ثقافة وفنونمستجدات

التشكيل المغربي في زمن الكورونا

يوسف سعدون فنان تشكيلي ومهتم بالجماليات

التشكيل المغربي في زمن الكورونا

   للحديث عن واقع الفنون التشكيلية في زمن الكورونا لا بد لنا ان نستحضرواقع هذه الفنون بالمغرب في زمن ماقبل الجائحة حتى نعرف تأثير هذه الجائحة على الفن التشكيلي.

كل المعطيات التاريخية تؤكد أن الفنون التشكيلية بمفهومها الحالي هي فنون حديثة دخلت مع المستعمر على غرار بعض الفنون الأخرى كالمسرح .وهذا العامل بالإضافة إلى عوامل أخرى متعلقة بنخبوية هذه الفنون  وعدم انتشار الثقافة التشكيلية بسبب تغييبها في المناهج التعليمية وكذا ضعف البنيات التحتية للفعل التشكيلي،كل هذه العوامل جعلت من الأزمة عاملا بنيويا للفن التشكيلي المغربي.. لهذا فجائحة كورونا لم تكن لها تأثير مباشر على واقع هذا الجنس الإبداعي من زوايا الإنتاج والاستهلاك.

لوحة رسمها الفنان يوسف سعدون ايام الحجر الصحي

نعرف جيدا أن نسب الإقبال على المعارض والتظاهرات الفنية كانت دائما ضعيفة،كما أن سوق التشكيل كان يعرف كسادا كبيرا بالإضافة إلى الفوضى التي كان ولازال يعاني منها.ونعرف أيضا أن الكثير من الفنانين لا يستطيعون ضمان حياتهم عبر الفن مع بعض الاستثناءات، لهذه الأسباب نرى أن جائحة كورونا لم تؤثر على واقع الفنون باعتبار أن هذه الأزمة بنيوية – كما أسلفنا الذكر- بل نقول أن زمن الجائحة شجع ظاهرة المعارض الافتراضية التي استغلها الكثير من الفنانين لإبراز إبداعاتهم في زمن الكورونا معبرين عن انطباعاتهم وهواجسهم إزاء هذا الوباء، وموظفين مواقع التواصل الاجتماعي لبسط تجاربهم .حتى أن هناك مجموعة من التجارب فرضت نفسها في الساحة الافتراضية والتفتت إليها الكثير من الأقلام النقدية ،وكأن الفنانين عبر هذه المبادرة عملوا على إعادة الاعتبار للفنون التشكيلية والمساهمة في تقريبها من المتلقي المتعاطي مع الفضاء الازرق..

لكننا نسجل رغم هذه الحركية عدم استفادة الكثير من الفنانين ماديا خصوصا أولئك الذين كانوا يروجون أعمالهم من خلال قاعات العروض او الطلبات الخاصة حينما اغلقت القاعات الفنية..الشيء الذي انعكس سلبا على المستوى المعيشي للكثير من الفنانين الذين كانوا يعتمدون على المردود المادي لأعمالهم الفنية.مما جعل جلهم يسعى للحصول على دعم من الجهات الرسمية.هذا الدعم الذي قيل فيه الكثير ولا مجال لإعادة طرحه في هذه الورقة.

على العموم،فيمكن القول أن واقع الأزمة بالنسبة للفنون التشكيلية بالمغرب هو واقع قائم سواء ما قبل الكورونا أوأثناءه أوما بعده..بل عملت هذه الجائحة  على تنشيط الفعل التشكيلي الافتراضي كحل مرحلي في انتظار ما ستسفر عنه المبادرات الرسمية والغير الرسمية من اجتهادات لتحسين واقع الفنون التشكيلية مستفيدة من دروس الكورونا..

عمل اخر يوثق لايام الحجر الصحي بالمغرب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube