تقاريرغير مصنف

مؤسسة الإمام مالك في الدنمارك والمصير المجهول

أتابع باهتمام وبأسف وحسرة بالغة ماوصل إليه الصراع ولا أبالغ إن قلت العبث في التحضير لانتخابات جديدة لطي صفحة سوداء طال أمدها ،والحفاظ على وحدة الصف في ظل التحديات الكبرى التي تحيط ببلدنا المغرب.والحفاظ على صورة الإسلام الذي تميز به المسلم المغربي في مختلف بقاع العالم.المغاربة أين ما كانوا في العالم ارتبطوا بمؤسسة المسجد ،بعيدا عن السياسة وكل التيارات التي ظهرت في السنين الأخيرة.المغاربة في كل بقاع العالم متمسكون بالمذهب المالكي وبالوسطية والإعتدال ،وبالتسامح والتعايش، والتصوف ولن يقبلوا الإنحراف الذي أصبح مسجد الإمام مالك يتميز به اليوم بدءا برفض ترشيح منخرطين لتحمل المسؤلية لتدبير المؤسسة في إطار التناوب والقيم الديمقراطية التي يتميز بها المجتمع الذي نعيش فيه ،والتنكر لمابذله المغرب والمغاربة في الدنمارك في إخراج هذا المسجد إلى الوجود.أليس في مغاربة الدنمارك رجال حكماء،للفصل في النوازل التي كانت سببا في التفرقة التي ستؤدي لامحالة إلى الهاوية ،وهدم كل مابناه مغاربة الدنمارك،وليس الفئة التي تتحكم في المؤسسة اليوم.سيقول البعض أني منحاز في موقفي ،فأجيب بجرأة وشجاعة ،كمنخرط أصبح يعنيني مستقبل المؤسسة ،ومصيرها .لا يمكن للعقلاء أن يقفوا موقف المتفرج،فيما يجري .وإنقاذ المؤسسة أصبح فرض عين على كل مغربي ومغربية،هذا موقف ثابت يجب أن يتمسك به الجميع،لماذا لأننا جميعا مسؤولون لحماية المذهب المالكي بعيدا عن السياسة،وبعيدا عن التيارات الدينية.على الجميع أن يلتفت للمؤسسات الدينية الموجودة سواءا المغربية منها أو المشرقية ،وقيم التسامح الموجودة فيها ،ولماذا مؤسسة الإمام مالك أصبحت حديث الألسن .إلى أين يريد الجميع وبالخصوص الرافضون للقائمة المرشحة لتحمل المسؤولية قيادة هذه المؤسسة؟ ،لماذا لا تتركوا للجمع العام ليفصل في القوائم المرشحة؟لماذا لحد الساعة ونحن على بعد أقل من خمسة أيام لم تبعثوا قوائم المرشحين ،وجردا للمصاريف والقانون المالي؟ هل أنتم اخترتم خيار التصعيد والفوضى الخلاقة عوض التمسك بالحوار البناء .؟إننا جميعا سنتحمل مسؤولية الأخطاء والمصير المجهول بتمسكم بإقصاء كل من يرفع صوته عاليا ضد مايجري في المؤسسة ،لن نقبل أن يصبح المغاربة عبيدا في مؤسسة اشتروها بدعم المغرب ،لن يقبل المغاربة أن يقود سفينة هذه المؤسسة غير المغاربة .مؤسسة الإمام مالك مغربية ويجب أن تبقى مغربية ،مفتوحة في وجه كل المسلمين وليس لمنافسة المغاربة في تدبيرها أو تحمل مسؤولية الإمامة فيها .لن يقبل العاقل مايجري حاليا ونحن على بعد أياما معدودة لتجديد مكتب المؤسسة،من خلال رفض مرشحين للتنافس الشريف وترك كلمة الفصل للجمع العام.والمتمسكون بقرار الإقصاء غير عابئين مع كامل الأسف بخطورة القرار الخاطـئ المتخذ.اتركوا الجمع يقرر ويختار من هو مؤهل لتحمل مسؤولية تدبير هذه المؤسسة.استمعوا للرأي السديد لأن مصير المؤسسة ليس بأيديكم لوحدكم وإنما بأيدي كل مغربي ومغربية ساهموا في هذه المؤسسة ويتألمون اليوم لماتعيشه،على الجميع تحمل المسؤولية وبالخصوص من يتخذ القرارات العشواء التي سوف تؤدي لإغلاق المؤسسة من طرف السلطات الدنماركية بسبب التجاوزات التي يرتكبها المكتب الحالي وأسطر على هذه الكلمة ،لأن ليس من حق المكتب الحالي رفض ترشيحات لكل راغب في تدبير المؤسسة .تحمل المسؤولية واختيار المكتب يجب أن يفصل فيه الجمع العام وليس اللوبي الذي ينفذ أجندة خارجية تقود المؤسسة للهاوية ومن دون شك ستفقد هويتها المغربية.مؤسسة الإمام مالك يجب أن تبقى منارة مغربية بهويتها المتميزة الحريصة على التعايش والتسامح ،بعيدة عن السياسة ومنزهة عن كل الأفكار المتطرفة.عودوا لرشدكم ،وافتحوا الأبواب عوض إغلاقها احترموا قوانين البلد الذي تعيشون فيه حتى تساهموا بدوركم في طي صفحة الصراع الذي طال والذي وإن استمر فإنكم ستتحملون مسؤولية خراب هذه المؤسسة والإساءة لصورة المغرب وللمذهب المالكي وللإمام مالك.

حيمري البشير كوبنهاكن الدنمارك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
RSS
Follow by Email
YouTube
YouTube