداتمقالات الرأي

حول التضليل والتأجيج من بعض السياسيين والدعاة واليتوبيين لإستغلال تواجد المسلمين بأوروبا

بُودّة أحمد – صحفي بروكسيل

عدد لا يُستهان به من السياسيين، داخل وخارج أوروبا، يستعملون، من حين لآخر، الدين خاصة فيما يتعلق بالحضور الاسلامي بأوروبا، لأغراض سياسوية مع الأسف الشديد. تماشياً مع حملاتهم المغرضة، يخرج علينا بعض المتربصين، من أبناء جلدتنا وديننا الحنيف، كل غرضهم كسب الارباح من اليوتوب وتلفيق الحقائق الخيالية على حساب المكانة التي تليق بأتباع هذا الدين المحمدي بأوروبا، فهم يُضللون الرأي العام العربي والمسلم، ويُحرّضون من حيث لا يحتسبون الناخب الأوروبي، كقولهم أن المسلمين سيصبحون، على المدى المتوسط، أغلبية بأوروبا. وأن عدد المواليد من أصحاب الديانة الإسلامية في بعض العواصم العربية أصبح يفوق عدد المواليد من أهل البلد الاصليين ويُخلطون، عمداً وبهتاناً، بين الإحصائيات في بعض المدن الأوروبية، التي تسجل إسم محمد كأول إسم مولود مصرح به وبين الرقم الإجمالي للمواليد في هذه المدن الذي تبقى أغلبيتها من مواليد أهل البلد الأصليين.بإختصار شديد وبكل موضوعية لنسلط الضوء على حضور المسلمين بأوروبا في الوقت الحاضر وفي المستقبل :الإتحاد الأوروبي بدوله 28، بما فيهم بريطانيا، يقطنه حوالي 530 مليون نسمة، بينهم تقريبا 25 مليون مسلم. هذا الرقم يحتوي على جميع من يعتبر نفسه تابع للديانة الإسلامية. بينهم حوالي 30 في المائة ملتزم بشعائر الدين الإسلامي بحذافيره. والباقي منهم ملتزم ببعضها…الأرقام التي من السهل الوصول إليها، تُؤكد أن نسبة المسلمين تكوّن في الوقت الحاضر أقل بقليل من 5 في المائة من مجموع السكان بأوروبا.إذا نظرنا إلى التطور الذي حصل في تزايد عدد المسلمين بأوربا خلال 30 سنة الأخيرة ،حيث قفز عددهم بأوروبا تقريباً من 2,5% إلى 5% نتيجة التجمع العائلي، والهجرة المنظمة واللجوء السياسي، والزيادة في معدل المواليد للمسلمين.إذا إفترضنا أن الأوضاع ستبقي على حالها، بمعنى أن العالم العربي والمناطق المجاورة له سيستمرون في تصدير أبنائهم إلى أوروبا، جراء المشاكل الإقتصادية، والحروب والإقتتالات الدائرة فيها وكذا جراء معدل الموالد عند المسلمين (2,6 لكل إمرأة) مقابل ( 1,6 عندالمرأة الأوروبية).في هذه الحالة، يُمكن أن نتوقع أن عدد المسلمين سيتضاعف، بحيث سيقفز معدل المسلمين من 5 في المائة سنة 2020 إلى حوالي 10 في المائة سنة 2050 أو ما يُقارب هذا المعدل.هذا مايدعوني للاستنتاج وفق ما قدمته من ارقام، تنبيهك أختي، أخي المتابع لصفحتي وعبركم إلى العرب والمسلمين كافة، بأن لا تنخرطوا في أقوال المغرضين من بعض أبناء وبناة جلدتنا الذين يصطادون في الماء العكر، وفي مخططات اليمين المتطرف بأوروبا، التي تهدف إلى التحايل على البسطاء من أبناء الشعب الأوروبي، بالنفخ في الأرقام، لكسب أصواته لتبني سياسة مناهضة للمسلمين فعلياً. وأن لا تُرددوا وتَتَقاسموا مثل هاته مغالطات لأنها تدعوا للتفرقة، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ولاتعْدو إلاّ ان تكون سوى إدعاءات كاذبة ومضللة، هدفها الحقيقي الضرب في تواجد الإسلام ومستقبله بأوروبا ،ومصالح واستقرار سكان أوروبا المسلمين وبالتالي مصالح الدول التي يَنحدرون منها.وبالله التوفيق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube